مراتب الايمان بالقضاء والقدر بالترتيب
من مراتب القضاء والقدر
- مرتبة العلم
- مرتبة الكتابة
- مرتبة المشيئة
- مرتبة الخلق
مراتب القضاء والقدر أربعة وهما:
المرتبة الأولى
:
العلم
، بأن الله هو من يعلم بالأشياء قبل حدوثها كما اتفق الرسل.
المرتبة الثانية: الكتابة ،
أن القدر
مكتوب
عند الله تعالى ، فقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 105، 106.
المرتبة الثالثة
:
المشيئة
، فيجب على المسلم أن يعلم أن لا شئ يحدث سوا بمشيئة الله تعالى.
المرتبة الرابعة: خلقه لها ،
أن الله تعالى هو من خلق افعال العباد قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر: 62].[1]
ان القدر يعتبر واحد من اركان الايمان والتي يتم اكتمال الدين بها، وهو
الايمان بالقضاء والقدر
خيره وشره، وهو الايمان بان القدر هو من الله سبحانه وتعالى هو واحد الذي يعلم بها، وهو الذي يتحقق مشيئته عن طريق ذلك القدر، كما ان القدر له أربعة مراتب، والتي سيتم ذكرها اليوم.
مرتبة العلم :
ان الله تبارك وتعالى يعلم منذ الازل ما سوف يحدث، ويعتبر ذلك العلم علم دائم، ولا يتأخر للحظة واحدة ولا اتصف الله بالجهل تبارك وتعالى، وهو منزه عن ذلك، ولذلك يجبر العباد على فعل الشيء نفسه، وقد قال بعض العلماء عن ذلك انه يشبه المعلم الذي يعرف مصلحة تلاميذه واحوال تلاميذه، فيعلم المدرس من الذي سينجح من الطالب الذي سيفشل، وذلك لا يعني اجبار الطالب الناجح او حتى الطالب الفاشل على شيء، وهذا مثل تقريبي، تبارك الله وتعالى.
مرتبة الكتابة :
وهنا يقصد بمرتبة الكتابة، ان الله تبارك وتعالى قد كتب علمه منذ قديم الازل، وذلك قبل ان يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ولكن ذلك أيضا لا يعني اجبار اعبد على شيء.
مرتبة المشيئة :
ان مرتبة المشيئة هي بان كل ما شاء الله به كان وما لم يشأ لم يكن، وهنا يقصد بها تلك المشيئة الكونية وليست المشيئة الشرعية، فالمراد من تلك المرتبة، ان كل ما يحدث مع خلق الله فهو بمشيئة الله، وانه ليس هناك أي امر يعجزه، فلو لم يرد السارق ان يسرق ما كان سرق، ولكنه شاء ذلك لحكمة ما لا يعلمها أحد غيره، فهو الله أيضا الذي شاء بان يخرج ابليس عن طاعته، ويظل يضل الخلق حتى يختبرهم، وبعدها يعاقب ابليس بذنبه، ولذلك فان كل ما يحدث للخلق هو مشيئة الخالق.
مرتبة الخلق :
ان مرتبة الخلق هي ان فعل الخلق هي مخلوق من الله تعالى، وذلك لان الموجودات التي بين الخالق والمخلوق لا يوجد ثالث لهم، فأفعال العباد اما انها مخلوقة لله، وهو الصواب والحق بشكل كبير، واما هي مخلوقة للعبد، او اما هي خالقة لا مخلوقة، وهو ام ممتنع.
هل الدعاء يغير القدر
قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (وإذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي إذا دعان) صدق الله العظيم.
نعم فانه قد ذكر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم انه قال (لا يرد القضاء الا الدعاء) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك اثبات بان الدعاء من الممكن ان يرد القضاء، وذلك لان كلامها قضاء الله سبحانه وتعالى، وهو يعلم عز وجل بان العبد سيدعوه، ويغير الله القدر بقدر اخر مكتوب عنده.
وذلك قد اتفق عليه الكثير من العلماء ولكن هناك راي اخر من العلماء يقول بان قدر الله تعالى لا يتغير ولا يتبدل ودليل على ذلك قول الله تبارك وتعالى في سورة الحديد، بسم الله لرحمن الرحيم (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)، ويستشهدون أيضا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “رفعت الأقلام وجفت الصحف” رواه الترمذي، وقد قال العلماء ان الكتابة في اللوح المحفوظ لا تتبدل ولا حتى تتغير.
اما عن فضل الدعاء وكيفية استجابته او حتى ادخاره للإنسان ففي الاخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، “ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها” قالوا: إذاً نكثر. قال: “الله أكثر”، رواه الترمذي واحمد.
كما ان هناك عدد من الأسباب التي أرشدنا اليها رسول الله لاستجابة الدعاء، وهي الايمان الكامل بالله والاستسلام لله وحده وأيضا الإخلاص الكامل في الدعاء، كما انه يجب على العبد ان يتحرى الرزق الحلال أي في المأكل والمشرب والملبس، وان يتحرى اوقات استجابة الدعاء الى الله تبارك وتعالى وهي توجد بين الاذان والإقامة ووقت نزول المطر وايض في السجود وفي جوف الليل، ان يكثر العبد من الاستغفار الى الله تبارك وتعالى لقول الله تبارك وتعالى في سورة نوح، “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِين َ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا”، الصدقة أيضا من الأشياء التي تطفئ غضب الله تعالى.