تفاصيل استقلال مصر عن الاستعمار البريطاني
بدأ
الاحتلال البريطاني
على مصر عام 1882م وانتهي بعام 1952م، كان الهدف من ذلك الاحتلال هو الاستيلاء على أرض الغير بالقوة دون وجه أي حق، ولذلك كانت المقاومة الشعبية منذ بداية الاحتلال هي المقاوم الأقوى ضد الاحتلال البريطاني، بدأ الاحتلال البريطاني مثل بداية الاحتلال الفرنسي من خلال حضور القوات البريطانية عن طريق البحر، لذلك كان هدفها الأول هو أرض
الإسكندرية
.
خط سير القوات البريطانية الى مصر
بمجرد وصول القوات البريطانية إلى أرض الإسكندرية قام قائد الأسطول بإرسال إنذار إلى الحكومة المصرية، ولكنها رفضت تسليم الإسكندرية ومن هنا بدأت المناوشات والمقاومة الشعبية من أهالي الإسكندرية، وانتهت بين الطرفين باحتلال القوات البريطانية للإسكندرية، كما ظل الخديوي توفيق بقصر رأس التين بالإسكندرية، بالإضافة إلى انسحاب العرابيين من ارضي الإسكندرية إلى كفر الدوار.
تحركات الاحتلال البريطاني داخل مصر
لم يكتفي الأسطول البريطاني بذلك بل قام بالزحف إلى كفر الدوار أيضا ليستكمل خط سيره للسيطرة على مصر، وهنا بدأت الحركة العرابية بقيادة
احمد عرابي
في التصدي لهجمات البريطانيين واستطاعوا التغلب علي القوات البريطانية، حتى أعادوها إلى الإسكندرية مرة أخرى، وسميت تلك المعركة باسم “معركة كفر الدوار”.
وصول الاحتلال البريطاني الى قناة السويس
أكمل البريطانيون حينذاك زحفهم وبالفعل استطاعوا الوصول ل
قناة السويس
، كما أنهم قاموا بعمل الكثير من التحالفات ولقد تواطؤ شركة ديليسبس مع البريطانيين، حتى جعلتهم يقوموا بالسيطرة على حركة الملاحة بقناة السويس والاستفادة منها وجعلها لصالحهم، وبالفعل استطاعوا أيضا احتلال الإسماعيلية واعتبروها مقرا وقاعدة لهم، وأكملوا السير حتى قاموا بالوصول للقصاصين.
وبعد وصول البريطانيين إلى القصاصين تمكنوا من السيطرة واحتلالها في “معركة القصاصين”، ومن بعد ذلك قاموا بالتوجه إلى التل الكبير وقاموا بالدخول في معركة سميت ب”معركة التل الكبير” كانت فيها المقاومة الشعبية بزعامة محمد عبيد، ولكنهم تمكنوا من قتله وآسر وقتل من كان يسانده، حتى أكملهم خط سيرهم إلى
القاهرة
.
الكفاح الوطني ضد الاحتلال البريطاني
لم تستلم القوي الشعبية للاحتلال البريطاني وظلوا في المقاومة والدفاع عن حريتهم في ظل ذلك الاستعباد، وبالفعل تم خروج من تلك الأمة القوية الكثير من الزعماء الذين ساندوا المقاومة الشعبية وعملوا على دعمها من خلال زعامتهم، ومن أشهرهم “مصطفي كامل”، حيث كان يقوم بتوجيه خطبه للدفاع عن
مصر
ضد الاحتلال وكان يطالب بالدستور، كما انه قام بتأسيس جريدة اللواء، وقام بالدعوة لإنشاء الجامعة المصرية، ثم توفي عام 1908م.
ثم جاء من بعده “محمد فريد” وأكلم رحلة الكفاح الوطني، حيث قام بالمطالبة لإنشاء المجلس النيابي والنقابات العمالية، بالإضافة إلى دعوته لإنشاء المدارس للفقراء وجعله مجاني بالمرحلة الابتدائية، ثم توفي في عام 1919م.
مقاومة سعد زغلول للاحتلال البريطاني
ومن بعد ذلك بدأت أشهر مراحل المقاومة بزعامة الزعيم ”
سعد زغلول
“، حيث انه كان يحارب ويهاجم ضعف الحكومة والخديوي أما الاحتلال البريطاني وكان رافض للاستعمار بشكل قوي، كما انه لم يكن يهاب تلك القوات، ولقد ظهر ذلك من خلال مطالبة التي تمثلت في (إلغاء الحماية البريطانية – إلغاء الأحكام العرفية – إلغاء الرقابة من على الصحف والجرائد والمطبوعات – حصول مصر وشعبها على الاستقلال التام – السماح للسفر الى
باريس
لعرض مطالبهم في مؤتمر الصلح).
ولكن لقد لقي سعد زغلول الكثير من الصعوبات في ذلك وقان البريطانيون بنفيه أكثر من مرة، ولكنهم لم يتمكنوا من إخماد الثورة في نفوس المصريين، وبالفعل قامت ثورة 1919م ضد الاحتلال البريطاني، ونتج عن تلك الثورة عزل البريطانيين للمندوب السامي والإفراج عن سعد زغلول، كما سمحوا له بالسفر لعرض قضيته وهي “الاستقلال التام لمصر”.
لجنة ملنر و مفاوضات الاحتلال البريطاني مع المصرين
لم يجد البريطانيين سبيل بعد كل تلك المقاومات سوي التفاوض، ولذلك تم إرسال لجنة تسمي ب “لجنة ملنر” للتفاوض مع سعد زغلول، ولكن لم تتجاوب المقاومة الشعبية أو المصريين بشكل عام مع تلك اللجنة ورفضه مطالبها وحلولها، وجاءت من بعد ذلك المفاوضات بعد وفاة سعد زغلول مع عدلي يكن وهو رئيس الحكومة المصرية في ذلك الوقت، ولكن فشلت أيضا تلك المفاوضات.
ثم جاء من بعد ذلك “تصريح 28 فبراير بعام 1922م” والذي ينص على أن مصر دولة مستقلة لها سيادتها على أراضيها، وإنهاء الحماية والاحتلال البريطاني بشكل نهائي وكامل من على مصر، بالإضافة إلى إلغاء كافة الأحكام العرفية، وبذلك تم الاستقلال من الاستعمار البريطاني.