تعامل الأم مع نوبات الصرع أثناء الحمل
حلم كل امرأة أن تحمل طفلاً سليما معافى بين ذراعيها ، لذا تعد الرعاية الصحية الجيدة واحدة من الواجبات الرئيسية للمرأة في الأشهر التسعة التي يقضيها الطفل في رحمها ، ولتكون قادرة على تقديم الأفضل لطفلها يجب أن تكون الأم نفسها سليمة جسديا وعقليا ، وبغض النظر عما إذا كانت الأم مصابة ب
الصرع
قبل الحمل أو ما إذا كانت قد أصيبت بالمرض خلال فترة حملها ، فإن الحقيقة هي أن ذلك سيكون له تأثير على حملها .
ما هو الصرع
الصرع هو حالة تتعطل فيها الخلايا العصبية في
الدماغ
، وهذا يسبب حدوث النوبات ، ووتيرة حدوث النوبات تختلف من شخص لآخر ، وهو حالة طبية لا يمكن علاجها ، وبفضل العلاج المناسب وتعديلات أسلوب الحياة ، من الممكن الحفاظ على تواتر حدوث النوبات ، وهو حالة شائعة جدًا وفي كل عام يعاني منها أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء البلاد ، وتؤثر هذه الحالة على كل من الرجال والنساء ، وقد تزداد صعوبة الأمر بالنسبة للنساء الحوامل .
هل الصرع يؤثر على احتمالية الحمل
خلافا للاعتقاد الشائع ، ليس للصرع تأثير كبير على
خصوبة المرأة
، وأكدت دراسة أجريت على النساء المصابات بالصرع أن 90٪ منهن يمكن أن يحملن ، وهذه الأرقام قريبة جدا من النساء الغير مصابات بالصرع ، وقد أجريت هذه الدراسة على النساء من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الأخلاقية وهذا يثبت حقيقة أن الصرع ليس له علاقة كبيرة بالخصوبة .
أعراض الصرع أثناء الحمل
الصرع يمكن تشخيصه بسهولة ، على الرغم من أن الاختبارات المعملية قد تكون مطلوبة لتأكيد النتائج ، إلا أن الأعراض في معظم الحالات واضحة للغاية ، فالنساء الحوامل اللواتي يعانين من الصرع يعانين من تقلص
العضلات
التي تشبه التشنجات العضلية ، عادة ما تكون هذه التشنجات متباعدة للغاية ، بخلاف ذلك هناك شعور عام بالضيق والتعب ، قد يكون هناك قضم للسان وفقدان السيطرة على المثانة وهي أمور تعاني منها النساء المصابات بالصرع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل .
وعلى مدى شهور الحمل قد تعاني الحامل من ضيق في التنفس وفقدان الوعي ، فإذا واجهت الحامل واحد أو أكثر من هذه الأعراض المذكورة أعلاه ، فيجب عليها استشارة الطبيب على الفور .
خطورة الصرع على الحمل
تعد النوبات الصرعية التأثير الأكثر وضوحًا الذي يمكن أن يرتبط بالصرع أثناء الحمل ، ووجود هذه النوبات يعني أنه من المحتمل جدا أن تسقط الأم ، وفي كثير من الأحيان قد يحدث هذا دون إنذار مسبق ، وكما هو معروف فإن السقوط على البطن خاصة في المراحل المتقدمة من الحمل قد يكون خطيراً جداً .
على الرغم من أن الطفل محمي بواسطة السائل الأمنيوسي داخل البطن ، إلا أن الانخفاض المفاجئ للضغط المرتفع قد يكون له تأثير سلبي عليه أو عليها ، وفي الحالات القصوى قد يؤدي ذلك إلى شكل من أشكال الإعاقة أو العجز مدى الحياة على الطفل الذي لم يولد بعد ، وبالتالي إذا كانت الأم تعرف أنها مصابة بالصرع ، فمن المستحسن دائمًا ألا تسافر كثيرًا .
تجنب أن تكون بمفردها في أي وقت من الأوقات ، هذا سيضمن أنه حتى لو كان لديها نوبة صرع ، سيكون هناك شخص قريب ليعتني بها ويراعي طفلها .
بعض الأدوية التي تؤخذ للسيطرة على النوبات قد لا تكون آمنة بالنسبة للطفل الذي لم يولد بعد ، هذا بالتأكيد يشكل خطورة كبيرة ، ويعد السبيل الوحيد للخروج من هذا هو إبقاء أطبائك على علم بحالتك .
تعامل الأم مع نوبات الصرع أثناء الحمل
أول شيء يجب القيام به هو محاولة الوصول لأقرب كرسي أو سرير ، فقد يتسبب السقوط على الأرض في حدوث ضرر طويل الأمد للطفل ، وبقاء الأم مع اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻮﺟﻮدﻳﻦ الذين لديهم علم بحالتها ﺣﺘﻰ يمكنهم نقلها إﻟﻰ الطبيب إذا عانت ﻣﻦ ﻧﻮﺑﺔ ، وستكون فكرة جيدة إذا كانوا على علم بأدوية الإسعافات الأولية أيضًا .
كيف يؤثر الصرع على الطفل
ليس جانب السلامة من السقوط هو الشيء الوحيد الذي يجب القلق بشأنه في حالة حدوث نوبة صرع ، فهناك مجموعة من الأشياء الأخرى التي يمكن أن تحدث نتيجة لأن تكون المرأة الحامل تعاني من نوبة صرع ، ففي معظم الحالات ، يمكن أن يؤدي الصرع إلى
انفصال المشيمة
عن الجدار الداخلي للرحم ، وهذه الحالة تعرف طبياً باسم “تمزق المشيمة” والتي قد تكون مميتة بالنسبة لطفل لم يولد بعد ، بخلاف ذلك ، فإنه بسبب عدد من العيوب الجنينية ، وفي الحالات القصوى ، قد يؤدي إلى
الإجهاض
.