قصة نبع ماء زمزم

ماء زمزم هو ذلك الماء الطاهر الذي يوجد في الحرم المكي ويخرج من الأرض بشكل طبيعي، وهذا الماء موجود منذ عهد سيدنا

إسماعيل عليه السلام

والسيدة هاجر، وعندما خرج هذا الماء من الأرض كانت له قصة عظيمة رويت في القرآن الكريم، وسوف نستعرض لكم قصة نبع ماء زمزم بالتفصيل.


سفر إبراهيم إلى مكة

– تبدأ القصة منذ سفر

سيدنا إبراهيم

عليه السلام مع زوجته سارة من العراق إلى فلسطين، قد قابل قوم الوثنيين سيدنا إبراهيم بالصد عن سبيل الله والتكذيب لما قاله، ولهذا فقد قرروا أحراقه في النار للتخلص منه.

– بعد أن نجا نبي الله إبراهيم من النار واستقر في بلدته التي كانت تسمى الخليل رحل بعد ذلك إلى مصر حتى يأتي بالطعام، وأخذ زوجته سارة راحلًا إلى مصر، وقد كانت زوجته من السيدات الجميلات جدًا بل أنها كانت من أجمل نساء الأرض.

– عندما رأى فرعون هذه السيدة الجميلة قام بإصابتها بلعنة فرعون وكلما كان يقترب منها إبراهيم عليه السلام كان تصرخ، ولكن بعد أن دعت الله تعالى حتى يصرف عنها كيد فرعون أستجاب الله لدعائها.



السيدة سارة

لم يكتب لها الله تعالى أن تنجب من سيدنا إبراهيم لهذا فقد وهبت له الجارية الخاصة بها وهي السيدة هاجر حتى يتزوجها وينجب منها، بالفعل بعد أن دخل سيدنا إبراهيم على السيدة هاجر فقد حملت منه على الفور.


قصة نبع ماء زمزم

– عندما وصل سيدنا إبراهيم إلى الصحراء في

مكة المكرمة

وكانت صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا شجر ولا بشر فقام سيدنا إبراهيم بترك زوجته هاجر وولده إسماعيل.

– فقالت له هاجر: (يا إبراهيم إلى أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي لا أنس فيه ولا شيء؟)، فلم يُجبها، فأعادت عليه السؤال، فلم يلتفت إليها، ثمّ أعادت السؤال مرراً، ولكنّه لم يلتفت إليها، فقالت: (آلله أمرك بهذا؟) فقال: نعم، فقالت: إذن لا يضيعنا، ثمّ رجعت، وذهب إبراهيم ليكمل دعوته بأمر من الله تعالى، فتوجّه لله -تعالى- بالدعاء، قال الله تعالى: ( رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ)،

– وبعدها ببضع ساعات وبدأ الماء ينفذ واشتد الكرب على سيدنا إبراهيم هو والسيدة هاجر، وفي هذا الوقت بدأ سيدنا إسماعيل وقد كان طفل رضيع يبكي بكاء شديد من شدة الجوع والعطش.

– في هذا الوقت أرسل الله تعالى سيدنا جبريل عليهم بمعجزة عندما ضربت السيدة هاجر الأرجل برجلها انفجرت منها عين ماء سميت ماء زمزم وبدأت السيدة هاجر في جمع الماء في حوض وشربت منه حتى ارتوت هي وسيدنا إسماعيل.

– وقد قال رسول الله: (يرحمُ اللهُ أم إسماعيلَ، لو كانت تركت زمزمَ -أو قال: لو لم تغرف من الماءِ- لكانت زمزمُ عيناً معيناً).

– في رواية أخرى قيل (فإذا هي بصوت، فقالت أغث إذا عندك خير) فضرب جبريل بجناحيه الأرض فتفجّر

ماء زمزم

، وفي رواية (فبحث بعقبِهِ، أو قال بجناحِهِ، حتى ظهرِ الماءِ).

– بقيت ماء زمزم كما هي حتى جاءت قبيلة خزاعة عليهم وقاموا بدفن هذه المياه حتى يمحوا أثرها وبقيت هذه الماء مدفونة منذ ذلك الوقت إلى عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.


حفر بئر زمزم

– يعتبر عبد المطلب جد النبي عليه الصلاة والسلام هو أول من عثر على بئر زمزم بعد اختفاء هذا الماء عدة قرون من الزمان.

– شاهد عبد المطلب رؤية في منامه تخبره بحفر بئر ماء في مكان يسمى الطيبة التي سميت بهذا الاسم؛ إشارة إلى للطيبين والطيبات من ولد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

– قد حدد له مكان الحفر ببعض العلامات وهي:

1- بنقرة الغراب الأعصم، ومكانها بين الفرث والدم.

2- عند قرية النمل، وبالفعل بمجرد الحفر بدأت تظهر أمامه العلامات التي تدل على وجود البئر، فوجد عبد المطلب في وقتها قرية النمل ونقرة الغراب، ولكنه لم يجد الفرث والدم، وبعدها رأى بقرة تذبح في المكان الذي رسم له، فسأل هناك الفرث والدم، وقام بحفر البئر مكانها.


التضلع بماء زمزم

من السنن النبوية التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم هي التضلع بماء زمزم والتضلع هنا المقصود بها هو شرب الكثير من هذا الماء حتى الامتلاء ووصول الماء إلى الأضلاع.

وقد ذكر حديث في ذلك وهو (أنَّ

ابنَ عبَّاسٍ

قال لرجلٍ إذا شربتَ من زمزمَ فاستقبِلِ الكعبةَ واذكرِ اسمَ اللَّهِ وتنفَّس ثلاثًا وتضلَّع منها فإذا فرغتَ فاحمَدِ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- فإنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قالَ: آيةُ ما بيننا وبينَ المنافقينَ أنَّهم لا يتضلَّعونَ مِن زَمزَمَ)