قصص عن ادخال السرور على المسلم
ادخال السرور على المسلم له أبواب كثيرة من الممكن فعلها عن طريق الكلمة الطيبة، أو بقضاء الدين، أو بزيارة أو اتصال، وممكن بهدية أو تهنئة في نجاح أو زفاف، فيجب على كل مسلم أن يجعل همه أن يدخل
السعادة
على أخيه المسلم، ويجب أن يبدأ من حوله بالأسرة وذوات صلة الرحم والجيران وأصدقاء العمل،نقوم بإدخال السرور على العديد من مسلمي العالم أجمع.
قصص ادخال السعادة على قلب المسلم
كان هناك شيخ فاضل في أحد المساجد قام برواية هذه القصة في شهر رمضان، فقال:
– كان هناك تاجر كبير يعاني من مرض السرطان في الصدر ولم يترك وسيلة للعلاج إلا واتبعها، ولكنها لم تجدي نفعاً معه، فنصحوه بعض الأشخاص المقربين له أن يسافر إلى أحد
الدول المتقدمة
في مجال الطب حتى يجد علاج من الآلام المبرحة التي يشعر بها وسافر حتى يتم علاج مرضه الذي كاد أن يفتك بصدره من شدة الألم وهو لا يملك حولا ولا قوة لكن الطب في الخارج لم يسعفه برغم تقدمه، ولم يسعفه العلماء بعلمهم المتطور الذين اشبعوا المرض بحثاً عن اسباب ظهوره وانتشاره.
– رجع التاجر إلى بلده في آخر أيام العشر الأواخر من رمضان وقرب العيد بعد أن قرر أن يموت على فراشه بين ابنائه وزوجته المخلصة الباكية على حاله.
– ساءت حالته يوماً بعد يوم وهو ينتظر أن يأتي أجل الله إليه، فقد كانت الآلام تزداد وتشتد وطئتها بلا رحمة ففي الوقت الذي كانت فيه الناس تستعد لقدوم العيد والذي كان متبقى يومان على دخوله كان الكثيرين يشفقون على حالته البائسة.
– قام بزيارته شيخ معروف بحكمته وصلاحه فعرف قصة التاجر كاملة، فنصحه أن يبحث عن أسرة فقيرة جداً ويقوم بالتصدق عليهم وأن تكون
الصدقة
غنية، بمعنى أن يغنيهم ليس فقط ما يكفي الحاجة وسد الرمق، وأكمل كلامه أن العيد على الأبواب، فأشترى لهذه الاسرة كل ما تحتاجه وكل ما يحتاجه الأبناء ويحتاجه البيت واشتري لهم مثل ما تشتري تماماً لأهل بيتك ولأهلك.
– فسمع التاجر بالنصيحة فأمر أحد العاملين في أحد متاجره وكان من العمال المخلصين أن يقوم بالبحث عن اسرة فقيرة فدلوه الناس على امرأة لديها أطفال أيتام.
– فجاء هذا العامل وطرق بيت الأرملة المسكينة الفقيرة وقام بأخبارها أنه تم إرساله من سيده التاجر حتى يعطيكم حق الله، فوجد العامل أولادها الأيتام عراة دون ساتر، وأم منكسرة ضعيفة لا تملك حتى قوت يومها.
– فقام العامل بشراء ملابس جديدة للأطفال
الأيتام
وشراء كسوة جديدة للأم من القماش الغالي واشترى كل المواد الغذائية بكافة أنواعها حتى الحلوى فقد اشتراها للأطفال والألعاب والأحذية، وقام ابشراء اثاث للمنزل جديد، وقام بدفع مبلغ كبير للأم الأرملة المسكينة.
– فرحت الأم وأبنائها وأصبحت السعادة تعم أجواء المنزل بسبب ما تم شرائه لهم فالعيد كان على الابواب
– بعد أن أنتهى العامل من مهمته التي كلفه به سيده، وهم بالخروج من منزل السيدة فانطلق الصوت الذي يعطر القلوب فكان صوت
اذان العصر
، فشاهد المرأة ترفع يدها الى السماء وهي تذرف دموع متتالية من عينيها المجهدة المتعبة وقالت (اللهم من أدخل السرور في قلوبنا اللهم اسألك أن تدخل السرور في قلبه)
– رجع العامل لسيده التاجر وكان فرحاً بما سمعه في منزل المرأة والدعوة الصالحة والصادرة من قلبها المنكسر وكانت المفاجأة عندما رأى سيده يقف على رجليه ضاحكاً فرحاً وكاد يرقص من فرحته، ففرح العامل واخبره القصة كاملة فسأله سيده متى كانت هذه الدعوة؟ فقال عند اذان العصر فقال التاجر والذي نفسي بيده انني شعرت في تلك اللحظة وفي نفس توقيت
الاذان
، وبأن ملكا مسح على صدري والآن كما تراني لا اشعر بأي الم.
الاستفادة من القصة
– هذه القصة خير دليل على حديث الرسول صل الله عليه وسلم حينما جاء رجل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اي الناس أحب الى الله؟ واي الاعمال أحب الى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الناس الى الله تعالى انفعهم للناس وأحب الاعمال الى الله عزوجل، سرور يدخله على مسلم، او يكشف عنه كربة او يقضي عنه ديناً، او يطرد عنه جوعاً.