قصص اسلامية للاطفال
قصة لا تكذب
يُحكي أنه كان هناك في يومًا ما رجل أثم اعتاد فعل الكثير من المعاصي فكان يشرب الخمر ويلعب
الميسر
ويسرق يزني ولا يصلي ، ولكنه في نفسه كان يشعر بالاستياء من أفعاله وفكر في
التوبة
، ولكنه كلما حاول أن يتوب عن المعاصي لا يستطيع الاستمرار فيعود مرة أخرى لارتكاب المعاصي .
وفي يوم قرر أن يذهب لشيخ في بلد بعيد ويسأله عن طريقة تساعده على التوبة ، وعندما وصل إلى الشيخ وحكى له قصته ، قال له الشيخ ، سوف أدلك على مجموعة من النصائح حتى تتوب إلى الله ، ولكن لي شرط واحد هو أن تتوقف عن الكذب قبل أن تعود إلى مرة أخرى ، فوافق الرجل ، فبدأ الشيخ ينصحه بعدة نصائح وفي النهاية انصرف الرجل وعاد إلى قريته وهو ينوي العمل بنصيحة الشيخ .
ولكنه عندما وصل إلى بلدته وجد أصدقائه القدامى يشربون الخمر فراودته نفسه أن يذهب ليشرب معهم ، ولكنه تذكر أنه سوف يعود للشيخ ولن يستطيع أن يكذب عليه فانصرف بسرعة وابتعد عنهم ، وكان كلما حاول أن يرتكب معصية أخرى تذكر أنه سوف يعود للشيخ ولن يكذب عليه كما وعده ، وتذكر أيضًا أنه سوف يموت ويقف بين يدي الله ولن يستطيع أن يكذب أبدًا وأنه حتى لو حاول الكذب فسوف تشهد عليه يديه ورجليه ولسانه وكل حواسه التي استخدمها لارتكاب الذنوب ، فامتنع عن ارتكاب الذنوب وواظب على الصلاة و تاب إلى الله توبة نصوحة وقد أدرك أن الكذب هو بداية كل المعاصي .
العبرة من تلك القصة :
هذه القصة مليئة بالعبر الهامة والمفيدة أولها أنه لا يجب أن نقنط أبدًا من رحمة الله مهما كان حجم ذنوبنا لأن الله يقبل التوبة الصادقة من عباده في أي وقت ، والعبرة الثانية أن
الكذب
هو مفتاح كل الشرور لذلك لا يجب أن نكذب أبدًا ، والعبرة الثالثة أننا يجب أن نبتعد عن أصدقاء السوء لأن جلوسنا معهم سوف يدفعنا إلى ارتكاب المعاصي .
قصة الساقي والملك
يحكى أنه كان هناك ذات يوم رجل يسمى محمد يعمل سقا في السوق ، أي أنه كان يبيع الماء للمارة ، وكان محمد يتميز بالنظافة وحسن الكلام أيضًا فكان يروي للناس نوادر وحكايات طريفة ، وقد اشتهر كثيرًا بين الناس حتى وصلت أخباره إلى الملك ، وعلى الفور أرسل الملك في طلبه .
وقال الملك لمحمد لقد سمعت عنك كثيرًا ولذلك قررت أن أجعلك الساقي الخاص بالملك ، لذلك يجب أن تأتي كل يوم إلى مجلسي لتسقيني وتسقي ضيوفي ، ثم تجلس معي لتحكي لي نوادرك التي تحدث عنها الناس ، فقال ه محمد سمعًا وطاعة يا مولاي .
وذهب محمد إلى زوجته وهو سعيد وأخبرها أنه حصل على عمل لدى الملك لتحضر له أفضل ثيابه ، وفي اليوم التالي ارتدى ملابسه وذهب إلى قصر الملك في الصباح الباكر ، وبدأ يقدم الماء للملك وضيوفه ، وبعد أن ينتهي يجلس بجوار الملك ليحكي له أخبار الناس ،وقد أعجب الملك كثيرًا بحكاياته لدرجة أنه بدأ يستشيره في بعض الأمور .
وكان للملك وزيرًا كان مقربًا منه قبل أن يأتي محمد إلى القصر ، وقد شعر هذا الوزير أن محمد أصبح أقرب للملك منه وأنه لم يعد رفيق الملك المفضل كما كان ، فدبت الغيرة في قلبه ، وفكر في حيلة ليتخلص من محمد وتعود مكانته لدى الملك كما كانت .
وفي يوم بعد أن انتهى محمد من عمله في القصر وهم بالخروج ، قابله الوزير واستوقفه ، وقال له إن الملك يشعر بالضيق من رائحة فمك الكريهة ، فقال له محمد من الغد سوف أضع لثام على فمي حتى لا أؤذي الملك ، وبالفعل لف محمد جزء من عمامته حول فمه وهو ذاهب إلى الملك ، فلما رآه الملك تعجب من أمره ولكنه لم يسأله .
ولكن الوزير الخبيث اقترب من الملك وقال له لقد سمعت الساقي يتحدث مع أحد الناس ويقول أن رائحة فم الملك كريهة لذلك سوف أضع لثام وأنا ذاهب إلى قصره ، فشعر الملك بالضيق وذهب فأخبر زوجته ، فقالت له زوجته إن هذا الساقي قد تطاول على الملك ويجب أن تقطع رأسه .
فقرر الملك أن يقطع رأس الساقي ، وفي اليوم التالي طلب الجلاد وقال له أريدك أن تقطع رأس الرجل الذي سوف يخرج من مجلسي وهو يحمل باقة الزهور ، فانتظر الجلاد عند باب القصر ، وبعد أن انتهى محمد من عمله وذهب ليستأذن الملك في الانصراف أعطاه الملك باقة ورد .
فرح محمد بالباقة ولكنه قبل أن يصل للباب قابل الوزير ، فسأله الوزير عن الباقة التي يحملها ، فقال له أنها هدية من الملك ، فاغتاظ الوزير وقال له إن هذه الباقة من حقه هو ، فأعطاه محمد الباقة وانصرف ، ولما هم الوزير بالخروج من باب القصر ، قام الجلاد بقطع رأسه .
وفي اليوم التالي ذهب محمد إلى مجلس الملك وهو يلف عمامته حول فمه كالعادة ، فتعجب الملك وقرر أن يسأله عن اللثام الذي يضعه حول فمه ، فقال له إن الوزير قد أخبره أن الملك يكره رائحة فمك ، وأنه قرر أن يضع اللثام حتى لا يؤذيه ، فسأله الملك عن باقة الورد فقاله له أنه أعطاها للوزير لأنه قال له إنه أحق بها منه ، فضحك الملك وقال بالفعل هو أحق بها منك !
العبرة من القصة :
إن الحسد و
الحقد
يهلكان صاحبهما قبل أن يضران بالآخرين ، وأن كل إنسان يجب أن ينظر إلى النعم التي من الله عليه بها ، ولا يحسد الآخرين على النعمة التي تصيبهم .