اقتباسات من ” رواية العصفورية ” لغازي القصيبي
العصفورية هي رواية عربية شهيرة للكاتب والمؤلف الدكتور
غازي القصيبي
، ولقد حازت هذه الرواية على شهرة واسعة بين مواطني جميع الدول العربية، وقد استخدم النقد الساخر في هذه الرواية بكثرة مما جعل كل من يقرأها تؤثر فيه بشكل ما.
غازي القصيبي
هو غازي بن عبد الرحمن القصيبي من موالدي المملكة في الثاني من مارس عام 1940، عاش في بداية حياته في منطقة
الأحساء
لكنه سرعان ما انتقل إلى دولة البحرين الشقيقة ليتلقى تعليمه في عاصمتها المنامة، أنهى غازي بن عبدالرحمن تعليمه الأساسي والثانوي في المنامة بالبحرين ثم انتقل إلى عاصمة جمهورية مصر العربية
القاهرة،
والتحق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة وتخرج منها، وقام بعدها بدراسة الماجستير وحصل عليه من جنوب
كاليفورنيا
بالولايات المتحدة الأمريكية.
لم يكن الدكتور غازي القصيبي يرغب بدراسة الماجستير بجامعة جنوب كاليفورنيا لكن الظروف اضطرته للدراسة فيها، ثم قرر دراسة الدكتوراه في العلاقات الدولية فالتحق
بجامعة لندن
من أجل هذا الأمر، أما حياته العملية فلقد تقلد الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي العديد من المناصب، ففي عام 1965 فلقد عمل كمدرس مساعد في
جامعة الملك سعود
في كلية العلوم الإدارية، كما عمل في العديد من الوزارات مثل وزارة الدفاع ووزارة المالية ووزارة الطيران، وعمل كمستشار قانوني في العديد من مكاتب الاستشارات القانونية بالمملكة .
كما عمل الدكتور غازي القصيبي في عام 1972 كعميد لكلية الإدارة بجامعة الملك سعود، وارتقي في العديد من المناصب إلى أن عين في عام 1982 وزير لوزارة الصحة في المملكة . ثم في عام 1984 عين كسفير سعودي في دولة البحرية الشقيقة، وبعدها عين كسفير للمملكة في بريطانيا، وكان آخر المناصب التي التحق بها الدكتور غازي القصيبي عمله كوزير للعمل في عام 2005 ميلادية.
مواقف طريفة في حياة الدكتور القصيبي
عندما كان الدكتور غازي القصيبي يعمل كوزير للكهرباء انقطع النور عن أحد المناطق في المملكة، وكان للدكتور القصييبي عادة حميدة إذ كان يحب أن يتلقى شكاوي الناس بنفسه، وفي إحدى الأيام قام الدكتور القصيبي بالرد على أحد المتصلين من أجل الشكوى، فقال المتصل لو أن وزير الكهرباء يترك الشعر والأعمال الأدبية ويركز في وزارته لما انقطعت الكهرباء الآن، فقال الدكتور القصيبي شكرا لقد وصلت الرسالة للوزير، فقال المتصل ماذا تقصد قال الدكتور القصيبي أنا الوزير، فطلب منه المتصل أن يحلف بالله أنه هو وزير الكهرباء، فحلف الدكتور القصيبي فصدم المتصل ولم ينبت ببنت شفه ثم ما لبث أن أغلق الهاتف من الصدمة.
أعمال الدكتور غازي القصيبي الأدبية
كان الدكتور غازي القصيبي محبا للأدب والشعر بدرجة كبيرة، وكان يميل إلى الكتابة والتأليف إلى أن أصبح واحد من أشهر الأدباء في المملكة العربة السعودية، وكان أشهر الدواوين الشعرية له ديوان بعنوان معركة بلا راية، حيث نشر هذا الديوان عام 1970 وما أكسب هذا الديوان شهرة هو الضجة التي أثيرت عليه بعد نشره، فلقد اشتكاه الكثيرين إلى خادم الحرمين الشريفين آن ذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز، لكن الملك بحكمته لم يستمع إلى آراء الحاسدين الذين طلبوا من الملك أن يصدر قرارا بمنع هذا الديوان، لكن الشكاوى لم تتوقف مما جعل الملك فيصل يأمر بإنشاء عدة لجان لمناقشة هذا الديوان، وكانت آخر لجنة شكلت من أجل هذا الغرض مكونة من وزير المعارف ووزير الحج والأوقاف ووزير العدل، وقام هؤلاء بدراسة الديوان ولم يجدوا فيه شئ مخالفا لدين أو عرف فما كان من الملك فيصل إلا أن رفض هذه الشكاوي الغير صحيحة.
وبعد هذا الديوان صدر للدكتور غازي القصيبي العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ديوان صوت من الخليج وديوان أشعار من جزائر اللؤلؤ، كما صدر لكاتبنا العديد من الروايات نذكر منها رواية شقة الحرية ورواية سعادة السفير ورواية دنسكو ورواية أبو شلاخ البرمائي ورواية الجنية، ورواية العصفورية التي نحن بصدد الحديث عنها بعد قليل.
ولقد أجمع النقاد على أن رواية شقة الحرية ورواية العصفورية هما أفضل روايتين قام الكاتب غازي القصيبي بتأليفهما، أما بالنسبة للدواوين الشعرية فيعد ديوان معركة بلا راية هو أفضل دواوين الدكتور غازي القصيبي بلا منازع، ولم يكتفي الدكتور القصيبي بالكتابة والتأليف في الشعر و
الرواية
فقط، ولكنه قام بتأليف كتاب يحمل عنوان حياة في الإدارة، ولقد لاقى هذا الكتاب شهرة كبيرة جدا وانتشارا ساحقا
ملخص رواية العصفورية
تدور أحداث رواية العصفورية في مصحة نفسية بلبنان بالتحديد في بيروت، والرواية كلها تروى أحداث وقعت خلال 20 ساعة فقط داخل المستشفى، حيث يقوم المريض والذي يطلقون عليه لقب بروفسور بطرح العديد من الأسئلة على الدكتور المعالج وهو الدكتور سمير ثابت.
في البداية يلتقي المريض بالممرض الخاص به ويبدأ يسأله عدة أسئلة، ومن خلال الأسئلة تشعر أن المريض يعيش في زمن آخر، فهو يسأل عن أشخاص قد فارقوا الحياة وهم ليسوا اشخاص عاديين بل هم سياسيين مشهورين في لبنان، ويتضح أنه لا يعرف من هو رئيس جمهورية لبنان الحالي.
بعد هذا الحوار يذهب البروفيسور للجلسة العلاجية على يد الدكتور سمير ثابت، وفور دخوله يسأل المريض الدكتور عن كميل شمعون والطريقة التي مات بها، ويحكي للطبيب أنهم كانوا أصدقاء ويقضون مع بعض أوقات جميلة.
منذ بداية الرواية يوحي لنا الكاتب أن البروفيسور شخص مجنون لذا علينا أن نتقبل كل ما يقوله، لكن مع مرور الوقت والأحداث، يتضح لنا أن البروفيسور مجرد فكرة مجردة، وأن كل الشخصيات المعروفة التي ادعى معرفته بها ما هي إلا لهذا الغرض.
فطول الرواية يقص علينا البروفسور صداقات جمعته مع سياسيين ومشهورين من الشرق والغرب، أشخاص ماتوا منذ مئات السنين وأشخاص لم يمر على وفاتهم إلا القليل، فرتاه تارة يقص صداقته بالخديوي إسماعيل ورفاعة الطهطاوي وتارة يقص حكاياته مع سياسيين أجانب.
الرواية تدور بينا بين رحى الخيال والواقع وتلقي على من يقرأها برداء الاستمتاع فلا يستطيع أن يتركها دون أن ينهيها.
اقتباسات من رواية العصفورية
- ” كل هذا الجلال و كل هذا الجمال ! يقشعر جسدي إذا فكرت في هذا الكون فكيف إذا فكرت بخالقه ؟ لانعرف حجم الكون يا حكيم ولا نعرف تاريخه .. تخمينات، الله وحده العالم ومع هذا، يا حكيم ما أكثر الذين يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء. يحكمون على كل إنسان ويبتون في كل قضية ويفتون في كل معضلة, تصور غرور هذا المخلوق الذي يعيش في مجموعة شمسية يحتاج الضوء إلى أكثر من 2700 سنةلكي يصل إلى منتصفها, وهناك غيرها مليون مجموعة شمسية أخرى . أقول تصور غرور هذا المخلوق الذي يعيش في هذا الكون الشاسع ويعتقد أنه يعرف كل شيء .. سبح لخالق هذا الملكوت ,يادكتور ،واركع واسجد واخش”
- ” إذا أردت لموضوع أن يموت فشكّل لهُ لجنة”
- “لا بد أن هناك في أعماق كل إنسان حيواناً ماشوستياً يهوى أن يعذّب.”
- “إن الخواء والحزن اللذان يقهرا فعل الحب يحيلانه في النهاية ليصبح غير مرغوب فيه”
- “تتباهى المدن الأخرى بتواريخها المجيدة بتكبر غير لائق، ربما لتخفي ندوب الحرب خلف مظاهر خادعة”