دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن
كيف يحافظ العلماء والمفكرين على امن الوطن
يمكن التعبير عن دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن ببساطة عن طريق الاقرار بمقدار مدى مساهمة العلماء في توجيه الامن في الوطن الى نهج اكثر تعاونية للاستثمار المشترك بين انظمة الدولة وحكوماتها مع الاوساط الاكاديمية والصناعية الفعالة ، التي بطبيعة الحال تؤمن بكفاءة تلك العلوم والتكنولوجيا التي يطرحها العلماء والمفكرين في سبيل تعزيز امن الوطن [1]
فتعتبر الحلول التي يقدمها اي من العلماء في شتى المجالات هي اولوية لابد من الاتفاق عليها لتعطي ذلك النفوذ للعلماء والمفكرين دوليا للقدرة على بناء قدرة الامن في الوطن للتعامل مع الصناعة المحلية والاوساط الاكاديمية ووكالات البحث المختلفة ، بهدف بقاء الوطن في الطليعة واستباق اي تهديدات مفاجئة وترسيخ مبادئ الامن والامان مهما كلف الامر .
ماهو دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن بالتفصيل
اولا : دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن عن طريق الامن الالكتروني
- يساهم العلماء في مجال الامن الالكتروني في توقع نقاط الضعف وتعزيز النظم السيبرانية وتعزيز البنية التحتية الحيوية للبلاد ؛ عن طريق رفع القدرة الوطنية على الاستجابة والتعافي بشكل سريع من اي هجمات الكترونية . [2]
- الاستثمار بشكل واضح في العلم والعلماء هو الطريق لضمان البقاء في حالة تأهب واستجابة لاي تهديدات متوقعة .
- دعم المتطلبات المتزايدة لرفع قدرة التطوير والمرونة لتحقيق الامان والامن متعدد المستويات عن طريق تأمين بوابات آمنة تتيح الاتصال بشكل آمن ومحمي خاصة للمعلومات الحساسة الموجودة داخل الوكالات الحكومية او الحيوية ، بتحقيق تخزين سحابي آمن
ثانيا : دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن عن طريق الذكاء الاصطناعي
- يساهم العلماء والمفكرين العاملين بمجال الذكاء الاصطناعي على تقديم معلومات استخباراتية في الوقت المناسب بشكل دقيق وضروري لتحقيق الامن الوطني والمحافظة عليه ، وليس المعلومات الاستخباراتية الهامة فقط ولكن المحافظة على امن الحدود والسلطات القومية .
- يعتبر العلماء شاغلين الوظائف في مجال الذكاء الاصطناعي مواكبين للتقدم بشكل متغير وسريع ، فتعمل تلك التقنيات على تغيير المعلومات وتكييفها بشكل متكامل ومستغل بطريقة آمنة ومتقنة عن طريق اتمتة البيانات ودمجها جيدا وكذلك تحليل البيانات للوكالات التي تتطلب ذلك بجهد متسق وسلس .
ثالثا : دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن عن طريق تأمين الحدود
- دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن يكمن في كل من العلم والتكنولوجيا اللذان يعززان القدرة على التعرف على الاشياء والمراقبة وتطوير الشاشات وتتبع المواد الخطرة والتهديدات .
- يتم تامين الحدود للمحافظة على الامن الوطني للبلاد عن طريق دور العلماء الكيميائيين في التعرف على المتفجرات والمواد الكيميائية والبيولوجية الخطيرة وكذلك اي عوامل اشعاعية ضارة تهدد الامن ، وكذلك الحال بالنسبة للادوية او العقاقير الكيميائية التي من شأنها ان تهدد صحة المواطنين في البلاد .
- يظهر دور العلماء ايضا في هذا الشأن عن طريق تطوير ادوات الاستكشاف وتتبع الحركة او اجهزة مصادقة الهوية والتحقق منها ، وكذلك اجهزة الاستشعار المتطورة وتمكينها على نطاق واسع لتحقيق امن البلاد .
رابعا : دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن عن طريق علم الطب الشرعي والتحقيق
- يتلخص دور العلماء والمفكرين في علم الطب الشرعي في تقديم التحقيق تلصحيح والقدرة على توظيف المعلومات في الطب الشرعي لتعزيز الامن القومي عن طريق دعم وتطبيق القانون .
- يتم المساهمة من العلماء في وكالات الانفاذ ذات الصلاحية لتعطيل الارهابيين وتفعيل الملاحقات القضائية وتعزيزها عن طريق احباط اي انشطة اجرامية كذلك .
- اهم ما يتعلم بعلم الطب الشرعي الذي يدعم تحقيق الامن والاستقرار في البلاد هو احدث ما توصل له من تقنيات المتعلقة ببصمات الاصابع والمواد الوراثية والعقاقير الغير مصرحة ، ويظهر ذلك جليا في دور العاملين في المرافق الاكاديمية والصناعية والحكومية في ذلك المجال .
- تقنية علم الطب الشرعي – التي دائما يعمل على تطويرها العلماء والباحثين فيه – ماهي الا وسيلة لتوسيع القدرات في بيئة الامن القومي في البلاد التي تدعم تلك القدرات المتخصصة لامن وسلامة المجتمع عن طريق انشطة تعطيل الجريمة وخلق بيئة تشغيلية ديناميكية تكون سريعة الاستجابة لاي منغصات تهدد الامن .
خامسا : دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن عن طريق التكنولوجيا
- يؤثر العلماء والمفكرين والباحثين في جميع المجالات التكنولوجية بشكل او بآخر على تحقيق الامن في الوطن والمحافظة عليخ ؛ ويتضح ذلك جليا بالاخص في عنصر تقليل المفاجآت الاستراتيجية التكنولوجية عن طريق التنبؤ بكل ما هو يشكل تحدي او فرصة مستقبلية للاعداء في فرض اي سلاح تكنولوجي جديد يهدد امن البلاد .
- يستطيع العلماء والمفكرين المعنيين بتطوير الشأن التكنولوجي الحفاظ على القدرة على مسح الافق البعيد عن طريق الشراكات الدولية التكنولوجية للوكالات العالمية ، مما يوفر وضع خطط تكنولوجية دفاعية تجعل الوطن في كل الاوقات على رأس اللعبة مع القدرة على تغيير القواعد ودرأ التهديدات او التأثير التخريبي على المستوى القريب او البعيد .
- يعبر مجتمع العلماء المبتكرين في ذلك المجال عن نموذج شامل يتحدى التهريبات المستقبلية المحتملة في جميع مواضع الانظمة الذاتية والاضطراب الرقمي عن طريق خلق فرص معلوماتية وتكنولوجية تدعم الامن والاستقرار والوطني وتحافظ عليه
سادسا : دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن عن طريق التوعية
- يمكن ان يظهر دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن واستقراره في الوطن عن طريق الكلمة ، والمقصود بالكلمة او القول هنا هو التوعية الثقافية ، والتي يمكن تظهر واضحة في الخطب والندوات واللقاءات الثقافية التي تنشر الوعي في المواطنين .
- يتأتى ثمار دور المفكرين في تلك النقطة عندما يتم الوصول بعقلية المواطن البسيط الى مزيد من الوعي الثقافي والاجتماعي الذي يمكنه من مواجهة الفكر المتطرف والتصدي له على المستوى الشخصي وعدم الانجراف في دوامة الخرافات التي تودي بأمن الوطن واستقراره .
دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن في السلم والحرب
مما لا شك فيه اصبح دور العلماء والمفكرين واضحا في هذه الايام في دعم الامن والاستقرار في حالتي السلم والحرب في البلاد ، ويتجلى ذلك في تطوير اصول البحث العلمي في جميع المجالات ، لتطوير الاجراءات العلمية اللازمة لدرأ التهديدات وتأمين الاستقرار في غير حالات الحرب . [3]
هناك عدة حقائق واضحة تؤكد على دور العلماء والمفكرين في حالات الحرب وهي :
- تطوير تكتيكات جديدة قوية للدفاع والهجوم حول أسلحة جديدة يتم إنشاؤها بواسطة البحث العلمي والهندسي
- يعتبر عنصر الوقت التنافسي في تطوير تلك الأسلحة والتكتيكات حاسم
- لابد من المشاركة الفعالة للقوات المسلحة مع كل عنصر من العلماء المدنيين والباحثين او المفكرين
- تتطلب الحرب الحديثة استخدام التقنيات العلمية الأكثر تقدمًا. العديد من القادة في تطوير الرادار هم علماء كانوا قبل الحرب يستكشفون نواة الذرة
اما عن حقائق تؤكد دور العلماء والمفكرين في الحفاظ على الامن في اوقات السلم وهي :
- لضمان التأهب المستمر على طول الخطوط التقنية على المدى البعيد ، لابد من دعوة علماء البحوث في البلاد إلى الاستمرار في وقت السلم في جزء كبير من تلك الأنواع من المساهمة في الأمن القومي
- لابد ان يكون هناك المزيد من الأبحاث العسكرية في أوقات السلم ، مع التزام الحكومة بدعم البحث في المشاكل العسكرية أمر لا مفر منه.
- يجب أن يكون هناك تركيز متزايد على العلوم في التدريب المستقبلي للضباط ، مع تحقيق شراكة مهنية بين الضباط في الخدمات والعلماء المدنيين.
- المواصلة في إجراء البحث والتطوير لتحسين الأسلحة الحالية ، مع وجود نشاط مدني دائم لتكملة العمل البحثي للخدمات في المجالات العلمية الأخرى وذلك للاستمرار في وقت السلم كجزء من أنشطة مكتب الطوارئ والبحث العلمي والتطوير كذلك وقت الحرب
- يتطلب التأهب العسكري وجود منظمة مستقلة دائمة خاضعة للسيطرة المدنية لها اتصال وثيق مع القوات المسلحة لتوفير الابحاث العلمية المطلوبة باستمرار
واجبات العلماء والمفكرين اثناء الحفاظ على امن الوطن
- ان يكون الولاء الاول والاخير للعالم او المفكر للوطن ، ويندرج تحت ذلك جميع المبادئ الاخلاقية التي اقسم عليه وان يكون الاخلاص لابحاثه واعماله الاول لوطنه وبلاده [4]
- التقيد بالاعراف الدستورية والقانونية واهم اللوائح التي تعنى بذلك الشأن وعدم تخطيها في كل المجالات التي يعمل بها المفكر او الباحث ، لئلا يكون خارجا عن القانون .
- ان يعطي العلماء والباحثين والمفكرين جهدهم الصادق بالكامل بأفضل اداء للعمل على رفعة الوطن وذلك لما لاهمية البحث العلمي في رفع شأن الاوطان وتعزيز استقرار امنها الوطني
- لا يمكن للباحث العلمي او المفكر ان يستخدم اي معلومات حكومية سرية في اي مكان خارج اطار العمل ، وتعتبر الابحاث العلمية المستخدمة في تعزيز امن الوطني هي معلومات سرية لا يجب الافصاح عنها ابدا او تحقيق اي ربح منها بشكل او بآخر .
- يتم الزام العلماء والباحثين والمفكرين بفضح اي عمليات فساد قد تهدد الامن الوطني للبلاد ، فتلك المبادئ لابد من التمسك بها بشكل واعي ، فمكتب العمل للعالم والباحث والمفكر هو امانة موكلة له
معنى المحافظة على امن الوطن
المحافظة على امن الوطن هو الالتزام الاول والاساسي للحكومات ومن بعدها المواطنين في مواجهة الاعداء اثناء الحروب ، فكان التصدي للاعداء بحاجة الى امتلاك جيوش كبيرة وقدرات صناعية هائلة لدرأ اي خطر يهدد الوطن .
اما الآن وفي ذلك الزمان اصبحت الشبكات الغامضة والتكنولوجيا السرية هي التي تجلب الفوضى والخراب للاوطان ، فبأقل من تكلفة دبابة واحدة يمكن لعدة افراد ان يقوموا بتهديد امن وطن واستقراره عن طريق الوسائل الارهابية المنظمة التي تخترق المجتمعات المفتوحة وتوجيه قوة التقنيات الحديثة للحروب الباردة [5]
وهنا يظهر دور العلماء والمفكرين في الحفاظ على امن الوطن واستقراره عن طريق دحر هذا التهديد ، عن طريق استخدام الابحاث العلمية والتقنيات الثقافية والفكرية الحديثة في تطوير الدفاعات الوطنية مع انفاذ القانون وتحديث التقنيات الاستخباراتية والجهود الوثيقة للتصدي للارهاب و اي تهديدات تواجه امان الوطن وابناؤه .