اللهم اني اعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ” معنى قهر الرجال “
قهر الرجال
هو أحد الأمور التي إستعاذ منها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وعلم المسلمين أن يتعوذوا منه، ويجب العلم أن قهرالرجال ليس بالحالة المرضية التي تستدعي تدخلاً طبياً وإنما هو يعني
ضيق الصدر
والشعور بحالة من الهم بسبب ظروف ومشاق الحياة الدنيا، والمقصود من قهر الرجال هو أن يصل الإنسان لحالة فيها يكون عاجز حتى عن جلب المنفعة والخير لنفسه أو يتمكن من دفع الضر عنه وعن أهل بيته وهو ما قد ينتج عنه شماتة الأعداء ومجافاة الأقارب.
حديث قهر الرجال كاملاً
في أحد الأيام رأى النبي عليه الصلاة والسلام أحد الصحابة يجلس في المسجد مهموماً والحزن ظاهراً عليه فإقترب منه النبي وسأله عن سبب حزنه فأخبره أن ديونه كثرت للغاية فقام النبي بتعليمه دعاء به يقضي الله الدين ويذهب الغم والهم ونص هذا الحديث هو ” قلْ إذا أصبحت وإذا أمسيت ؛ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل ؛ وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال “.
علاقة الدنيا بالبلاء
من أهم خصائص الحياة الدنيا أنها داراً للإمتحان والبلاء فقد كتب الله عز وجل على البشر أن يعتريهم ولو شيء بسيط من الحزن والهم من الحين للأخر فالدنيا ليست سوا دار نقص لا كمال لأحد فيها فدائماً ما يتنقل فيها العبد ما بين البلاء و
السعادة
كي يظل يطمح إلى الله عز وجل الدار الأخرة ويتمناها ويعمل لأجلها فقد أوضح الله عز وجل أن الدار الأخرة هي داراً حيث لا نقص فيها ولا هم.
كما أن الدار الأخرة لا ينالها سوى الفائزين فقد قال تعالى على لسان أهل الجنة ” وقالوا الْحمْد لله الذي أذْهب عنا الْحزن إن ربنا لغفورٌ شكورٌ “، ولهذا فإذا ما إستوعب الإنسان هذه المعادلة البسيطة بشكل جيد وأدرك أنه ما من كمال أو فرح دائم في هذه الدار الدنيا فإن نفسه ستهدأ وتستريح وسوف ينظر إلى ما يجعل فرحه يدوم أكثر، ومن الجدير بالذكر أن الله تعالى قال في كتابه الكريم ” منْ عمل صالحًا منْ ذكرٍ أوْ أنْثى وهو مؤْمنٌ فلنحْيينه حياةً طيبةً “.
كيفية التخلص من قهر الرجال
أول ما يجب فعله للتخلص من قهر الرجال هو الإقبال على الله عز وجل واللجوء له بدافع وبنية دفع البلاء وتيسير
الكرب
وأمور الحياة وحسن التوكل على الله عز وجل، ولابد من إدراك أن كل ما يواجهه الإنسان في حياته ليس سوى إرادة من الله عز وجل وحكمة منه.
من يدرك أن لله حكمة في كافة أموره هانت عليه حياته وتيسر كل ما يلاقيه من إختبارات وإمتحانات الدنيا، كما يجب العلم أن المرء عليه عند ملاقاة المصائب والشدائد أن يحتسب أجر هذه المصائب عند الله تعالى كي ينال أعظم أجر، كما أن الشعور بالرضا يهون كل شديد ويتسبب في زوال الهم أو على الأقل تخفيفه.
أذكار لدفع الهم والحزن
1- يوصي النبي عليه الصلاة والسلام كل من يصيبه مكروه أو غم أن يكثر من قول ” اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت “.
2- قال رسول الله لصحابته دعاءً عظيماً لكل من يسمعه أن يتعلمه نظراً لعظمة فضله عند الله عز وجل و هذا الدعاء هو ” ما قال عبدٌ قط إذا أصابه همٌّ أو حزْنٌ: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكْمك عدْلٌ في قضاؤك أسألك بكل اسمٍ هو لك سميْت به نفسك أو أنزلْته في كتابك أو علمْته أحدًا من خلْقك أو استأثرْت به في علم الغيب عندك أنْ تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزْني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزْنه فرحًا، قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أنْ نتعلم هذه الكلمات؟ قال: (أجلْ، ينبغي لمن سمعهن أنْ يتعلمهن “.
3- ” لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض، ورب العرش الكريم “.
4- كانت وصية النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لأسماء بنت عميس إذا إعتراها الهم أن تكثر من قول ” ألا أعلمك كلماتٍ تقولينهن عند الكرب أو في الكرب؟ الله الله ربي لا أشرك به شيئًا “.
5- عن أحمد و
الترمذي
أن سعد قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلا أنْت سبْحانك إني كنْت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلمٌ ربه في شيءٍ قط إلا استجاب له “.