جهود المملكة في خدمة الاسلام والمسلمين

لقد ميز الله تعالى المملكة العربية السعودية واصطفاها بأن جعلها بلاد مولد سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وبلاد الحرمين الشريفين ، وبلاد

نزول القرآن

، ولذلك فإن المملكة هي أطهر البلاد التي خلقها الله تعالى على الأرض .

جهود المملكة في خدمة الإسلام

لا يخفى على أي انسان مسلم داخل المملكة او حتى خارجها الجهود التي تقوم بها المملكة من أجل خدمة الإسلام والمسلمين ، وهذه الجهود نابعة من وعي القيادات في المملكة بأهمية المملكة في الإسلام .

وهناك الكثير من الجهود التي يتم بذلها من أجل نصرة الإسلام وخدمة المسلمين في مختلف بلدان الأرض ، حيث يشعر ولاة أمر المملكة وقيادتها منذ عهد

الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود

رحمه الله ، مؤسس المملكة وحتى عهد

الملك سلمان بن عبد العزيز

حفظه الله ، بالمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهم ، ولذلك فقد سعوا بكل طاقتهم وقدموا كل ما هو غال ونفيس من أجل خدمة الإسلام والتيسير على المسلمين ومساعدتهم .

جهود المملكة في الحرمين الشريفين

يقع الحرمين الشريفين في كلا من مكة حيث

المسجد الحرام

، والمدينة حيث

المسجد النبوي

والروضة الشريفة وقبر الرسول عليه الصلاة والسلام ، ويتوجه إليهم المسلمين في صلواتهم بل يتوافد إليها الملايين من المسلمين من جميع أنحاء الأرض لزيارتهم  ، وبذلك فقد حاز المسجدين على اهتمام كبير جدا من ولاة أمر البلاد ، وينعكس ذلك في التالي :

تجديدات الحرمين الشريفين في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله

_ منذ عهد الملك عبد العزيز – رحمه الله – عام 1354 بعد أن أسس للمملكة العربية السعودية مباشرة ،  عمل على ترميم وتحسين الحرم المكي الشريف ـ  حيث تم تجديد  صحن الطواف والمسعى وجميع أروقة وجدران ومآذن وقبب الحرم المكي الشريف .

كما قام الملك عبد العزيز بإنشاء سبيلين لماء زمزم يضاف إلى السبيل القديم , وقام  بإصلاح  أرض الأروقة ، والحجر المفروش على مدار المطاف  ، وترميم وترخيم عموم المسجد وتجديد الألوان ، وازالة الحصباء القديمة واستبدالها بالجديدة ،  وإزالة كل ما به تلف ، كما أضاف باباً جديداً للكعبة المشرفة , وتمت إضاءة المسجد الحرام بالكامل ووُضعت فيه المراوح الكهربائية.

_ وعندما قام بزيارة

المدينة المنورة

في عام 1348هـ ، ووقف على الحرم النبوي الشريف رأى بعض الخدوش والتصدّعات والتشققات على جدران وحوائط المسجد فأمر بعمل التجديدات والترميمات اللازمة لجميع مرافق الحرم النبوي الشريف .

كما أمر المختصون بعمل توسعة للمسجد النبوي الشريف عام 1368هـ عندما لاحظ أنه أصبح ضيقا على المصلين .

تجديدات الحرمين في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله

_ عمل الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله على الاهتمام بالأماكن القريبة من الحرم المكي الشريف ، حيث قام بإزالة مجموعة من العقارات المجاورة للحرم ،  وتعويض أصحابها ، لاستكمال أعمال التوسعة للحرم المكي الشريف , وقام ببناء ثلاثة طوابق للمسجد وطابقين للمسعى وتوسعة المطاف ،  وتوسعة صحن المطاف  ، وأضاف سلم كهربائي خاص بالكعبة  .

كما قام بإنشاء الطرق التي تؤدي للحرم بعد تعبيدها وأهمها الشارع الذي يلي المسعى .

كما أهتم الملك سعود بالحرم النبوي كثيرا فأمر بتوسعته وأشرف عليها بنفسه , وخصص الكثير من وقته لذلك ، ما جعل أعمال ترميم وتجديد الحرم النبوي تتم على أجمل واتقن وجه

، وقام بالاحتفال بمناسبة انتهاء أعمال توسعة المسجد النبوي الشريف في مساء اليوم الخامس من شهر ربيع الأول سنة 1375هـ .

وكانت نفقة هذه التجديدات ما يزيد عن الخمسين مليوناً من الريالات منها خمسة وعشرون مليونًا نفقات البناء والمؤن ، وخمسة وعشرون مليونًا قيمة تعويض العقارات .

تجديدات الحرمين في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله

_ قام الملك فيصل باستكمال مسيرات الاهتمام والعناية بالحرمين الشريفين ، حيث قام في عام 1387 ه‍  بإزالة البناء القائم على مقام إبراهيم ،لتوسيع صحن الطواف ووضع المقام في غطاء بلوري .

كما أمر – رحمه الله – بنقل مصنع الكسوة إلى موقعه الجديد , وخصص له دعماً خاصاً ودعا له مجموعة كبيرة من الموظفين المميزين في مجال الحياكة والصناعة والتطريز ، وأمر ببناء مكانا مخصصا لمكتبة الحرم المكي الشريف ،وعندما لاحظ ازدياد أعداد الحجاج قرر عمل توسعات جديدة للحرم النبوي الشريف فأمر بإضافة 35000 متر مربع على شكل مصلى كبير محيط بالمسجد وليس داخله ، مغطى بالمظلات حتى يتسع لأعداد المصلين ، وبعد ذلك تم إضافة مساحة 5550 مترا مربعا وظللت كذلك ، مما أتاح المجال لاستيعاب أعداد كبيرة من المصلين .

تجديدات الحرمين في عهد الملك خالد بن عبد العزيز

توارث ملوك المملكة في العناية بالحرمين الشريفين والاهتمام بهما ، حيث أمر الملك خالد رحمه الله بعمل باب جديد للكعبة ، وباب سلم سطح الكعبة من الذهب الخالص وذلك في عام 1397هـ .

كما قام في عام 1398ه‍ بتأسيس أول برنامج صيانة ونظافة المسجد الحرام ، واستمر العمل في إكمال التوسعات المختلفة للحرم .

كما قام الملك خالد رحمه الله باستكمال أعمال التوسعة الثالثة ، بعد حدوث حريق كبير في منطقة مجاورة للحرم اسمها (القماشات) فقام بمسح المكان كاملاً وتم تعويض أصحاب العقارات الموجودة فيه وأضاف الأرض إلى ساحات المسجد النبوي ، قام بعمل مظلات بمساحة 43000 متر مربع وكانت مشابهة المظلات السابقة وهيئت للصلاة فيها .

وبذلك أصبحت المساحة الكلية للمسجد النبوي بعد التوسعة السعودية الأولى 16327 مترًا مربعًا .

تجديدات الحرمين في عهد الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله

لقب الملك فهد رحمه الله بخادم الحرمين الشريفين وذلك بسبب اهتمامه الشديد بخدمة الحرمين الشريفين والاهتمام بهما  , حيث سخر جميع طاقاته وإمكانياته  لأعمال الخير، وعلى رأسها توسعة الحرمين الشريفين .

فاهتم برصف وتمهيد الطرق وإنشاء الجسور والأنفاق و عمل على توفير المستشفيات المتنقلة حول الحرمين الشريفين ، وتوفير المياه المبردة ووسائل الاتصالات الحديثة ووسائل النقل المريحة المكيفة وتسهيل إجراءات الدخول والمغادرة عبر بوابات المملكة البرية والبحرية والجوية

واهتم بموسم الحج كثير الحج وعمل على حسن استقبال الحجاج وإكرامهم والسعي لراحتهم , وأمر بعمل مشروع توسعة للحرم المكي في عام 1409هـ يعتبر من أضخم المشروعات على مدار أربعة عشر قرناً ، حتى أصبح المسجد الحرام يستوعب حوالي المليون ونصف المليون مصل في مواسم الحج والعمرة ورمضان .

كما قام بزيادة المآذن وتجميع الشبكات الكهربائية في غرف خاصة طرزت بأشكال جميلة , كما تم تبليط سطوح الحرم والاستفادة منها  للصلاة والطواف والسعي , وقام بتبليط  صحن الطواف بالرخام البارد , وأمر بإنشاء خمسة سلالم كهربائية بالمسجد لتسهيل الصعود والنزول إلى السطح والطابق الأول ، وأضاف خمسة جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول والخروج منه من جهة الشمال .

كما أهتم الملك فهد بالمسجد النبوي أيضا  ، وقام بعمل أكبر توسعته  ففي شهر صفر من عام 1406هـ بدأ العمل بمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد النبوي الشريف وعمارته ، وأضاف إليه ساحات ومواقف للسيارات تحت الأرض، ومحطات ومبان للخدمات ليشكل أكبر توسعة في تاريخ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أمر بإضافة مبنى جديد على مبنى المسجد يحيط متصل به من الشمال والشرق والغرب بمساحة تبلغ 82,000م2 تستوعب 137,000 مصلٍ وبذلك أصبحت المساحة الإجمالية للدور الأرضي 98,500م2 تستوعب 167,000 مصلٍ، كما استفاد من توسعة سطح المسجد للصلاة بمساحة قدرها 67,000م2 تستوعب 90,000 مصلٍ .

تجديدات الحرمين قي عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله

أمر الملك عبد الله بعمل أكبر توسعة تاريخية المسعى لتتضاعف مساحته أربع مرات , كما أمر بتوسعة صحن الطواف في شكل هندسي متميز , كما أمر بعمل مشروع جسر الجمرات  ، كما تم إنشاء قطار المشاعر والذي ساهم نقل الحجاج بين منى و

عرفات

والمزدلفة بأسلوب  مرن وانسيابي .

كما أمر الملك عبد الله بافتتاح قناتين فضائيتين تنقل البث مباشرة من الحرم المكي والحرم المدني طوال اليوم حتى يرى المسلمون في جميع أقطار العالم المسجدين التي تشتاق أنفسهم إليها .

كما اهتم الملك عبدالله رحمه الله بالمسجد النبوي حيث أمر بتوسعة الجهة الشمالية والشرقية لتبلغ الطاقة الاستيعابية إلى مليون و800 ألف مصل , إلى جانب مشروع مظلات المسجد النبوي التي أمر بها – رحمه الله -.

الاهتمام بالحرمين الشريفين في عهد الملك سلمان بن عبدا لعزيز – حفظه الله

استمر الملك سلمان حفظه الله في اتباع نهج اجداده في الاهتمام بتجديدات وتوسعات الحرمين الشريفين فعمل على لتذليل كافة العقبات في سبيل عمارة الحرمين الشريفين وسهولة الوصول إليهما وتوسعتهما ليؤدوا الحجاج والمعتمري وزوّار مكة والمدينة مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان .

أمر للملك سلمان بإكمال جميع التوسعات في الحرم المكي التي بدأت في عهد الملك عبد الله – رحمه الله – .

واستمر في الاهتمام مشروع مظلات المسجد النبوي التي أمر بها – وأمر بتصنيعها وتركيبها على أعمدة ساحات المسجد النبوي الشريف وقد بلغ عددها 182 مظلة ، ثم أمر بإضافة 68 مظلة في الساحات الشرقية ، وهذه المظلات تغطي مساحة تبلغ  143 ألف متر مربع من الساحات المحيطة بالمسجد من جهاته الأربع وتتسع الواحدة منها منها أكثر من 800 مصل ، كما تم تظليل ستة مسارات في الجهة الجنوبية يسير تحتها الزوار والمصلون وهذه المظلات مصنوعة على أحدث التقنيات خصيصا لساحات المسجد النبوي على أحدث تقنية .