ما هي اركان الاحسان ؟
يُعرف
الاحسان
في اللغة بأنه الفعل الحسن، وفي الشرع يُعرف بأنه أداء الواجبات وترك المحرّمات، والاجتهاد في أنواع الخير، حيث يشمل الإحسان كل ما هو خير ويمكن أن يتم تقديمه للآخرين سواء صدقة على الفقير أو مواساة للمحتاج وعيادة المريض، كما أن ردّ السلام ودعوة الناس إلى عبادة الله من الإحسان، فجاء عن
رسول الله صلّ الله عليه وسلم
عندما سُئل عن الإحسان فقال ” أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تراه فإنه يراك”.
أركان الإحسان
الإحسان له ركن واحد فقط جاء في
الحديث الشريف
” أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”، أي أن هذا الحديث يلخص ببساطة ركن الإحسان في إتقام كل شيء يقوم به الفرد وإخلاصه فيه كأن الله عز وجل يراه، وعندما يصل المسلم إلى استشعار هذا المعنى فأنه يُقدم على الإحسان وعمل الخير والبعد عن المنكر لإيمانه الكامل بأن الله عز وجل يرى ويسمع كل شيء.
ما المقصود بالاحسان
الشخص المُحسن هو الذي يفعل كل شيء وكأنه يرى الله، حيث أنه أن لم يصل إلى تلك المرحلة فلابد أن يستشغر مراقبة الله في كل أعماله، لأن هذا من شأنه أن يساعد على التقرب أكثر من الله ومن فعل الخير، ويرتبط الإحسان بالأخلاق بصورة كبيرة، فالاحسان من أخلاق المسلمين، ومن يتحلى بالاحسان تتواجد به المزيد من الصفات الآخرى، كتقديم الخير وصلة الرحم والسخاء والصفاء والوفاء، فالشخص المُحسن لا يمكن أن يؤذي أحدًا، وإذا عامله أحد بأذى عفا عنه.
الاحسان صفة من صفات الله سبحانه وتعالى وتظهر في احسانه إلى خلقه، حيث أن الله سبحانه وتعالى هو من بيده الخير والفضل كله، وهو الذي يُنعم على عباده وخلقهم في أحسن صورة وأنعم عليهم بالكثير من النعم، فيحسن الله عز وجل إلى من أساء إليه ويعفو عمن ظلم، فقال الله تعالى ” وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون”.
صور الاحسان
الإحسان له صور عديدة تختلف بإختلاف الإنسان ومن يتعامل معه، ومن صور الإحسان ما يلي :
الاحسان في العبادة، تُعد أعظم شيء يمكن أن يحسن فيه الإنسان، حيث أنه يقوم بعبادته على الوجه المشروع دون زيادة أو نقصان، ويتقن الإنسان عمله وكل ما يقوم به من قول أو فعل، ويظهر هذا واضحًا في قول الرسول صلّ الله عليه وسلم حين سُئل عن الإحسان فقال ” أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”، ويعني هذا النوع من الإحسان القيام بأوامر الله سبحانه وتعالى، وأن يستشعر الفرد دائمًا أن الله ينظر إليه وإلى أعماله، فكلما فعل ذلك كلما زادت مستوى عبادته.
والاحسان في العبادة يشمل القيام بها كاملة على أكمل وجه في أوقات محددة ومعينة، ويظهر هذا النوع من الإحسان واضحًا على القلب والجوارح، فلابد أن يبتعد الفرد عن الأهواء والشهوات، وتبقى عبادته لله سبحانه وتعالى.
الاحسان في القول والفعل، وهذا النوع من الاحسان يُقصد به كل ما يقوم به الإنسان من أقوال وأفعال في الأمور الدينيّة والدنيويّة، وفقًا لقول الرسول صلّ الله عليه وسلم ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء”، وذلك يعني أن كل ما يصدر عن الإنسان من قول أو فعل لابد أن يكون حسنًا، والإحسان يشمل كافة أحكام الشرع في جميع أمور الحياة، فلابد أن يعوّد الإنسان نفسه إلا يصدر منه إلا الكلام الطيب والقول الحسن، وأن يمسك نفسه ولا يصدر منه إلا الكلام الطيب والقول الحسن، ويبتعد عن الكلام السيء والقبيح، ويظهر هذا في القول الحسن ورد السلام والحوار والجدال والدعوة إلى الله في أمور الدين والدنيا.
الاحسان في العمل، يشمل هذا النوع كل عمل يقوم به الإنسان سواء لأمور الدين أو الدنيا، فلابد أن يكون حريصًا على إتقان عمله على أكمل وجه وزيادة الإنتاج بأمانة وإخلاص، ليس مجرد إنجاز العمل المطلوب، ولكن إنجازه بإتقان وأحكام، ووردت الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على العمل والإتقان في العمل لأن هذا من شأنه أن يُهذب النفس.
ما هي مراتب الإحسان
أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإحسان والتقوى ومراقبة
النفس
، بإعتبار ذلك أعلى منزلة يمكن أن يصل إليها الإنسان بعد الإسلام والإيمان، وللإحسان مراتب ودرجات وهي :
مرتبة المراقبة والمشاهدة و
الخوف
من الله عز وجلّ، حيث يعب الإنسان الله وكأنه يراه وكأنه ينظر إليه بقلبه، وينظر إلى عبادته وأعماله، ويكون جزاء تلك المرتبة من جنسها، فكلما زاد استشعار المسلم بنظره إلى الله في عبادته فأن الله سبحانه وتعالى يجازيه بأن يرزقه لذة النظر إلى وجهه الكريم في الآخرة، ولكن أهل الكفر أعرضوا عن الله وكأنه لا يراقبهم، وهم يحجبهم الله عنه يوم القيامة.
مرتبة الحياء من الله، وتلك المرحلة من الإحسان يصل إليها الإنسان بعد أن يعلم أن الله يراه على كل حال وفي أي وقت، وأنه يطلع على كل عمل يقوم به، وفي تلك الحالة لا يرضى الإنسان أن يراه الله عز وجل في موضع نهاه عنه أو أمره باجتنابه، حتى لا يجعل الله أهون الناظرين إليه.
مرتبة الأنس بالله والاطمئنان إليه والفرح بعبوديته، من المراحل التي يصل إليها المسلم بعد المرحلتين السابقتين، حيث أن الله لا يحتاج لغيره ويوقن أن الله سبحانه وتعالى هو من يجعل لهم من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا.