تاريخ جبل القارة في الاحساء ” ارض الحضارات “
الأحساء أرض الحضارات
الأحساء
هي أحد المحافظات التي تقع في الجهة الشرقية من المملكة وتلقب الأحساء بأرض الحضارات وذلك بسبب تاريخها العريق ، وقد تم إدراج مدينة الأحساء على قائمة
منظمة اليونسكو
لمواقع التراث العالمي وهي القائمة التي تضم الأماكن ذات الطبيعة الثقافية أو الطبيعية أو التاريخية الهامة والتي تمثل تحفة فنية فريدة أو تمثل قيم إنسانية هامة أو تكون مثالًا بارزًا على تاريخ البشرية وممارسات الإنسان التقليدية ، وبجانب تاريخها العريق وحضارتها القديمة فإن الأحساء اليوم أصبحت من أكثر المدن تطورًا وحضارة على مستوى العالم ، كما أنها تتميز بطبيعة رائعة وفريدة من نوعها حيث أنها مليئة بأشجار النخيل البديعة وتضاريس مميزة وفريدة من نوعها وأهم ما يميزها الجبال والكهوف الأثرية الموجودة فيها .
وتتميز الأحساء بإنتاجها الغزير من التمور بكل أنواعها والفواكه وأيضًا إنتاج أجود أنواع الأرز في العالم ، والإنتاج الحيواني ومنتجات الألبان والدواجن ، كما أنها من أعلى الدول إنتاجًا للنفط في العالم .
وتتميز المدينة أيضًا بوجود مجموعة متنوعة من المرافق السياحية الإسلامية والطبيعية والتاريخية مثل مسجد جواثا وقصر صاهود وقصر محيرث ، كما تعتبر الجبال والكهوف من أهم معالم منطقة الأحساء الطبيعية التي حباها الله سبحانه وتعالي بها ، وهذه الجبال تعد مزارات سياحية هامة ، وخاصة بعد أن اهتمت بها الدولة وأقامت عدة مشاريع لتطويرها .
ومن بين الجبال الهامة في الأحساء أم الحضارات جبل القارة الذي يقع بالقرب من قرية القارة ، ويتميز بكهوفه الرائعة المحفورة في باطن الجبل .
جبل القارة بالأحساء
ويعتبر
جبل القارة
من أجمل وأهم المرتفعات في المملكة ، وهو يقع بالقرب من قرية القارة ويبعد حوالي 15 كلم من مدينة الهفوف ، ووفقًا لعلماء الجيولوجيا فإن جبل القارة يتكون من مجموعة
الصخور الرسوبية
وبفعل عوامل الطقس ومجموعة من الزلازل تم نحت الصخور و12 كهف من الكهوف المميزة لجبل القارة ، وفي الماضي كان جبل القارة يطلق عليه اسم جبل الشبعان وهو بواحات خضراء ساحرة .
أهم المعلومات عن جبل القارة
وتبلغ مساحة قاعدته حوالي 1400 هكتار وتعتبر كهوف مغارات جبل القارة من العجائب الطبيعية ، حيث أن الطقس بداخلها يختلف تمامًا عن الخارج ، فالطقس في المناطق المحيطة بالجبل يميز بالارتفاع النسبي في درجات الحرارة ، ولكن بمجرد دخولك لأيًا من تلك الكهوف تشعر أن الطقس أصبح لطيف وحتى مائل للبرودة أما في
الشتاء
فهو دافيء ، وذلك بفضل الممرات الهوائية الموجودة بين الصخور وأيضًا بسبب طبيعة الصخور التي تكون الجبل ، فهي تمتص ماء الأمطار مما يؤدي لجعلها باردة ، وبسبب برودة الجو داخل الممرات الجبلية ، فإن القدماء كانوا يحتفظون بطعامهم داخل تلك الكهوف حتى لا يفسد .
أهم المعالم السياحية في جبل القارة
وبالنسبة لمحبي استكشاف الجبال والكهوف ، فإن جبل القارة يعتبر أحد الأماكن المثالية التي يجب عليهم زيارتها ، حيث أن عوامل الطقس والطبيعية أدت لنحت أشكال مميزة ملونة فوق صخور جبل القارة ونتج عنها أيضًا تكون مجموعة من الكهوف على ارتفاعات مختلفة ، ويقول الخبراء أيضًا أن أهم ما يميز جبل القارة عن غيره من الجبال أنه خالي من الحشرات السامة أمثال
العقارب
والسحالي وهذا يجعل زوار الجبل يشعرون بالأمان التام أثناء جولاتهم داخل هذا الجبل الرائع .
وعلى طول الممر المؤدي لداخل الكهوف سوف يجد الزوار مجموعة من الآثار التراثية القديمة التي عثر عليها في تلك المنطقة ، كما ستجد أيضًا شجرة أبناء سيدنا آدم عليه السلام منحوتة على أحد الصخور ، ومجموعة من النقوش التي تثل بداية معرفة الإنسان بالحروف الهجائية والكتابة .
ويوجد في المنطقة التي تقع خارج الجبل يوجد منطقة لجلوس الزوار والاستراحة ، وتلك المنطقة يوجد بها أماكن لبيع الطعام وسوق لبيع منتجات
الحرف اليدوية
التراثية ، حتى يحصل الزوار على هدايا تذكارية لتذكرهم بهذا المكان التراثي الأصيل .
كما أن الدولة مازالت تولي اهتمام كبير بتنمية السياحة في تلك المنطقة ، حيث يوجد مشروع لإنشاء تلفريك في تلك المنطقة وتوفير مرافق للتسلق والقفز بالمظلات وأيضًا إنشاء مجموعة من المطاعم في تلك المنطقة المحيطة بقاعدة الجبل لدعم السياحة في تلك المنطقة الرائعة وجذب مزيد من الأنظار إليها .
جبل القارة جبل الأساطير
لقد انتشرت العديد من الأساطير والحكايات الغريبة حول جبل القارة في القرى المحيطة بالجبل وهي قرية القارة وقية الدالوة و التهيمية والتويثير ، وربما تكون الأشكال الغريبة المنحوتة في صخور الجبل قد أثرت في مخيلة سكان تلك القرى وجعلة بعضهم ينسج قصص مثيرة عن الجبل .