العلاقة بين البطالة والتضخم
كثيرا ما نسمع في الحياة سواء في المنزل أو الإعلام أو حتى في الأفلام عن مصطلح البطالة، وهو من المصطلحات الدارجة اليوم التي تخص عدم العمل والجلوس في المنزل خاصة بعد الإنتهاء من المرحلة الدراسية الخاصة بكم، فمن الممكن أن تحدث البطالة بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية أو بعد الخروج من الجامعة لظروف كثيرة من أهمها عدم توافر الوظيفة المناسبة التي تتلاءم مع المؤهلات الخاصة بكم.
مفهوم البطالة
أن مفهوم
البطالة
من المفاهيم التي أصبحت اليوم دراجة في مجتمعنا العربية والمجتمعات الغربية أيضا نظرا لزيادة الكثافة السكانية داخل تلك البلاد أمام فرص العمل المتاحة والتي توفرها الدولة والقطاع الخاص على حد سواء، وحتى تتمكن من تعريف البطالة أو العاطل بشكل عام فلابد وأن تتوفر شروط أساسية وهي على النحو التالي:
1- أن يكون ذلك الشخص قادر على العمل ولكنه لا يمارس أي عمل في الحياة.
2- أن يبحث الشخص عن فرصة عمل ولكن بدون جدوي ولا يوجد عمل يناسب طبيعة الدراسة.
ومن هنا من الممكن تعريف الشخص العاطل عن العمل على أنه كل شخص لديه القدرة على العمل ولكن لا تتوفر له فرصة عمل، وتجدر الإشارة أن الأطفال وكبار العمر والشباب إن لم يجدوا فرصة العمل الخاصة بهم أصبحوا بين العاطلين عن العمل، وتجدر الإشارة أن
البلدان النامية
اليوم يتم قياس معدل البطالة بها كل عام ولكن في الدول المتقدمة يتم الإعلان عن معدل البطالة داخلها كل شهر.
وفي الغالب يكون هناك علاقة بين كل من البطالة والكساد الذي تعاني منه تلك البلد فكلما زاد الكساد في البلد كلما زادت البطالة عن العمل.
أنواع البطالة
يوجد عدة أنواع من البطالة والتي من بينها ما يلي:
1- البطالة الدورية
وهي من أنواع البطالة التي ترتبط بوجود حالة من
الكساد
داخل البلاد والتي بالطبع تقلل من الحصول على فرص عمل مميزة، ويتكون ذلك النوع من مرحلتين المرحلة الأولي هي مرحلة التوسع والتي يصاحبها الإنخفاض في البطالة والكساد الذي يرتفع بها معدل البطالة.
2- البطالة الاحتكاكية
وهي التي تنتج عن التنقل الشخص العامل بشكل دائم بين المهن المختلفة، نظرا لعدم وجود المعلومات الكافية للباحثين عن العمل، وفي الغالب ما يواجه الشباب حديثي التخرج ذلك النوع من البطالة.
3- بطالة هيكلية
والتي تنتج عن الهيكلة الاقتصادية وعادة ما تتعرض تلك الهيكلة إلى العديد من التغيرات أو من خلال حدوث تغيرات في سوق العمل ذات نفسه ومع التطور الكبير المتواجد اليوم أصبح هناك استغناء عن العاملين بالأدوات الحديثة.
منحنى فيليبس للبطالة والتضخم
الاقتصادي فيليبس هو أول من وضع مفاضلة بين كل من البطالة و
التضخم
وفقا للتقرير الصادر عنه خلال عام 1958 و منحنى فيليبس اليوم هو ذلك المنحني الذي يستخدم من قبل الاقتصاديين من أجل توضيح العلاقة بين البطالة والتضخم في أي بلد، وقد أكد فيليبس من خلال ذلك المنحني على أن العلاقة بين كل من البطالة والتضخم هي علاقة عكسية لابد من زيادة شيء حتى ينخفض الآخر ولابد من المفاضلة بينهم من قبل الحكومات.
وتقليل معدل البطالة على حساب الدخل من الأشياء التي تؤدي إلى زيادة الضخم والعكس صحيح وفقا لذلك التحليل الأقتصادي.
البطالة وعلاقتها بالتضخم
أكدت الكثير من الأبحاث على أن الزيادة في نسبة البطالة من الممكن أن تكون سبب في حل التضخم الذي قد تعاني منه الكثير من الدول النامية اليوم، حيث أشارت تلك الدراسات على أنه يوجد علاقة عكسية بين كل من البطالة والتضخم، كما أن خفض المعدلات الخاصة بالبطالة من الصعب أن يتحقق من خلال في ظل أرتفاع معدل التضخم داخل البلاد وهنا يتوجب من القيام بعملية المفاضلة، وتعد البطالة والتضخم من المشاكل الرئيسية التي تواجهها الدول اليوم.
وتجدر الإشارة أن الحكومات اليوم في الدول يصعب عليها حل تلك المشاكل في وقت واحد، فنجد اليوم أن بعض السياسات داخل الدول تعطى الأولوية اليوم إلى البطالة وحل تلك المشكلة عملا على تحقيق العمالة الكاملة داخل البلاد ومن ثم القضاء على التضخم، وعلى الحكومة هنا أن تختار بين حلين لا ثالث لهم وهما القضاء على البطالة على حساب التضخم أو القضاء على التضخم على صالح مشكلة البطالة.
وفي حالة أن قررت الحكومة أختيار السياسة الخاصة بحل مشكلة البطالة فعليها أن تقبل ذلك الأمر على حساب التضخم، وفي حالة أن أختارت التضخم عليها أن تقبل الأمر على حساب البطالة ويعد ذلك الأمر هو الأساس في حل مشاكل الدول من البطالة والتضخم.