ماهي لامية العجم و سببها

لامية العجم هي قصيدة شعرية ترجع إلى صاحبها الطغرائي والذي توفى عام 514 هجريا ، وهو العميد مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدؤلي الكناني نسبا الأصبهاني مولدا ، وفي هذا المقال نتعرف على قصيدة لامية العجم بشكل أوضح.

سبب قصيدة لامية العجم

قام الطغرائي بحكي قصيدة لامية العجم لكى يشكو حاله ويشكو زمانه ، وكان ذلك في

مدينة بغداد

في عام 505 هجريا.

ومن المعروف أن الطغرائي كان واقع بين فسحة الأمل وحقيقة الواقع وهو أحد الأسباب التي جعلته يكتب هذه القصيدة ، فقد وجد فيها ملاذا لتوثيق الوجع الكامن به من تكسير

الأحلام

على صخرة الواقع.

حيث قيل في أحد الروايات أن الطغرائي توفى بسبب منصبه وأنه قتل ، وأنه مات ثمنا لطول يده في سلطنة مسعود بن محمد بن ملكشاه ، حيث قام خلاف سياسي بين السلطان وبين أخيه محمود ، حتى قامت مواجهة عسكرية بينهم ، انتهت بهزيمة السلطان مسعود ، فقام أخيه بتصفية أعوان السلطان وكان منهم الطغرائي.

أما الرواية الأخرى وهي الأرجح أن أخو السلطان عفى عن الطغرائي فظل يعيش وحيدا منكسرا وضعيفا ، بعدما كان يتولى المناصب الهامة ، فجاءت تلك القصيدة تعبيرا عن الانكسارات النفسية التي حدثت له.

لامية العجم لامية العرب

قام الطغرائي بتسمية القصيدة باسم لامية العجم نسبة إلى

الشاعر الجاهلي

الشنفري والذي عرف له قصيدة لامية العرب ، فاستوحى منها الاسم.

قصيدة لامية العجم

وجاءت قصيدة لامية العجم كالتالي:

أعلل النفس بالامال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

أصالة الرأي صانتني عن الخطل  وحلية الفضل زانتني لدى العطل

مجدي أخيرا ومجدي أولا شرع  والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل

فيم الإقامة بالزوراء لا سكني بها لا ناقتي فيها ولا جمل

يناء عن الأهل صفر الكف منفرد كالسيف عري متناه عن الخلل

فلا صديق إليه مشتكى حزني ولا أنيس إليه منتهى جذل

يطال اغترابي حتى حن راحلتي ورحلها وقرا العسالة الذبل

وضج من لغب نضوى وعج لما  ألقى ركابي ، ولج الركب في عذلي

أريد بسطة كف أستعين به   على قضاء حقوق للعلى قبلي

والدهر يعكس امالي ويقنعني من الغنيمة بعد الكد بالقفل

وذي شطاط كصدر الرمح معتقل  بمثله غير هياب ولا وكل

حلو الفكاهة مر الجد قد مزجت بشدة البأس منه رقة الغزل

طردت سرح الكرى عن ورد مقلته والليل أغرى سوام النوم بالمقل

والركب ميل على الأكوار من طرب صاح  ، واخر من خمر الكرى ثمل

فقلت : أدعوك للجلى لتنصرني   وأنت تخذلني في الحادث الجلل

تنام عيني وعين النجم ساهرة  وتستحيل وصبغ الليل لم يحل

فهل تعين على غي همت به  والغي يزجر أحيانا عن الفشل

إني أريد طروق الحي من إضم  وقد حماه رماة من بني ثعل

يحمون بالبيض والسمر اللدان به سود الغدائر حمر الحلي والحلل

فسر بنا في ذمام الليل معتسفا  فنفخة الطيب تهدينا إلى الحلل

فالحب حيث العدا والأسد رابضة حول الكناس لها غاب من الأسل

تؤم ناشئة بالجزم قد سقيت نصالها بمياه الغنج والكحل

قد زاد طيب أحاديث الكرام بها   مابالكرائم من جبن ومن بخل

تبيت نار الهوى منهن في كبد  حرى ونار القرى منهم على القلل

يقتلن أنضاء حب لا حراك بهم  وينحرون كرام الخيل والإبل

يشفى لديغ العوالي في بيوتهم  بنهلة من غدير الخمر والعسل

لعل إلمامة بالجزع ثانية يدب منها نسيم البرء في عللي

لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت  برشقة من نبال الأعين النجل

ولا أهاب الصفاح البيض تسعدني  باللمح من خلل الأستار والكلل

حب السلامة يثني هم صاحبه  عن المعالي ويغري المرء بالكسل

فإن جنحت إليه فاتخذ نفقا في الأرض أو سلما في الجو فاعتزل

ودع غمار العلا للمقدمين على ركوبها واقتنع منهن بالبلل

يرضى الذليل بخفض العيش مسكنه دوال عز عند رسيم الأينق الذلل

فادرأ بها في نحور البيد جافلة معارضات مثاني اللجم بالجدل

إن العلا حدثتني وهي صادقة فيما تحدث أن العز في النقل

لو أن في شرف المأوى بلوغ منى لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل

أهبت بالحظ لو ناديت مستمعا والحظ عني بالجهال في شغل

لعله إن بدا فضلي ونقصهم لعينه نام عنهم أو تنبه لي

أعلل النفس بالامال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

لم أرتض العيش والأيام مقبلة فكيف أرضى وقد ولت على عجل

غالى بنفسي عرفاني بقينتها فصنتها عن رخيص القدر مبتذل

وعادة السيف أن يزهى بجوهره وليس يعمل إلا في يدي بطل

ماكنت أوثر أن يمتد بي زمني  حتى أرى دولة الأوغاد والسفل

تقدمتني أناس كان شوطهم  وراء خطوي لو أمشي على مهل

هذاء جزاء امرىء أقرانه درجوا من قبله فتمنى فسحة الأجل

فإن علاني من دوني فلا عجب  لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

\فاصبر لها غير محتال ولا ضجر في حادث الدهر ما يغني عن الحيل

أعدى عدوك أدنى من وثقت به فحاذر الناس واصحبهم على دخل

فإنما رجل الدنيا وواحدها من لايعول في الدنيا على رجل

وحسن ظنك بالأيام معجزة فظن شرا وكن منها على وجل

غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت مسافة الخلف بين القول والعمل

وشان صدقك عند الناس كذبهم  وهل يطابق معوج بمعتدل

إن كان ينجع شيء في ثباتهم  على العهود فسبق السيف للعذل

يا ورادا سؤر عيش كله كدر  أنفقت صفوك في أيامك الأول

فيم اقتحامك لج البحر تركبه وأنت تكفيك منه مصة الوشل

ملك القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الأنصار والخول

ترجو البقاء بدار لإثبات بها فهل سمعت بظل غير منتقل

ويا خبيرا على الإسرار مطلعا اصمت ففي الصمت منجاة من الزلل

قد رشحوك لأمر إن فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل