معنى ” وبالأسحار هم يستغفرون ” وماهو وقت السحر
أوصى الله سبحانه وتعالى بوقت السحر وجاء ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى في
سورة آل عمران
“الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ”، وهذا يعني أن وقت السحر هي الأوقات التي يتعبد بها المؤمنين والمتقين، أي أنه هو أحب الأوقات للعبادة وذكر الله سبحانه وتعالى، واجتهد الكثير من العلماء في معرفة وقت السحر، وتوصلوا إلى أنه يبدأ من الثلث الأخير من
الليل
إلى قبل طلوع
الفجر
، ولا يستمر كما هو طوال السنة، ولكنه يختلف باختلاف الفصول وطول الليل والنهار.
ما هو وقت السحر
ساعات السحر في
الشتاء
أطول من ساعات السحر في
الصيف
، وفي هذا الوقت قال الرسول صلّ الله عليه وسلم أن الله عز وجل ينزل فيها إلى الأرض ويستجيب دعوات الداعيين ويغفر للمستغفرين، حيث خصّ الله سبحانه وتعالى بعض الأماكن للعبادة وخصّ بعض الأوقات التي يحب أن يتقرب إليه العبد فيها، ومن خلال تفسيرات آيات
القرآن الكريم
، يتضح أن أكثر الأوقات المفضلة لله لعبادته هي أوقات الظلمة والليل واختلاء العبد بربه، حيث أوضحت الآيات رفع العذاب والشدة عن أهل الأرض كرامة لأولئك الذين يستغفرونه ويعبدونه في الليل وفي أوقات السحر.
معنى وبالأسحار هم يستغفرون
يجهل الكثير من الأفراد معنى قوله سبحانه وتعالى وبالأسحار هم يستغفرون، والتي توضح فضل الاستغفار وأهميته، حيث ظهر فضل الاستغفار في الكثير من الآيات القرآنية، فقال الله سبحانه وتعالى ” وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ”، وللاستغفار وقت السحر فضل كبير عند الله سبحانه وتعالى .
حيث ذكر الله تعالى قوله ” وبالأسحار هم يستغفرون” في سورة الذاريات الآية رقم 18، وتعني هذه الآية أنهم كانوا يجتهدون في العبادة ويرغبون في زيادة أعمالهم وأنهم يستغفرون بسبب تقصيرهم، والاستغفار من صفات الكريم الذي يعمل كل ما مقدرته ثم يراه قليل ويستغفر على تقصيره، وهذا بعكس اللئيم الذي يعمل القليل ويراه كثير.
مدح الله سبحانه وتعالى عباده بالهجوع القليل وليس
النوم
القليل، حيث أنه لم يقل كانوا كثيرًا من الليل يسهرون، وأن هذا يدل على أن نومهم فيه عبادة ومدحهم الله بأنه هاجعين لأن الهجوع يجعلهم يكثرون من العبادة، وهذا يمنعهم من أن يعجبوا بأنفسهم، ويؤكد هذا على زيادة
الاستغفار
في وقت السحر، لأن هذا يدل على الإشارة لأنهم لا يخلون وقتًا عن العبادة، فهم في الليل يهجعون، وفي السحر يزيدون من
الاستغفار
.
وبالأسحار هم يستغفرون
وقت السحر يكون بدايته الثلث الأخير من الليل ويستمر حتى قبيل الفجر، ويعتبر أفضل وقت لعبادة الله والاستغفار، وذكر الله سبحانه وتعالى وقت السحر في كتابه مرتين، في قوله تعالى ” وبالأسحار هم يستغفرون”، و ” المستغفرين بالأسحار “، وذلك للتأكيد على فضل وعظم الأجر في هذا الوقت، فالله سبحانه وتعالى يسمع الأصوات عند قراءة القرآن في هذا الوقت من الليل، وأيضًا يستجيب للدعوات في هذا الوقت، فينزل الله سبحانه وتعالى إلى الأرض وينادي هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه، هل من سائل فأعطيه، هل من داعٍ فاستجيب له، إلى أن ينششق الفجر.
فوائد كثرة الاستغفار
هناك العديد من الفوائد للاستغفار التي تأتي بالخير والسعادة والاطمئنان على المستغفرين، ومن بين تلك الفوائد :
ـ يعني الاستغفار طلب
العفو
والمغفرة من الله سبحانه وتعالى.
ـ يعمل الاستغفار على تفريغ الهم والكرب والحزن والضيق.
ـ يؤدي الاستغفار إلى سعة
الرزق
والمال والأولاد، حيث قال الله سبحانه وتعالى ” فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً” سورة نوح الآيات ” 10/12 “، وهذا يعني أن الاستغفار أحد أسباب زيادة النعم.
ـ الانسان المداوم على الاستغفار يرزقه الله بحياة طيبة بها راحة بال وسعة رزق وبركة من الله عز وجلّ.
ـ يعتبر الاستغفار أحد الأسباب وراء مغفرة الذنوب وطلب الغفرا من الله سبحانه وتعالى ” حيث قال الله في كتابه ” وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً “، سورة النساء الآية 110.
فوائد العبادة وقت السحر
لم يخلق الله الأشياء عبثًا، ولم يسخر العبادات إلا لتفيدنا وتعود علينا بالنفع، وأوضحت الكثير من الأبحاث الطبيّة التي تم إجراؤها أن الاستيقاظ من النوم في وقت متأخر من الليل وتحريك الجسم والقيام ببعض التمارين واستنشاق المياه، وغيرها من الأشياء تُعد من العلاجات الطبيعية المجربة للعلاج من الكثير من الأمراض.
وهذا ما يحدث للإنسان عندما يستيقظ من النوم أثناء الليل ويتوضأ ويصلي لله سبحانه وتعالى، فأثبتت الأبحاث أن قيام الليل يبعد عن الإنسان الكثير من الأمراض عن الجسد، حيث أن ذلك من شأنه أن يساعد على إفراز
هرمون الكورتيزول
في نفس الساعات والوقت الذي نستيقظ فيه للعبادة وقت السحر، وهذا الهرمون وظيفته الوقاية من زيادة مستوى السكر في الدم، والتقليل من إرتفاع ضغط الدم، الذي يسبب الأزمات القلبية، وقيام الليل يساعد في تحسين ليونة المفاصل وحركتها للأشخاص الذين يعانون من إلتهابات الغضاريف.