حقائق عن ” كاماسوترا “

منذ قديم الأزل والجنس شيء أساسي في حياة البشر ما كانت الحياة لتستمر بدونه، وبغض النظر عن النوع والطريقة التي يمارس بها البشر الجنس إلا أنه موجود في شتى

الثقافات

وتحدثت عنه الأديان في كل العصور المختلفة لتنظيمه والتعريف به، كما أهتم

الفلاسفة

والعلماء به وبطرق ممارسته وأنواعه.

الجنس في الديانة الهندوسية

ومن أشهر من كتبوا في الجنس هم

الهندوس

حيث يعتبر الجنس في الديانة الهندوسية مختلف نوعاً ما عن باقي

الديانات

حيث أنه ليس بالفضيلة ولا الرزيلة، فهو في بعض المناسبات يعتبر وسيلة لسمو الروح والتقرب من الرب، يعتبر الجنس في معتقداتهم وسيلة للاتحاد مع الرب، ولكن في حالة أصبح الأمر هوس وأصبحت ممارسة

الجنس

مبالغ فيها حيث تسيطر على فكر الهندوسي يتحول إلي لعنات ويطمس العلاقة بين الرب والهندوسي، أي أن الدين الهندوسي ترك هذا الأمر غير واضح ولم ينظمه بشكل كامل بل تركه خارج الإطار الديني ولم يضع قواعد خاصة للمجتمع الهندوسي فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية.

وعلى عكس

الحضارة الإغريقية

التي حقرت من شأن الجنس فإن الهند من أكبر وأعرق

الحضارات

التي تحدثت عن الجنس وكتبوا فيه أعرق وأقدم

الكتب

التي تتحدث عنه وتنظمه وتقوم بتعريفه، ومن هذه الكتب كتاب الكاماسوترا.

كتاب الكاماسوترا

تم تأليف الكاماسوترا على يد الفيلسوف الهندوسي فاتسيايانا الذي كتبه ما بين عامين 200-400 قبل الميلاد، حيث ألف هذا الفيلسوف الهندوسي هذا الكتاب ليكون مرجع لمساعدة الناس في حياتهم الجنسية حتى يقوموا بالعلاقة الجنسية بطريقة منظمة وصحية وممتعة، حتى يعيش المجتمع حياة أسرية مستقرة.

وهذا يرجع لاقتناع مؤلفه بأن

الحياة الجنسية

السليمة تجعل الإنسان يعيش حياة سعيدة، مما يؤثر على حياته بشكل عام وبهذا سيعيش الفرد حياة متزنة سعيدة، ولهذا كان كتاب الكاما سوترا من الكتب التي تروج للجنس على عكس أغلب الكتب الفلسفية والدينية الهندوسية.

وإذا نظرنا إلى اسم الكتاب فهو مكون من شقين الكاما و هي تعني الشهوة أو المتعة أو اللذة وهي أحد الأهداف الأربعة للحياة الهندوسية، أما سوترا فترجمتها الحرفية تعني الخط الذي يحافظ ويمسك الأشياء ويربطها ببعض، وهذا يدل مجازاً عن الأقوال المشهورة أو الأقوال المأثورة التي يتم ربطها وجمعها في كتاب أو دليل.

ومن هنا فإن الكاما سوترا هو دليل لأي شخص يريد أن يتقن فن المعاشرة والمعاملة الجنسية، حتى يشبع رغباته بشكل أفضل وبطريقة صحيحة، حيث يعتبر الكاماسوترا من أول الكتب التي تعتبر كتاب معياري رسمي عن السلوكيات الجنسية للبشر في العالم، وقد كتب هذا الكتاب باللغة والثقافة السنسكريتية.

بعض الحقائق عن كتاب الكاماسوترا

لا يعتبر كتاب الكاما سوترا مجرد كتاب أو دليل جنسي فقط، حيث يتكون الكاماسوترا من سبع أقسام قسم واحد فقط هو الذي يتعلق بالجنس والوضعيات الجنسية أي ما يعادل ال20% من الكتاب فقط، وهذا القسم يشمل استعمال العض و

الأظافر

والأصابع واليدين.

كما أن فقرة كاملة فيه تتحدث عن الجنس الفموي وتنفي كونه محرم أو غير أخلاقي، وليس هذا فقط بل أن الكاتب يطرح فيه التفاصيل الكاملة ليتم ممارسة الجنس الفموي بالطريقة الصحيحة وعلى النحو الأفضل ، والأقسام الستة الأخرى من الكتاب يعطي فيها الكاتب نصائح في جوانب أخرى مختلفة في

الحياة

، فإذا قمنا بعزل قسم الجنس من كتاب الكاما سوترا، فإنا ما تبقى منه ستكون أمور مختلفة يعطي فيها الكاتب نصائح حول المعرفة وحول اختيار الزوجة الجيدة وجني المال وتحضير

عصير الليمون

وتعليم الببغاوات الكلام، وهذه الأمور بعيدة كل البعد عن العلاقات الجنسية أو الأوضاع الجنسية أو أي شيء يتعلق بالجنس.

القسم المتعلق بالجنس اعتمد على الأدب الهندي والتقاليد الهندية التي كانت شائعة في هذا الوقت من تأليف الكتاب، فنجد أن كاتب الكاماسوترا هو فيلسوف هندوسي يسمي فاتسيايانا كما ذكرنا سابقاً، ولكن

التاريخ

لم يذكر الكثير عنه سوى أنه عاش غالباً في القرن الرابع قبل الميلاد.

وقد أعترف الكاتب في صفحات الكتابة الأولى أنه يعمل على التركيز على القيم الهندية والتقاليد الهندية ويحترمها.

صدرت ترجمة الكاماسوترا من طرف مستكشف إنجليزي ، وتمت ترجمة أول نسخة بالإنجليزية عن هذا الكتاب عن طريق السير ريتشارد فرانسيس، والذي أضاف إليه بعض الملاحظات التي تشرح بعض الوضعيات الجنسية الغريبة على المجتمع الغربي ولماذا هي غريبة عنه.

تم السماح لطباعة ونشر هذا الكتاب بشكل قانوني بعد تبرئة كتب دار النشر بينغوين من التهم التي كانت موجهة لهم بنشر الرذيلة والفاحشة سنة 1960.

يتحدث الكتاب حول الحب وفلسفته والعناصر التي تطلق العنان للذة والشهوة، وكيف يقوم الإنسان بالمحافظة عليها ويتعرف على كل ما يرافقها من شر وخير ، ويضم الكتاب 1250 بيت شعر موزع بطريقة منظمة في السبع أجزاء علي 36 فصل ، وسنة 1980م تم نشر أفضل نسخة مترجمة للإنجليزية على يد المترجم الهندي أندرا سينها، وفي بداية التسعينات أصبح الجزء الجنسي من الكاماسوترا متناول بشكل منفصل على

الإنترنت

مما جعل الاعتقاد الشائع بأنه كتاب يتمحور حول الجنس فقط يصبح شائعاً.