تاريخ التصوير الفوتوغرافي

التصوير الفوتوغرافي، هو طريقة تسجيل صورة لكائن من خلال استغلال الضوء، أو الإشعاع ذي الصلة على مادة حساسة للضوء، والكلمة استخدمت لأول مرة في ثلاثينيات القرن التاسع عشر .

الضوء وعملية التصوير الفوتوغرافي

كوسيلة

للتواصل البصري

والتعبير فإن التصوير الفوتوغرافي لديه قدرات جمالية متميزة، ويجب على المرء أولا فهم خصائص العملية نفسها، وواحدة من أهم الخصائص هي الفورية، لكن ليس بالضرورة أن يتم تشكيل الصورة المسجلة بواسطة عدسة في الكاميرا، وعند التعرض للضوء الذي يشكل الصورة تخضع المادة الحساسة لتغييرات في بنيتها، ويتم تشكيل صورة كامنة (لكن معكوسة) عادة ما تكون سالبة، وتصبح الصورة مرئية عن طريق التطوير ودائما عن طريق التثبيت باستخدام ثيوكبريتات الصوديوم، التي تسمى hypo باستخدام المواد الحديثة، وقد تتم المعالجة فورا أو قد تتأخر لعدة أسابيع أو أشهر، وعادة ما يتم تأسيس العناصر الأساسية للصورة فورا عند التعرض، وهذه الخاصية فريدة من نوعها في

التصوير الفوتوغرافي

وتميزها عن طرق أخرى لصنع الصورة، وقد أعطى التسجيل التلقائي على ما يبدو لصورة ما بواسطة التصوير الفوتوغرافي العملية إحساسا بالأصالة لم تتم مشاركته بأي تقنية أخرى لصنع الصورة، وتمتلك الصورة في العادة الدقة الواضحة التي تجعل القول المأثور “الكاميرا لا تكذب” أصبح كليشيهات مقبولة وإن كانت خاطئة .

بداية اختراع التصوير

في الجزء الأول من تاريخه كان التصوير الفوتوغرافي في بعض الأحيان يستهان به باعتباره فنا ميكانيكيا بسبب اعتماده على التكنولوجيا، ومع ذلك في الحقيقة فالتصوير الفوتوغرافي ليس هو العملية التلقائية التي ينطوي عليها استخدام الكاميرا، وعلى الرغم من أن الكاميرا تقصر المصور غالبا على تصوير الكائنات الموجودة بدلا من وجهات النظر التخيلية أو التفسيرية، يمكن للمصور الماهر إدخال الإبداع في عملية الاستنساخ الميكانيكي، ويمكن تعديل الصورة بواسطة عدسات مختلفة ومرشحات، ونوع المادة الحساسة المستخدمة لتسجيل الصورة هو عنصر تحكم إضافي ويمكن تغيير التباين بين الإبراز والظل بالتغيرات في التطوير، وعند طباعة الصورة السلبية يتمتع المصور بخيار واسع في السطح المادي للورق وعلى النقيض من الدرجة اللونية ولون الصورة، ويمكن للمصور أيضا إعداد مشهد مصطنع تماما للتصوير .

والتحكم الأكثر أهمية هو رؤية

المصور الإبداعي

، وهو أو هي يختار نقطة الأفضلية ولحظة التعرض الدقيقة،و يدرك المصور الصفات الأساسية للموضوع ويفسره وفقا لحكمه أو ذوقه أو مشاركته، ويمكن للصورة الفعالة نشر المعلومات حول الإنسانية والطبيعة وتسجيل العالم المرئي، وتوسيع نطاق المعرفة والفهم الإنسانيين، ولكل هذه الأسباب تم وصف التصوير الفوتوغرافي على نحو مناسب بالاختراع الأكثر أهمية منذ المطبعة .

ابتكار الكاميرا

كان رائد الكاميرا هو الكاميرا الغامضة أو غرفة مظلمة أو غرفة بها ثقب (عدسة فيما بعد) في أحد الجدران، والتي من خلالها تم عرض صور لأشياء خارج الغرفة على الحائط المقابل، وربما كان هذا المبدأ معروفا لدى الصينيين واليونانيين القدماء مثل أرسطو منذ أكثر من ألفي عام، وفي أواخر القرن السادس عشر قام العالم والكاتب الإيطالي جيامباتيستا ديلا بورتا بتوضيح ووصف استخدام الكاميرا الغامضة مع عدسة بالتفصيل، وفي حين أن الفنانين في القرون اللاحقة يستخدمون عادة أشكالا مختلفة على الكاميرا الغامضة لإنشاء صور يمكنهم تتبعها، فإن نتائج هذه الأجهزة تعتمد على مهارات رسم الفنان وهكذا واصل العلماء البحث عن طريقة لإعادة إنتاج الصور بشكل ميكانيكي بالكامل .

وفي عام 1727 أثبت البروفيسور التشريح الألماني يوهان هاينريش شولز أن سواد الأملاح الفضية، وهي ظاهرة معروفة منذ القرن السادس عشر وربما في وقت سابق، كان سببها الضوء وليس الحرارة، وأظهر الحقيقة باستخدام أشعة الشمس لتسجيل الكلمات على الأملاح، ولكنه لم يبذل أي جهد للحفاظ على الصور بشكل دائم، وقدم اكتشافه إلى جانب

الكاميرا

الغامضة، والتكنولوجيا الأساسية اللازمة للتصوير الفوتوغرافي، ولم يكن حتى أوائل القرن 19  ومع ذلك فإن التصوير الفوتوغرافي جاء فعلا إلى حيز الوجود .

التجارب المبكرة للتصوير الفوتوغرافي

كان Nicéphore Niépce أحد الهواة الذين يعيشون بالقرب من مدينة في باريس وتقع على بعد 189 ميلا (304 كم) جنوب شرق باريس، وكان مهتما بالطباعة الحجرية وهي عملية يتم من خلالها نسخ أو رسم الرسومات باليد على حجر الطباعة الحجرية ثم طباعتها بالحبر، ولم يكن نييبس من المدربين تدريبا فنيا، وابتكر طريقة يمكن للضوء من خلالها رسم الصور التي يحتاجها، وقام باستخدام الزيت في نقش لجعله شفافا ثم وضعه على صفيحة مغطاة بمحلول حساس للضوء من البيتومين في يهودا (نوع من الإسفلت) و

زيت اللافندر

وكشف الإعداد لأشعة الشمس، وبعد بضع ساعات تم تشديد المحلول الموجود تحت مناطق الضوء في النقش، بينما ظل ذلك في المناطق المظلمة ناعما ويمكن غسله تاركا نسخة دائمة ودقيقة من النقش .

وقد أطلق Niépce منذ عام 1822 فصاعدا على عملية تصويره رسم الشمس في نسخ نقوش مزيتة على الأحجار الحجرية والزجاج والزنك ومن عام 1826 على ألواح البيوتر، وفي 1826 استخدم نيوبس باستخدام الكاميرا الغامضة المزودة بلوحة بيوتر، وكانت أول صورة ناجحة من الطبيعة وهي تطل على فناء منزله الريفي، ومن نافذة عليا في المنزل، وكان وقت التعرض حوالي ثماني ساعات، وانتقلت خلالها الشمس من الشرق إلى الغرب بحيث يبدو أنها تشرق على جانبي المبنى .