مراحل بناء الكعبة عبر التاريخ
الكعبة هي قبلة المسلمين و
بيت الله الحرام
على الأرض، ومنذ أن تم بناء الكعبة وحتى اليوم وهي محفوظة من الله عز وجل، وقد جعلها الله في الأرض من أجل أن تكون منارا للعبادة وتعد هي أول بيت وضعه الله عز وجل في الأرض من أجل العبادة، وقد مرت الكعبة المشرفة منذ أن تم بناها في منطقة مكة وحتى اليوم بالعديد من التطورات، كما أن الله عز وجل قد أمر
سيدنا إبراهيم
وولده إسماعيل ببناء الكعبة منذ فترة كبيرة.
أول من قام ببناء الكعبة
أختلف الكثير من العلماء والفقهاء حول أول من قام ببناء الكعبة المشرفة فمنهم من أكد أن الملائكة هو أول من قاموا ببناء الكعبة، ومنهم من أكد على أن
سيدنا أدم
عليه السلام أبو البشر هو أول من بنى الكعبة على الأرض ليكون مكان عبادة الله، كما رجح البعض أن أول من بنى الكعبة هو سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء بمساعدة ولده
إسماعيل عليه السلام
، ومن خلال تلك الأقوال المتعددة فإنه من المرجح أن يكون سيدنا أدم عليه السلام هو أول من قام ببناء الكعبة المشرفة.
استنادا إلى قول الله عز وجل في
القرآن الكريم
والذي يعنى أن سيدنا إبراهيم قام برفع قواعد الكعبة أي أنها كانت موجود من قبل ولكن طوفان نوح من قام بهدمها هي وكل شيء كان يوجد على سطح الأرض.
مراحل إعادة بناء الكعبة
بعد أن أعاد كل من سيدنا إبراهيم عليه السلام وولده إسماعيل بإعادة بناء
الكعبة المشرفة
مرة أخرى بعد أن هدمت في الطوفان، واستقرت في المنطقة التي توجد بها الكعبة خلال تلك الفترة قبائل عملاقة وفد أخذوا على عاتقهم أن يقوموا بإصلاح بيت الله ومن ثم إعادة ترميمه مرة أخرى، وبعد مرور سنوات عدة أثرت السيول في تلك المنطقة على الكعبة نتيجة طبيعية لكون الكعبة بنيت بأحجار فوق بعضها البعض بدون وضع طين بينها.
ومع سكن قبيلة قريش تلك المنطقة رأت أنه من الأفضل أن يتم هدم الكعبة على أن يتم بنائها مرة أخرى من جديد، وكان خلال العام قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أستقر قريش في تلك الفترة على أن يتم بناء الكعبة بأموال يتم تجميعها من الناس وتكون تلك الأموال حلال، ولكن الأموال لم تكن كافية من أجل بناء الكعبة على نفس الطريقة التي بني بها سيدنا إبراهيم الكعبة بمساعدة ولده إسماعيل عليه السلام.
وقد أقدموا على إخراج حجر من الكعبة ووضعوه بالقرب منها دلالة منهم على أنها تابعة للكعبة، وتمر السنوات بعدها وينزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ينتشر الدين الإسلامي في شتى بقاع الأرض، وهنا يقدم
عبدالله بن الزبير
على هدم الكعبة ومن ثم بنائها بما يتوافق مع أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أستكمل في بناء الكعبة ما عجز أهل قريش من بنائه في ذلك الوقت.
وقد قام بفتح بابين في الكعبة كما أرتفع بها مقدار 10 أذرع ولكن سرعان ما جاء حكم الأمويين حتى أقدموا على بناء الكعبة وفاق لما كانت عندما أقدمت قريش على بنائها، وبعد سنوات وخلال فترة
حكم العثمانيين
كان أخر بناء للكعبة أو تطور طرأ عليها، وخلال عام 1039 من الهجرة هجم سيل كبير على المنطقة أثر بشكل كبير على جدران الكعبة وهنا استعانت مكة بمهندسين من مصر أشرفوا على إعادة ترميم الكعبة لتظهر على شكلها الحالي منذ ذلك الوقت.
مكانة الكعبة عند المسلمين
يوجد للكعبة المشرفة مكانة هامة عند المسلمين وعند العرب على وجه التحديد فمنذ القدم وهي معروفة بكونها بيت الله على الأرض، ومن أشهر القصص التي تظهر مكانة الكعبة عند الله عز وجل وعند العرب هي حادثة الفيل، عندما أراد
أبرهة الأشرم
هدم الكعبة ولكن الله عز وجل تصدى له وأرسل عليه طيرا تحمل حجاة من جهنم لتفتك به بجيشه، والحج إلى بيت الله عز وجل من أركان الدين الإسلامي.
حيث يتوجب على المسلم القادر والعاقل والذي لديه القدرة على تحمل مشقة السفر والحج أن يحج إلى بيت الله تعالى، كما لا يخلو بيت الله من الزوار على مدار العام لأداء مناسك
العمرة
والتي تعرف تحت مسمى
الحج
الأصغر وزيارة بيت الله لها أجر كبير عند الله عز وجل ويمحو الله عز وجل ذنوب الزائرين.