من هي زوجة بلال بن رباح
الصحابي
بلال بن رباح
الحبشي (رضي الله عنه)، وكنيته أبو عبدالله، هو من أول الصحابة الذين سبقوا إلى دخول الدين الإسلامي، فكان من العبيد الذين يتبعوا بني جمح من قبيلة قريش، وهذا سبب في تعرّضه للتعذيب الشديد من سيّده أميّة بن خلف الجمحي القرشي، حين إعتناق
الإسلام
، السبب الذي أدى إلي تدخل الخليفة
أبو بكر الصديق
(رضي الله عنه) فاشتراه وأعتقه لوجه الله من العبوديّة.
صفات بلال بن رباح
عرف
بلال بن رباح
بالعديد من الصفات المختلفة، كنحافته، وشدة سمرته، وطوله الزائد، وشعره الغزير، وصوته الجميل، وخلقه الحميد، فحينما يلقي عليه أحد عدد من عبارات المدح والثناء، كان ينحني برأسه ويشعر بالإحراج، ونجد عبراته تسيل على وجنتيه بشدة وهو يقول:”إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبداً”، وهذا يدل على شدة تواضعه، وشدة إحترامه للآخرين.
عُرف عن بلال بن رباح
الصبر
على شدة تعذيبه، مستعيناً بذلك بمقولته الشهيرة “أحد أحد”، وتميّز بصوته العذب الجميل أيّام الجاهلية، لذلك عندما فرض الأذان بالإسلام، كلفه الرسول (صل الله عليه وسلم) بمهمة الأذان لنداء المسلمين لأداء الصلاة.
زوجات بلال بن رباح
هالة بنت عوف
هالة بنت عوف هي شقيقة عبدالرحمن بن عوف (رضي الله عنهما وأرضاهم)، زوجة الصحابي الجليل بلال بن رباح (رضي الله عنه وأرضاه)، وقد توفي بلال بن رباح دون أن يرزق بأبناء منها.
جمانة ابنـة الزحاف
كان زواج بلال بن رباح منها زواج غير موفق
هند الخولانية
يرجع نسبها إلى خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيـد بـن كهلان بـن سبأ (مـن
اليمن
)، وقال ابن الكلبي: خـولان بـن عمـرو بـن الحاف بن قضاعة.
إسلام بلال بن رباح
عندما جاء
سيّدنا محمد (صل الله عليه وسلم)
لنشر الدعوة الإسلاميّة بمكة، بدأت أخباره تتناقل بجميع الأرجاء، وكان بلال بن رباح يسمع أخباره من قبل أسياده، ويصغي في الاستماع لأخباره، وفي يوم ما كان رسول الله (صل الله عليه وسلم) وأبو بكر في غار حراء، فمرّ بلال بن رباح هو ومجموعة من قطعان
الغنم
بهما، فقام
الرسول (صل الله عليه وسلم)
بطلب الحليب من ذلك الراعي، فحلب بلال بن رباح الماشية لإعطاء الرسول (صل الله عليه وسلم) الحليب، فتناوله وشرب حتى ارتوى، ثم قام بحلبها مرة أخرى ليسقي أبا بكر الصديق.
بعد ذلك دعاه الرسول (صل الله عليه وسلم) إلى الدخول في الإسلام، فاستجاب بلال بن رباح له، وطلب من الرسول (صل الله عليه وسلم) عدم البوح بإسلامه، وبالفعل قام بذلك وعاد إلى دياره مسلماً، فكان من أكثر الأشخاص تقرّباً لرسول الله (صل الله عليه وسلم).
تعذيب بلال بن رباح
في يوم ما دخل بلال بن رباح إلى الكعبة، دون أن يعلم بوجود قريش فيها، فاقترب من أحد الأصنام وبصق عليه، فرآه أحد رجال قريش فأحب أن ينل منه، ففرّ حتى وصل لبيت سيّده عبد الله بن جدعان، فعثروا عليه هناك، وقام أميّة بن خلف بالتفنن في تعذيبه عذاباً شديداً، وذلك لأنّ إسلام واحد من عبيدهم يلحق الخزي لهم، وحينها قال أميّة: “إنّ شمس هذا اليوم لن تغرب إلا ويغرب معها إسلام هذا العبد الآبق”.
بدأ تعذيب بلال بن رباح بأقصى الطرق، فكانوا يُخرجونه بوقت الظهيرة بصحراء مكة الملتهبة ثم يلقونه على الرمال الساخنة بدون أي لباس، ثم يضعون حجراً كبيراً يقوم بنقلّه عدّة رجال من ثقلّه فيلقونه على صدر بلال بن رباح، بعد ذلك يصيحون به الجلادون “أذكر اللات والعزى” فكان لا يجيبهم إلا بقوله المشهورّ “أحد .. أحد”،عندما يحين وقت ما قبل الغروب يضعون حول عنقه حبلاً ثم يأمرون صبيانهم بالطواف به بطرق وجبال مكة.
قال عمار بن ياسر: “كلٌّ قد قال ما أرادوا” ويعني بذلك المستضعفين الذين عذّبوا والذين قالوا ما أراد المشركون باستثناء بلال، ومرَّ به ورقة بن نوفل أثناء تعذبيه وهو يقول: “أحد …أحد”، فقال: ” يا بلال أحد أحد، والله لئن متَّ على هذا لأتخذنّ قبرك حَنَاناً “، أي بركة.
وفي يوم كان أمية بن خلف يضرب بلال بالسوط، فمرَّ عليه الصحابي أبو بكرالصديق فقال له: ” يا أمية ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ إلى متى ستظلّ تعذبه هكذا؟ ” فقال أميّة: ” أنت أفسدته فأنقذه ممّا ترى”، ثم استمر أميّة بضربه لبلال، حتى يئس منه، فطلب منه أبو بكر الصديق أن يشتري بلال، فأعطى أميّة بن خلف ثلاث أواق من الذهب مقابل شرائه، فقال له أمية بن خلف: ” فو اللات والعزى، لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعته بها “، فقال خليفة رسول الله أبو بكر الصديق (رضي الله عنه وأرضاه): ” والله لو أبيت أنت إلا مائة أوقية لدفعتها “.
وفاة بلال بن رباح ومكان دفنه
أثناء إحتضار بلال قالت زوجته “وا حزناه”، فكشف بلال الغطاء عن وجهه وهو بسكرات الموت فقال: “لا تقولي وا حزناه، وقولي وا فرحاه، غداً نلقى الأحبة، محمداً وصحبه”.
توفي بلال بن رباح
ببلاد الشام
عن عمر يناهز الستين عاماً بسنة 20 هجري ، ودُفن بباب صغير بدمشق كما أراد، وله مقام في “قرية بلال” بالعاصمة عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية.