وظيفة محفظة بومان و اجزائها

يمكننا القول بأن الكلى هي المعمل المسئول عن تنقية جسم الإنسان من

السموم

، حيث تعمل بشكل أساسي كنوع من المصفاة في جسم الإنسان فيدخل الدم إلى

الكلى

وهو محمل بكل الشوائب والسموم التي توجد في الجسم، فتقوم الكلية بعملية فصل لتلك الشوائب والسموم من

الدم

والتي تنتج عن عملية

التمثيل الغذائي

في الجسم مع المحافظة على المواد والعناصر الهامة في جسم الإنسان مثل الصوديوم و

البوتاسيوم

الذي يعمل زيادة تركيزهم على الإحساس

بالعطش

، وتخرج أي مواد غير مرغوبة مع عملية التبول حتى أنها تتحكم في كمية البول الذي يخرج، ففي حال كان الجسم يمر بحالة من النقص في كمية الماء به فإن الكلية تعمل على تقليل كمية

البول

، ومن أجزاء الكلية جزء يسمى بمحفظة بومان وهو ما سنتحدث عنه في التالي.


ما هي محفظة بومان؟

تعرف بكبسولة بومان (Bowman’s capsule ) أو محفظة الكبيبات (capsula glomeruli ) أو كبسولة الكبيبات ( glomerular capsule )، ونجدها عبارة عن حوصلة موجودة في بداية الجزء الأنبوبي في الكليون أو النفرون، والكليون أو النفرون يمثل جزء وظيفي حيوي في الكلى حتى أن الكليتين معًا تحتويان على تقريبًا 2 مليون نفرون.

وللأسف فإن هذا الجزء من الكلى لا يمكن تجديده لذا فإن الإصابات التي تصيب النفرونات غير قابلة للعلاج، وبشكل عام فإن أعداد النفرونات التي تقوم بوظيفتها تبدأ في التناقص بعد سن الأربعين بمعدل 10% كل عشر سنوات، إلا أن تلك النسبة يمكن أن تتغير بالزيادة مع بعض الحالات مما يتسبب في ظهور حالات

الفشل الكلوي

مع ذوي الأعمار فوق الأربعين أو حتى تحت سن الأربعين لأي أسباب معروفة أو حتى غير معروفة.

تم تسمية محفظة بهذا الاسم نسبة إلى السير وليام بومان، البارون الأول الذي عاش في الفترة من 1816 وحتى 1892 ميلادية وهو واحد من الجراحين وعلماء

الأنسجة

.


شكل وأجزاء محفظة بومان

يشبه شكل محفظة أو كبسولة بومان الشبكة أو الخصلة التي تتكون من الشعيرات الدموية وتجدها في مقدمة الأنبوب الكلوي أو الكلى أو في بداية أنبوب الكليون بشكل أكثر تحديدًا.

أما عن أجزاء محفظة بومان يمكننا تقسيمها إلى جزئين رئيسيين هما:


الجزء الأول.

خارج الكبسولة ويتكون هذا الجزء من قطبين.

-القطب الأول، هو القطب الوعائي حيث يحتوي على الشريان الشعري الصادر (efferent arteriole ) وكذلك الشريان الشعري الوارد (afferent arteriole ).

-القطب الثاني، القطب البولي حيث يحتوي هذا القطب على الأنبوب الملتوي القريب (proximal convoluted tubule ).


الجزء الثاني.

داخل الكبسول حيث يتكون هذا الجزء من طبقات تم ترتيبها من الخارج إلى الداخل بالشكل التالي:

-الطبقة الجدارية ( Parietal layer ) حيث نجدها عبارة عن طبقة واحدة حرشفية بسيطة (simple squamous epithelium )، وليس لهذه الطبقة أي دور في وظيفة الكبسولة في عملية تنقية الدم.

-الفراغ البولي ( urinary space ) ويعرف أيضًا باسم الفراغ الكبسولي ( capsular space ) ونجد هذا الفراغ موجود بين الطبقة الحشوية والطبقة الجدارية فيدخل في هذا الفراغ ما يعرف بالراشح (filtrate ) حيث بعد أن يتم عبور الراشح لهذا الفراغ توجد شقوق التنقية  (filtration slits ).

-الطبقة الحشوية ( visceral layer ) ونجد تلك الطبقة مرصوصة فوق الغشاء القاعدي الكبيبي (glomerular basement membrane ) وتتكون تلك الطبقة من خلايا رجلاء حيث تتراص تحت الخلايا الحشوية الشعيرات الكبيبية.

-حاجز التنقية ( Filtration barrier ) وهو عبارة عن بطانة منفذة (fenestrated endothelium ) حيث تسمح بنفاذ الأوعية الكبيبية.


وظيفة أو عمل محفظة بومان

محفظة بومان هي جزء من الكلية وبذلك فإنها تعمل بشكل أساسي عمل الكلي وهي عملية تنقية الدم من السموم والشوائب، بل إنها تمثل المرحلة الأولى التي يتم فيها تنقية الدم بحكم تواجدها على بوابات الأنابيب الكليونية والتي تمثل الوحدة الوظيفية الرئيسية في عمل الكلي الذي تقوم به في عملية تنقية الدم.

تعمل محفظة بومان على فلترة الدم بطريقة الفلترة الكبيبية حيث تعمل على فلترة حوالي 180 لتر دم في اليوم الواحد وهو ما يعادل ضعف كمية الدم في جسم الإنسان.

المرشحات الموجودة في محفظة بومان هي السبب في أن المحفظة قريبة الشبه جدًا ببلازما الدم حيث يعمل هذا لمرشح على نفاذ البروتينات أقل من 30 كيلو دالتون إلا إذا كانت سالبة الشحنات فتعرقل مرورها، وكذلك تسمح بمرور بعض الجزيئات الصغيرة من الماء و الجلوكوز و الأملاح والأحماض الامينية و اليوريا ولكنها تمنع الخلايا والصفائح الدموية والبروتينات من العبور.

أهمية محفظة أو كبسولة بومان

هذا الجزء من الكلي تسمح بعض الاختبارات أو التحاليل الخاصة به بالتعرف على أو اكتشاف بعض الإصابات الكلوية ومنها:

حساب معدل الفلترة الكبيبية ( glomerular filtration rate GFR ) فهذا الاختبار يعمل كنوع من الاختبارات التشخيصية لوظيفة الكلى.

فعند ملاحظة أنه يوجد انخفاض في معدل الفلترة الكبيبية GFR فذلك ربما يكون مؤشر على أنه يوجد خلل أو أن هذا لعالمة إلى بداية الإصابة بالفشل الكلوي.

كما يمكن أن تصاب تلك الجزئية بعدد من

الأمراض

التي تمثل نوعًا من الخطورة والتهديد منها التهاب كبيبات الكلى التكاثري الحاد، التهاب كبيبات الكلى الحاد الهلالي، التهاب كبيبات الكلى البؤري القطاعي وغيرها.