قصة المثل اتقي شر من احسنت اليه
مقولة قد نسمعها كثيراً، ويعتبرها البعض من
الأقوال المأثورة
، فقد يتفق البعض على صحتها، وقد يختلف البعض ويعتبرها خاطئة، لأن كل إنسان يصنفها على حسب الموقف الذي تعرض له من الطرف الآخر، لأن بعض الناس لا تحفظ الجميل ولا يعترفوا بفضل أحد، بل تجدهم يردوا المعروف بالإساءة فهؤلاء ينطبق عليهم مقولة اتقي شر من أحسنت اليه
تفسير الشعراوي لمقولة اتقي شر من أحسنت اليه
فسرها
الشعراوي
قائلاً: اتَق شر من أحسنت إليه ؛ لأنه عندما يراك سيتذكر ما لك من فضل عليه، فيشعر بالخزى وبالذلة ؛ لأن وجودك يدك كبرياءه، لذلك يكره وجودك، ويكره أن يراك أمامه، فالله سبحانه وتعالى يقول: (( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (٢٦٤) البقرة [264-264]
لذلك عليكم النظر في أعمالكم إلى وجه الله لا إلى غيره، فإن حدث وأنكر جميلك فجزاؤك محفوظ عند الله، وكأن ربك عز وجل يغار عليك، ويريد أن يحفظ لك الجميل ويدخره عنده حتى يجازيك عليه، لأن ما عند البشر ضائع ولكن ما عند الله لا يضيع.
قصة المثل اتقي شر من أحسنت اليه
– كان هناك في أحدى القرى شخص يعمل راعيًا للأغنام بإحدى
المزارع
، وعندما كان يتجول بالمزرعة وجد ، جرو صغير وكان يرتجف من شدة الجوع والبرد ، فحمله وذهب به إلى كوخه الصغير ، وحماه وقام بالاعتناء به ، ثم أخذه المزرعة و قام بتخصيص شاه له من أحدى الأغنام التي يرعاها من أجل أن ترعاه، وأن يحصل منها على الحليب والحنان وتكون له بمثابة أم، وكانت تلك الشاه من أفضل ما عنده من النعاج.
– مرت الأيام والشهور وكبر الجرو وصار قوي البنية وأكثر ضخامة، وبدأت ملامحه تتشكل، ودخل الراعي في أحد الأيام إلى مزرعته فوقف مذهولاً من هول ما رأى، فقد وجد أن هذا الجرو كان جرو ذئب وليس جرو كلب ، فما كان من الذئب سوى أن قام بأكل الشاه التي كانت تطعمه، وكانت بمثابة أم له فقام بنهش لحمها، دون أن ينشغل أو يفكر بما قدمته له عندما كان صغيرًا من رعاية وحنان واهتمام، عندما كان لا يقوى على فعل شيء ولا يملك أن يقوم بإطعام نفسه.
العبرة من المثل وقصته
العبرة من المثل تتلخص في طبع بعض الأشخاص ممن نعرفهم، فقد تحسن لبعض الناس منهم وتجود عليهم ، وتساعدهم وتقف بجانبهم وتمن عليهم بفضل الله عليك، وتبذل ما بوسعك من عطاء، حتى يرتقوا ويصبحوا في أفضل الأماكن، ولكنك لن تستطيع أن تقوم بتغيير سوء طباعهم، ولن تجني في النهاية سوى محصلة لنتيجة واحدة، وهي أن الطبع السيئ يغلب التطبع، وأحياناً الطبع السيئ قد ينتصر على أفعالك الطيبة معهم، فتجد نفسك لا تجني من خلفهم شيء سوى الألم، و
الجحود
والحقد والغل ونكران الجميل، وقد يطولك الكثير من الأذى بسببهم، فبعض الأشخاص يغلبهم طبعهم في مقابل تطبعهم بما عند غيرهم.
قصة تعبر عن مفهوم اتقي شر من أحسنت إليه
عثرت سيده علي ثعبان كبير وكان جائع ويشعر بالبرد الشديد فقررت أن تنقذه مما يعانيه وأخذته الي بيتها و بدأت تطعمه حتى كبر الثعبان، واعتاد على أن ينام بجانبها وأن يتبعها في كل مكان تذهب اليه، حتى جاء الثعبان في يوم من الأيام وتوقف عن الأكل تماماً وحاولت معه السيدة الرحيمة كثيراً حتى يأكل من شدة خوفها عليه، لكن
الثعبان
ظل علي هذا الحال لأسابيع طويلة، ينام بجانبها ويتبعها لكنه لا يأكل، فظنت أنه مريض فقررت الذهاب به إلى الطبيب البطري حتى يقوم بفحصه.
– شاهد الطبيب الثعبان يتحرك حول المرأة فسألها هل هناك أي أعراض أخرى غير قلة شهيته فأجابته المرأة لا شيء فسألها الطبيب هل ما يزال ينام بجانبك فردت السيدة الطيبة نعم فهو يحبني ويتبعني أينما ذهبت و ينام بجانبي في السرير وفي بعض الأحيان يلتف حولي حتى يشعر بالدفء، لكنه حين أستيقظ من
النوم
يظل يتبعني بعينه فأذهب لاحضار الطعام له لكنه للأسف لا يأكل شيئا و يظل ساكناً مكانه.
– فابتسم الطبيب و قال لها يا سيدتي أن ثعبانك ليس مريض بل كان يستعد لالتهامك فهو يحاول أن يجوع لأطول فترة حتى يستطيع أكلك، وعندما كان يحاول الالتفاف حولك لم يكن السبب حبه لكي ولكنه كان يقوم بقياس حجمك حتى يقوم بمقارنته مع حجم معدته حتى تستوعب وجبة بحجمك فهو كان يعد العدة للهجوم عليك في الوقت الذي يراه مناسب فيجب أن تتوخي الحذر وتتخلصي منه.