لماذا كانت العشاء والفجر أثقل الصلاة على المنافق
المنافق
هو الشخص الذي يظهر غير ما في قلبه، فهو يقول ويفعل أشياء لا يؤمن بها، وفي الإسلام هو الذي يشهر إسلامه ولكن في أعماقه لم يؤمن، ويتظاهر بأداء الشعائر أمام الناس، ولكن في الخفاء لا يقوم بأي فريضة مما فرضها الله، وقد قال عنهم الله تعالى ” ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ” صدق الله العظيم،
سورة البقرة
الأية 8.
العشاء والفجر أثقل الصلاة على المنافق
قال صلى الله عليه وسلم ” ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلاً يؤم الناس، ثم آخذ شعلاً من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة وهو يقدر ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما سبق وذكرنا فإن المنافق يتكاسل عن أداء جميع الفروض، ويتكاسل عن كل الصلوات ، فقد قال تعالى ” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى ” صدق الله العظيم، سورة النساء الأية 142، والأية الكريمة توضح بأن مدعين الإيمان يتكاسلون عن الصلوات الخمس، ولكن قد يؤدوها أما الناس حتى يقال عنهم بأنهم يصلون ويؤدون فروض الله، ولكن أثقل الصلوات عليهم هي
صلاة الفجر
والعشاء.
صلاة الفجر وصلاة العشاء أثقل الصلوات على الشخص الذي يدعي الإيمان، حيث أن صلاة الفجر و
صلاة العشاء
في وقت الظلمة، وهذا الشخص يصلي فقط حتى يقال عنه أنه يصلي وليس من أجل التقرب لله، ولهذا يصلون فقط في الوقت الذي يمكن أن يتم رؤيتهم فيه وهم يصلون أما الفجر والعشاء فلن يميزهم أحد، بالإضافة لأن وقت الفجر هو وقت النوم، هم يتكاسلون عن ترك النوم من أجل الصلاة، كما أن وقت العشاء وقت العودة من العمل، وبالتالي يشعرون بالتعب ويفضلون
النوم
والراحة على الصلاة.
صفات المنافقين
هؤلاء الأشخاص يتسمون ببعض الصفات نذكر منها:
– قال تعالى ” فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ” صدق الله العظيم، سورة البقرة الأية 10، وهذه الأية الكريمة توضح بأن قلوبهم مريضة، فهم جبناء لا يستطيعون الإعلان عما يشعرون به حقا، فلا يمكنهم الإعلان عن كفرهم، كما أن قلوبهم لا تقبل الإيمان بسبب مرض قلوبهم.
– قال تعالى ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُون “سورة البقرة الأية 11 و12، وهذه الأية الكريمة توضح صفة أخرى يتصفون بها، وهي أنهم يعلنون دائما بأنهم يريدون الإصلاح ويسعون للصالح، ولكنهم أشخاص فاسدون وينشرون
الفساد
في الأرض.
– قال تعالى ” أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ ” صدق الله العظيم، سورة البقرة الأية 13، والتي توضح بأنهم سفهاء، فهو جاهلون وكاذبون ومع هذا يتعالون على من حولهم من الناس.
– قال تعالى ” وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ ” صدق الله العظيم، سورة التوبة الأيات من 75 وحتى 77، وهذه الأيات توضح بأنهم أشخاص لا عهد لهم، فهو غدارون يظهرون الخير، وفي قلوبهم يخططون للشر.
فضل صلاتي الفجر والعشاء
لهاتين الصلاتين العديد من الفضائل المشتركة بينهم، منها:
– يحصلون على النور التام يوم القيامة، حيث أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد بشر الأشخاص الذين يسعون في الليل لأداء الصلاة بالنور التام في
يوم القيامة
.
– قال عليه الصلاة والسلام ” من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ . ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَهُ ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فمن صلى الفجر والعشاء في جماعة فكأنما قام الليل كله، وينال أجر قيام الليل.
– الحفاظ على صلاتي الفجر والعشاء من أهم علامات
الإيمان
، وتنفيان وجود أي نفاق في قلب الشخص، حيث أن صلاة الفجر وصلاة العشاء من الصلوات التي يتكاسل عنها مدعي الإيمان، وبالتالي فهي دليل قوي على صحة إيمان الشخص.
– قال صلى الله عليه وسلم ” مَن صلَى البردَينِ دخَل الجنةَ ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبردين في الحديث الشريف هما صلاتي العصر والفجر، وبالتالي فالمواظبة عليهما من أسباب دخول الجنة.
– قال صلى الله عليه وسلم ” مَنْ صَلَى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَهَ حَتَى تَطْلُعَ الشَمْسُ ، ثُمَ صَلَى رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَةٍ وَعُمْرَةٍ . قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ تَامَةٍ تَامَةٍ تَامَةٍ ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.