هل صفار الكبد خطير

صفار الكبد يعرف طبيا ب

اليرقان

، ويتمثل في تغيير لون الجلد ، وتحول بياض العينين إلى الأصفر ، ويحدث اليرقان في الواقع نتيجة ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم ، مما يسبب ما يسمى “فرط بيليروبين الدم ، ويتكون البيليروبين نتيجة تحطيم الهيموجلوبين ، والذي يمثل المكون الأساسي لخلايا الدم الحمراء ، كجزء من عملية إعادة تدوير خلايا الدم الحمراء بصورة طبيعية ، وبعدها يتم نقل البيليروبين إلى الكبد ، حيث يتحد مع العصارة الصفراوية ، لينقل خلال القناة الصفراوية إلى

الجهاز الهضمي

، ويتم التخلص من أغلبه عن طريق البراز ، إلى جانب خروج كمية ضئيلة منه في البول ، وفي حالة عدم نقل البيليبروبين من خلال الكبد والقنوات الصفراوية سريعا ، فانه يتراكم في الدم ويتركز في الجلد مما يسبب اليرقان .

وجدير بالذكر أن

صفار الكبد

في البالغين يرجع حدوثه إلى مجموعة متنوعة من الحالات الطبية ، منها ما هو خطير ومهدد للحياة ، على الرغم من ذلك اليرقان في حديثي الولادة يكون حالة حميدة غالبا ، ويمكن أن تتحسن بدون أن تترك آثار خطيرة على المولود .


هل صفار الكبد خطير – أعراض صفار الكبد




تختلف أعراض الإصابة بمرض صفار الكبد من شخص إلى أخر، وتتراوح فترة حضانة المرض ما بين 14 إلى 24 يوماً، ولكن من أكثر  أعراض مرض اليرقان شيوعاً الأتي :

– غمقان

لون البول

.

– فقدان الشهية والإسهال والقيء والغثيان.

– التوعك والحمى وألم بالبطن.

– الشعور بالنعاس وتشويش الذهن والفكر، وفقدان الوعي.

– حدوث نزيف بالأنف أو بالفم، أو من تحت الجلد في بعض الحالات النادرة، أو من خلال فتحة

الشرج

.

– حدوث تورم للوجه واليدين والقدمين، والساقين والكاحلين، وهذا يكون بسبب احتباس المياه بالجسم.

– اصفرار لون الجلد، وبياض العين تكون بنسبة 70% من الحالات المصابة بالمرض، ويعود هذا إلى زيادة الصبغة الصفراء بالجسم، مما يسبب تلون الجلد إلى اللون الأصفر، ومن أول الأماكن التي تتعرض للتغير في لونها بياض العين ويصل بعد ذلك إلى البول.


أنواع صفار الكبد وأسبابه عند البالغين

يمكن تقسيم صفار الكبد عند البالغين إلى ثلاثة أنواع رئيسية، ولكل نوع أسبابه الخاصة، وفيما يلي توضيع لذلك


– أسباب

قبل

كبدية Pre-hepatic causes

يحدث اليرقان الناتج عن مرحلة ما قبل الكبد بسبب فرط تحلل خلايا الدم الحمراء، وقد يحدث ذلك لأسباب مختلفة ، وفي النهاية يسبب زيادة سريعة في مستويات البيليروبين في مجرى الدم تفوق قدرة الكبد على استقلاب البيليروبين بشكل صحيح، وبالتالي يحدث اليرقان، ومن الأمراض التي تتسبب بزيادة انحلال خلايا الدم الحمراء ما يلي :



الملاريا

– مرض فقر الدم المنجلي

– كثرة الكريات الحمر الكروية الوراثي

– الثلاسيميا

– التفول أو ما يُعرف بفقر الدمِ الناجم عن عوز سداسي فوسفات الجلوكوز النازع للهيدروجين

– بعض الأدوية أو السموم.

– اضطرابات المناعة الذاتية

– أسباب كبدية Hepatic causes

يحدث اليرقان الناتج عن المرحلة الكبدية بسبب مشاكل في عملية التمثيل الغذائي للبيليروبين أو مشاكل في التخلص منه، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات البيليروبين، ومن الحالات المسببة لذلك ما يلي :

– التهاب الكبد الفيروسي الحاد أو المزمن، أو التهاب الكبد الكحولي .



تشمع الكبد

.

– بعض الأدوية أو السموم.

– متلازمة كريغلر-نجار.

– اضطرابات المناعة الذاتية.

– متلازمة جيلبرت .

– سرطان الكبد .


-أسباب ما بعد كبدية  Post-hepatic causes

ويحدث ذلك نتيجة اضطراب عملية انتقال البيليروبين في العصارة الصفراء من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة، وبالتالي يؤدي إلى زيادة مستويات البيليروبين في مجرى الدم، ومن الحالات المرضية التي يمكن أن تؤدي إلى اليرقان ما بعد الكبدي ما يلي:



حصى المرارة

.

– سرطان البنكرياس ، أو المرارة، أو القناة الصفراوية.

– تضيق القنوات الصفراوية.

التهاب القناة الصفراوية.

– التهاب البنكرياس

– التعرض للطفيليات.


أنواع صفار الكبد وأسبابه عند حديثي الولادة

يعد اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة حالةً طبيةً حميدة في العادة ، إلا أن ارتفاع البيليروبين بشكلٍ مفرط نتيجة بعض الحالات الطبية أو ما يُعرف باليرقان المرضي قد يؤدي تلف الدماغ المسمى اليرقان النووي  Kernicterus إذا لم يتم علاج المشكلة الأساسية. وفيما يلي بيان لبعض الأسباب الشائعة لليرقان عند حديثي الولادة

– اليرقان الفسيولوجي

يعد السبب الأكثر شيوعاً لليرقان عند حديثي الولادة، وعادة ما يكون حالة عابرة وغير مؤذية، ويكون هذا الشكل من اليرقان واضحاً في اليوم الثاني أو الثالث بعد ولادة الطفل، وينتج بسبب عدم قدرة كبد الطفل غير الناضج على معالجة البيليروبين الناتج عن التحلل المتسارع لخلايا الدم الحمراء، ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من اليرقان يختفي بعد نضج الكبد.


– عدم توافق فصيلة دم الأم مع فصيلة دم الجنين

ويؤدي هذا النوع من اليرقان إلى زيادة مستويات البيليروبين، وذلك نتيجة تحلل خلايا الدم الحمراء الخاصة بالجنين.

– يرقان حليب الأم

يظهر هذا النوع من اليرقان عادة في نهاية الأسبوع الأول من الولادة ، ومن المعتقد أن بعض المواد الكيميائية في حليب الثدي مسؤولة عن حدوثه، ولكن يجدر الإشارة إلى أن هذا اليرقان عادة ما يكون غير مؤذ، ويختفي تلقائياً ، ولا يتطلب الأمر توقف الأمهات عن الرضاعة الطبيعية.


– يرقان الرضاعة الطبيعية

يحدث هذا النوع من اليرقان عندما لا يتلقى الرضيع كمية كافية من حليب الأم في عملية

الرضاعة الطبيعية

، وقد يرجع ذلك إلى تأخر أو عدم كفاية إنتاج الحليب من قبل الأم أو بسبب سوء تغذية المولود الجديد، وقد تترتب على ذلك معاناة الرضيع من الجفاف وقلة حركات الأمعاء ، وهذا بدوره يؤدي إلى بانخفاض تخلّص الجسم من البيليروبين عن طريق البراز.


– الورم الدموي الرأسي

وهو عبارة عن تجمع الدم تحت فروة الرأس، والذي يحدث في بعض الأحيان خلال عملية الولادة ، حيث قد يتعرض الوليد إلى كدمات أو إصابة في الرأس، مما يؤدي إلى تجمع الدم تحت فروة رأسه، ونتيجة لتحلل هذا الدم بشكل طبيعي، يرتفع مستوى البيليروبين بسرعة تفوق قدرة الكبد غير الناضج عند حديثي الولادة على معالجة البيليروبين، مما يؤدي إلى اليرقان.