قصص حقيقية عن التنمر المدرسي
يعد
التنمر
في المدارس مشكلة نظامية تؤثر على جميع المناطق التعليمية في معظم البلدان، وفي عام 2016 أفاد المركز الوطني للإحصاء التربوي أنه تم تخويف واحد من كل 5 طلاب في المدرسة، والتنمر هو
سلوك عدواني
متكرر يتميز باختلال في القوة والقصد من التسبب في ضرر، والطلاب الذين يتعرضون للتخويف غالبا ما يشعرون بالتهديد والعجز، وعلى الرغم من أن التنمر يمكن أن تكون مدمرة ومستمرة إلا أنها قد تكون خفية بدرجة كافية بحيث لا يكون المعلمون على دراية بها، ونظرا لأن التنمر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية وعاطفية وجسدية طويلة الأمد، فمن الضروري للمعلمين أن يتعرفوا على علامات التنمر لدى الطلاب وكيفية مكافحتها .
قصص عن التنمر المدرسي
تعد البلطجة في المدرسة مشكلة مهمة في جميع أنحاء العالم وهي واحدة من أكثر السلوكيات المعادية للمجتمع شيوعا بين
المراهقين
والأطفال، ويجب للمعلمين أن يكونوا على علم بها، وتحكي الطالبات عن تعرضهم للتنمر المدرسي أثناء المرحلة الابتدائية والثانوية، حيث يقولون :
قصة إيمي 22 سنة
لقد سخروا مني لكوني سمينة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة وحتى الثانوية، وكان الطلاب يبذلون قصارى جهدهم دائما ليخبروني كيف كنت سمينة ومدى بشاعتي خاصة عندما يتم مقارنتي بالفتيات الأخريات، واسم الشهرة الخاص بي في الصف الثالث حتى الصف الخامس كان ”
مصارع السومو
“، وقام صبي برسم مصارع السومو على السبورة ووصفه باسمي، وحتى اليوم مع العلم واقتناعي التام أنني كنت شخص صغير جدا أشعر دائما ب
السمنة
، وأعمل على التخلص من الدهون والحصول على الجسم الممشوق، ولكن لكثرة سنوات التنمر تجعلني اشعر أني أتعرض للإهانة عندما يتم السخرية من فتاة بدينة في فيلم .
قصة آشلي 18 عاما
لقد واجهت حياتي كلها عائقا في الكلام حيث يبدو صوتي وكلامي مضحك، لكن الأمر لم يكن حتى المرحلة المتوسطة عندما بدأت أشعر ب
الخوف
من ذلك، وكان اسم أفضل صديق لي كان سارة ويعني أن الفتيات يسخرن من الطريقة التي قلت بها اسمها، وحتي الآن جميعنا في المدرسة الثانوية وحتى يومنا هذا ما زال أصدقائي يسخرون من كلامي وهم لا يعرفون مدى الألم الذي يلحقه بي .
قصة إيل 22 عاما
لقد كنت جديدا من الانتقال إلى مدينة جديدة والدخول إلى عام دراستي في مدرسة ثانوية لم أعرف أحدا فيها، ولا أحد يحب “اللحوم الطازجة” وخاصة الفتيات، وفي الأسبوع الأول قدمت نفسي في كل فصل حتى يعرف الناس اسمي على الأقل والذي كان له نتائج عكسية شديدة خلال الصالة الرياضية، وبدأ رجل يتحدث معي وطوال الوقت وكانت هناك فتاتان تهمس لبعضهما البعض بينما تنظر إلي مباشرة، واكتشفت في وقت لاحق أن الصبي كان صديق إحدى الفتيات، ونشرت الفتيات شائعات بأنني وقحة، وكنت أسمع كيف تواصلت مع كل هؤلاء الأولاد بعد الأسبوع الأول وكم انا وقحة وبدأ الجميع بتجنب التحدث معي، لذلك كان علي أن أبدأ من الصفر لبناء سمعة أحببتها بنفسي بينما كان الجميع يسمونني وقحة للتحدث عن غير قصد إلى صديق لشخص آخر .
قصة ماندي 23 عاما
ذات مرة في السنة الأولى من المدرسة الثانوية كنت أرتدي
أحذية رياضية نايك
غريبة، ودخلت علي فتاة التي كانت تكرهني وأخافتني في الحمام ورأت حذائي، وقالت “يا إلهي أنا أحب حذائك” إنها تكمل
التنورة
وعندما سارت الفتاة بعيدا كانت تقول “هذه أبشع تنورة رأيتها على الإطلاق” .
أنواع التنمر المدرسي
الأنواع الثلاثة من التنمر التي يمكن للطلاب تجربتها هي التنمر المباشر والتسلط غير المباشر والتسلط عبر الإنترنت، وضمن هذه الفئات تكمن البلطجة اللفظية والجسدية والاجتماعية أو العلائقية :
1- البلطجة المباشرة هي مزيج من البلطجة اللفظية والجسدية، وتنطوي التنمر اللفظي على تعليقات منطوقة أو معلومات مكتوبة تلحق الأذى بالطالب المستهدف، ويتكون التنمر الجسدي من الإيذاء الجسدي للطالب أو ممتلكاته، ومثال على التنمر المباشر هو ضرب الطالب أثناء استدعاءهم أيضا أسماء غير مهذبة أو استخدام لغة كريهة .
2- البلطجة غير المباشرة هي بشكل أساسي لفظي وتتمتع بالخبرة في المدارس، مثال على هذا السلوك هو قيام طالب بنشر معلومات خاطئة عن طالب آخر بقصد التسبب في الإذلال .
3- لقد أدى ظهور
التكنولوجيا
إلى التنمر على الإنترنت، والتسلط عبر الإنترنت هو عندما يستخدم الطلاب البريد الإلكتروني أو منصات الوسائط الاجتماعية مثل فيسبوك لكتابة محتوى ضار، وكشفت دراسة لمراكز السيطرة على الأمراض في عام 2015 أن 15.5٪ من طلاب المدارس الثانوية مصابون بالتهديد عبر وسائل الاتصال، في حين أن 24٪ من طلاب المدارس المتوسطة مصابون بالتهديد عبر الفيسبوك، ويتمثل أحد الأشكال الشائعة للتسلط عبر
الإنترنت
في مشاركة صور أو مقاطع فيديو خاصة للطالب دون موافقته، وهذا النوع من البلطجة أكثر غدرا وغالبا ما يحدث خارج المدرسة لذا يصعب على المعلمين اكتشافه ومعالجته، وتشبه التنمر الإلكتروني فالبلطجة الاجتماعية أو العلائقية هي عندما يتفكر الطلاب أو ينشرون شائعات لإيذاء سمعة الطالب الذي يتعرض للتخويف .
آثار التنمر المدرسي
قد يكون للبلطجة خلال سنوات الدراسة التكوينية آثار طويلة الأمد، والطلاب الذين يتعرضون للتخويف قد يكون لديهم أداء أكاديمي ضعيف مع انخفاض اهتمامهم ومشاركتهم في المدرسة، ويمكن أن تحدث إصابات غير مفسرة وسلوك مدمر ذاتيا، وكشفت دراسة استقصائية أجراها المركز الوطني للإحصاءات التعليمية لعام 2016 أن 14٪ من الطلاب المضايقين يكافحون أكاديميا، وتشمل الآثار العاطفية صراعات مع تدني احترام الذات والأرق، و
الاكتئاب
والأفكار والأعمال الانتحارية، بالإضافة إلى ذلك فإن الطلاب الذين يتعرضون للتخويف هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل صحية مثل مشاكل في المعدة أو الصداع .