معنى إصلاح ذات البين
ذات البين هي القرابة والمقصود بها الفرقة التي تقع ما بين كل قريب مع قريبه، وتتعدد أشكال هذه القرابة، منها ما بين المرء ونفسه وما بين الاثنين وما بين الجماعة من أولي القربى، حرص
الدين الإسلامي
على إصلاح ذات البين، بل ذكر الوجوب بالسعي في صلاحها، حتى ينال من أجتهد وسلك هذا الطريق ثوابا عظيماً فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة و
الصدقة
؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة”
ما هو إصلاح ذات البين
– الإخلاص لله عز وجل في السعي لإصلاح ذات البين، لأن هذا العمل عبادة سيتقرب بها إلى الله.
– التوجه للمتخاصمين وتذكيرهم بذنب هذا العمل، وأنه سيترتب عليه عدم رفع الأعمال الى الله عز وجل، ويقوم بالاستدلال عليه من
القرآن الكريم
والسنة.
– يقوم بمدح الطرف الآخر أمام أحد المتخاصمين، حتى ولو أضاف شيء من الكذب، فقد أجاز الشرع الكذب في مثل هذه المسائل.
– التنبيه على المتخاصمين بأن الوقيعة التي تمت بينهم من عمل الشيطان، والتمادي فيها يكون بسبب حث الشيطان عليها.
– القيام بالمبادرة من أجل الاصلاح بين المتخاصمين بأسرع وقت ممكن، لأن في التأخير مضرة، وتعتبر فرصة للمتسبب في الوقيعة بأن ينقل الأقوال ويثير الفتنة، وتزداد المشكلة بين الأطراف المتخاصمة.
– الساعي على إصلاح ذات البين، يجب عليه عدم الاهتمام برأي الساعين للوقيعة بين الناس، ولذلك فعليه التكتم على الحوار الذي يدور بينه وبين أطراف الخصومة.
– على الساعي للصلح أن يقوم باختيار العبارات اللطيفة والرقيقة، التي تطفئ نار الغضب، فهي التي ستمهد الطريق من أجل الصلح.
– على الساعي للصلح أن يقوم بالاستعانة بالأشخاص المقربين من المتخاصمين، من أجل الضغط عليهم من باب الود، والمحبة.
طرق إصلاح ذات البين
– من طرق الإصلاح أن تتوفر النية الصادقة مع غياب المصالح الشخصية فيه.
– من طرق الإصلاح هي اعتماد معايير العدل وتقوى الله بعيداَ عن أي نزاعات تأتي بنتائج عكسية، ولا تعمل على تحقق رضى كافة أطراف النزاع.
– من طرق الإصلاح هو اعتماد آداب النصح بشكل عام و منها: أسلوب تقديم النصح واختيار العبارات المناسبة مع اعتماد السر فيما يتم سماعه.
– من طرق الإصلاح هو حفظ خصوصيات أطراف الخصام وعدم تجاهلها أو إهمالها.
– من طرق الإصلاح هو عدم إفشاء الأسرار إلا للضرورة إذا اقتضى الأمر، لأن إفشاء السر قد يسبب عرقلة لجهود الإصلاح.
– من طرق الإصلاح هو العدل عند الوقوف والاحتكام بين
المتخاصمين
بنفس المسافة، حتى يتم إعادة الحق إلى أصحابه وتتم المصالحة في نهاية الأمر.
– من طرق الإصلاح هو أسلوب الحوار، الذي ينتهجه عند التحدث مع المتخاصمين، لأن أسلوب الإصلاح له أثر عظيم في التقريب من وجهات النظر بينهم.
– من طرق الإصلاح هي طرق النصح الوعظ والإرشاد، وذلك بالقيام بتوضيح فضل إصلاح ذات البين، وتوضيح عواقب إفساد البين في الدنيا والآخرة.
– من طرق الإصلاح هو القضاء أوالتحكيم، الذي يستلزم لفض النزاع، توضيح أسبابه وبالتالي تثبت الحقوق.
شروط المصلح بين ذات البين
– أن يكون المصلح لديه العلم الكافي بطرق الإصلاح وسبله وأن يقوم بمعرفة بعض الوقائع التي تم الصلح حولها ليستطيع أن ييقيس ما يلزم فيه الحكمة.
– أن يكون المصلح صاحب سيرة حسنة، وذات أخلاق قويمة لأن ذلك فيه أثر قوي في قبول الإنسان المصلح والارتياح إلى رأيه.
– أن يكون المصلح في نيته
الإخلاص
في مساعي الصلح، وعدم وجود أي مساعى دنيوية في نية الصلح، ويكون على خطوة واحدة من جميع أطراف النزاع و الوقوف بينهم بنفس الدرجة المتساوية
ثواب اصلاح ذات البين
– يحصل على الأجر والثواب من الله، لأن اصلاح ذات البين من الأعمال التي تعد بمقام الصلاة والصيام والصدقة.
– من مزايا اصلاح ذات البين هو العمل على تقوية الروابط بين أفراد المجتمع الإسلامي والقيام بترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي.
– من مزايا اصلاح ذات البين هي زيادة قوة وتماسك الجبهة الداخلية.
– اصلاح ذات البين هو سبب لمغفرة الذنوب ورفع الأعمال الى الله عز وجل.
الآثار المترتبة على إفساد ذات البين
– ستضيع جذور الالتزام بالدين وانعدام أثره لقوله صلى الله عليه وسلم عن إفساد ذات البين بأنه الحالقة التي تحلق الدين، كما يحلق الشعر.
– افساد العلاقات الاجتماعية بين الناس، وانتشار الخصومة، وتتفكك الروابط بين
الأخوة
والأقارب، مما يؤدي لتفكك المجتمع وانهياره.
– سينال غضب الله وسخطه في الحياة الدنيا والعذاب يوم القيامة.