الفرق بين الرجاء والتمني
قد يتسائل الكثير من الأشخاص عن أوجه الإختلاف بين كل من الرجاء والتمني، حيث بذل الكثير من العلماء وكذلك أهل العقيدة وأهل اللغة مجهود كبير من أجل إيجاد والتعرف على مفاهيم وتعريفات مختلفة لكل من الرجاء والتمني، ويسعى جميع العلماء لوضع حد واضح من أجل توضيح الإختلاف بين كل من مفهوم الرجاء ومفهوم التمني، كما بذلوا جهود كبيرة أيضًا من أجل تحديد ما هى المجالات التي يتم بها استخدام التمني وكذلك المجالات التي تستخدم بها أيضًا الرجاء، ومتى يتم وصف بعض الأحداث على أنها أحداث تمني أو أنها أحداث رجاء، وسوف نتناول من خلال هذا المقال بالتفصيل أوجه الإختلاف بين كل من الرجاء والتمني.
المقصود بكل من الرجاء والتمني
من الجدير ذكره أن لكل من التمني والرجاء مفهوم معين، يختلف سواء من ناحية اللغة أو من ناحية الإصطلاح، وسوف نتناول بالتفصيل أوجه الإختلاف بينهما:
1- التمني في اللغة نلاحظ أنه مقتبس من المادة مَنى، وهو يشير للحب الشديد لبعض الأشياء والإصرار على فعلها، ولكن من الناحية الإصطلاحية فهو يقصد به، الرغبة في طلب الشيء والرغبة في أن يتم الحصول عليه بشدة، وخاصة إذا كان هذا الشيء محبب ومفضل له بدرجة كبيرة، ويطمع أو يتمنى في الحصول عليه وإمتلاكه، مع ضرورة أن يتخيل حصوله على هذا الشيء في العقل، ولكن في حالة إذا كان الشيء قريب الوقوع ويمكن الحصول عليه بسهولة فيكون رجاء، ومن الملاحظ أن
أسلوب التمني
يرتبط عادة بكلمة ليت، فعلى سبيل المثال يتم قول ليت لي خصوصية.
2- الرجاء من الناحية اللغوية فهو مقبس من مادة رجو، ويعني مدى أمله ورغبته في الحصول على شيء ما، ومن الناحية الإصطلاحية فهو يعد من أقسام الإنشاء الغير طلبي، ولعل ذلك يرجع لأن الرجاء يعني ترقب الحصول، مع بذل قدر كبير من الجهد والتعب في العمل، ونلاحظ أن الرجاء عكس التمني، حيث لاحظنا من قبل أن التمني يكون مصحوب بكلمة ليت، بينما الرجاء فيكون مقترن بكلمة لعل، فهو يدل عليه، فعلى سبيل المثال نلاحظ قول لعل لي خصوصية.
أوجه الإختلاف بين التمني والرجاء
من الجدير ذكره أن هناك إختلاف واضح بين كل من التمني والرجاء، فعلى سبيل المثال نلاحظ أن التمني دائمًا ما يصاحبه كسل شديد وعدم بذل أي جهد من أجل القيام بما يرغب بتحقيقه، ومن الملاحظ أيضًا أن الشخص صاحب التمني لا يكون مجتهد أو جاد في عمله، بينما على الجانب الأخر نلاحظ أن الأشخاص أصحاب الرجاء يسعوا دائمًا للجد والإجتهاد، ويصاحب ذلك في العادة حسن
التوكل
على الله.
مثال لتوضيح الإختلاف بين التمني والرجاء
لعل أفضل وخير مثال من أجل توضيح الإختلاف بين كل من التمني والرجاء أنه على سبيل المثال نلاحظ أن صاحب التمني يتمنى ويرغب في أن يكون لديه قطعة أرض حتى يقوم بزراعتها وحصاد محصولها، ويرغب في أن يحصل على كمية كافية من الأموال اللازمة لشراؤها، فنلاحظ أن كل هذا التمني متخيل في نفسه، ولا يتم تحقيقه على أرض الواقع، ولكن على الجانب الأخر نلاحظ أن الشخص صاحب الرجاء يقوم بالفعل بشرا قطعة الأرض، ويعمل على فلاحتها وزرعها بطريقة جيدة، حيث تمتلأ هذه القطعة بثمار وأشجار مختلفة، وينتظر حتى تنمو هذه المحاصيل حتى يقوم بحصادها وجني ثمارها، ولكي يتمكن بالفعل من الحصول على الأموال عقب أن يقوم ببيع هذه الثمار.
إختلافات حول الفرق بين التمني والرجاء
هناك قضية تستحق النقاش وهى هل يكون في الكمال رجاء المحسن، أم أن رجاء المسيء التائب، ونلاحظ أنه في هذا الموضوع لقد اختلف كل من أهل العلم والدين حيث منهم من رجح أن كمال الرجاء يكون دائمًا مع المحسن، ولعل ذلك يرجع لقوة أسباب رجائه، كما يرجع أيضًا لقوة إيمانه الخالي من أي
إرتكاب للمعاصي
والأثام، ومن الملاحظ أن البعض قد رجح أن كمال الرجال عادة ما يكون مع المسيء التائب، وذلك يرجع لأن الرجاء يكون مصحوب عادة بالإنكسار والذل لله سبحانه وتعالى ويؤكد مدى عظمته، ومن الجدير ذكره أنه مما سبق نلاحظ أوجه الإختلاف الواضح بين كل من الرجاء والتمني وليس لديهما مفهوم واحد كما يظن ويعتقد الكثير من الأشخاص.