ماهي الموقوذة
هناك عدد من الضوابط وضعها الله جل و على من أجل تعريف المسلمين الطعام الذي يحل لهم تناوله ، و كذلك الطعام المحرم تناوله ، و كان من بين المحرمات الموقوذة ، فما هي
الموقوذة
؟
تعريف الموقوذة
الموقوذة هو مصطلح ديني ورد في
القرآن الكريم
، والمقصود بها البهيمة التي ماتت بسبب الضرب المبرح، وتلك البهيمة يحرم أكلها وفقا للشريعة الإسلامية، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
سبب تحريم الموقوذة
قد حرم الدين الإسلامي كل طعام متسبب في أضرار وفساد للإنسان الذي كرمه الله، فالسبب الذي وراء تحريم الموقوذة هو أنه أنسجتها قد تلفت، واحتوائها على عدد كبير من المواد السامة، التي نتجت عن احتقان الدماء في جسدها، والذي يتسبب بدوره في زيادة
الجراثيم
وتراكمها في جسدها.
ما حرم على المسلمين اكله
– قد حرم الله سبحانه وتعالى أيضا إلى جانب الموقوذة؛ المتردية والنطيحة والمخنقة، فالمخنقة هي من ماتت مخنوقة سواء بالإتفاق أو عن قصد، من خلال تقيدها بوثائق تتسبب في موتها، فتصبح محرمة، أما النطيحة فهي الميتة بسبب تعرضها للنطح من غيرها، فتصبح محرمة، وحتى إن جرحت من خلال قرن تسبب في خروج الدم منها حتى لو كان من مذبحها.
– والمتردية هي مصطلح ذكر في القرآن الكريم أيضا ومشار إليه بتلك البهيمة التي سقطت من ارتفاع شديد العلو مثل حائط أو جبل أو ما شابه ذلك، أو سقوطها في بئر، وتعتبر محرمة أيضا وفقا للشريعة الإسلامية.
– وما أكل السبع، المقصود بها ما تم الإعتداء عليها من قبل ذئب أو أسد أو فقد أو كلب أو نمر، فقم بأكل جزء منها مما أدى إلى موتها فتعتبر محرمة، وإن سال منها الدماء حتى لو كان من مذبحها فتعتبر حرام ولا يجوز أكلها إلا بإجماع، فهي مقدور عليها، ويجب فيها التذكية من خلال قطع المريء والودجين، كما هو معروف، وكان الناس أيام
الجاهلية
يأكلون ما أبقى السبع من البعير أو الشاه أو البقرة وما إلى ذلك، فقام الله بتحريم ذلك الأمر على المؤمنين.
المستثنى من محرمات الطعام
– وبعد كل تلك المحرمات أعقبهم الإستثناء في قول الله تعالى: (إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ)، حيث يقول
الحافظ ابن كثير
رحمة الله عليه: هو (عائد على ما يمكن عوده عليه) حيث أن الإستثناء إذا تعقب ألفاظا أو جملا، فبذلك يعود على الكل، أو حتى على الأخير، أو يعود على ما هو ممكن العودة عليه، كما قال الحافظ ابن كثير: (عائد على ما يمكن عوده عليه مما انعقد سبب موته فأمكن تداركه بذكاة، وفيه حياة مستقرة، وذلك إنما يعود على قوله: {وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ}، وقال علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس
في قوله: {إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} يقول: إلا ما ذبحتم من هؤلاء وفيه روح، فكلوه فهو ذكي)، ومعناه مذكى.
– والمقصود بالإستثناء إذا جاء عقب جمل فبذلك يكون على خلاف بين أهل العلم، فهل هو عائد على الأخير أم على الجميع أم على ما يمكنه العودة عليه مثل ما ورد في القذف: (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا)، (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) فالتوبة لا يمكنها التأثير في الجلد، ولكن لابد من جلده، حيث أنه حق مخلوق، وهذا متفق عليه حيث لا يسقط عنه حكم الجلد في حالة توبته، أما عن ارتفاع الوصف وهو الفسق، فيرجع إليه الإستثنا من خلال الإتفاق، وبعد هذا قبول الشهادة وهو ما بينهما، فإذا قلنا أن الفسق هو الوصف المانع من قبول الشهادة، فارتفع، فيعد ذلك السبب في ترجيح قبول الشهادة.
– وهناك بعض العلماء يقولون أن ذلك الإستثناء يعود فقط على الجملة الأخيرة، والدليل على ذلك هو ارتباط الشهادة بالتأبيد، وفي كل الحالات فإن ارتفاع الوصف المانع هو الفف من قبول الشهادة، مما ترتب عليه ثبات قبول الشهادة، وهذا هو المتوقع.
الميتة و الدم المحلل أكلها
– وهناك عدد من الأشياء الميتة التي أحلها الله لنا نقلا عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ) رواه أحمد وابن ماجه.
– وتلك الحديث يبيح لنا أكل الدماء على صورة الكبد و
الطحال
فقط ولكن هذا ليس معناه أكلهما من الميتة أو الموقوذة أو المتردية أو النطيحة، معنى الحديث الشريف هو أن كل الدماء محرمة أكلها إلا الكبد والطحال، فأكلهما مباح وحلال، ولكن يشترط أن يكونا من بهيمة تم ذبحها بطريقة شرعية وفقا للشريعة الإسلامية، وغير ذلك يعد حرام، والطريقة الشرعية للذبح هي قطع الودجين، والمريء وهو مجرى الشراب والطعام، والحلقوم وهو مجرى التنفس.