خطبة محفلية قصيرة
هناك الكثير من خطباء المساجد ، وخاصة الشباب ، يحتاجون للتوجيه والمساعدة ، فمعظمهم لا يمكنهم معالجة بعض القضايا المطروحة على الساحة من خلال الخطاب الديني ، فنجد بعض الخطباء الشباب يقومون بحفظ بعض الخطب لكبار المشايخ ، ويلقونه عن ظهر قلب دون مراعاة المكان والثقافة الواضحة على مكان الخطبة ، فنلاحظ عدم لفت الخطبة لانتباه غالبية الحضور فمنهم من يشرد ، ومنهم من يغفو حتى انتهاء
الخطبة
، ويجب أن يراعي الخطيب عدم الدخول في مواضيع موضوعة ليس لها أساس من الصحة ، ولا يمكنها أن تمد للواقع بصلة فهناك الكثير من الأحاديث الموضوعة التي لاسند لها ، والكثير من القصص والخرافات المنتشرة على ألسنة محرفين الدين .
أداب الخطاب الديني
-مراعاة المشاكل الخاصة بكل مجتمع ، والسعي لحلها من خلال البحث عن حلول في المصادر الإسلامية ، ثم صياغة الخطبة بعد الرجوع للأصول التشريعية .
-عند وجود حصيلة كبيرة من الخطب على الخطيب اختيار المناسب مع القضية المطروحة سواءً كانت قضية اجتماعية ، أو تعبدية ، أو أخلاقية ، بالإضافة لذلك يمكنه إثراء الخطب الحالية بالمزيد من البحث والتأمل .
– يمكن للخطيب البدأ في البحث عن الخطبة والإعداد لها قبل إلقائها بأسبوع ، وهذا الوقت يمكنه فيه الرجوع للقرآن والسنة ، وإضافة نصوص جديدة لموضوع الخطاب ، وعدم اتذبذب بين المواضيع .
– عند تحديد موضوع الخطبة يستطيع الخطيب مراجعة تفسير الأيات وشرح الأحاديث ويمكنه التأكيد على حفظ تلك الأيات من خلال تلاوتها في صلاته على مدار الأسبوع ليتمكن من تلاوتها بسلاسة أثناء الخطبة .
– يحتاج الخطيب اللجوء لكثير من التفاسير لكبار الشيوخ مثل
القرطبي
، والظلال ، وتفسير المنار ، كما يمكنه الرجوع لكتب الحديث الصحيحة كصحيحي المسلم و
البخاري
، كما يجب للخطيب أن يمتلك مكتبة تحتوي على كتب الفقه وأصوله ، والسيرة النبوية ، كذلك عليه أن يكون لديه كتب للتاريخ الإسلامي ، فعلى الخطيب السعي المستمر في أن يثقف نفسه ويثقل معلوماته الدينية والتاريخية .
– على الخطيب مناقشة موضوع الخطبة مع أحد زملائه للتأكد من قوة أدلته وبراهينه .
– على الخطيب أن يتقبل كل نقد وتوجيه ، دون أن يشعر بالغضب .
أهداف الخطاب الديني
-يمكن أن تكون الخطبة بياناً للسلوك الشرعي السديد الذي يجب على المسلمين اتباعه عند مواجهة شتى أنواع المصائب .
-بيان الدروس المستفادة من
هجرة الرسول
.
– تكون تذكير للناس بنعم الله ووجوب شكرها .
– القضاء على المخاوف التي يعاني منها المسلمون في البلاد التي بها أقليات من اليهود والنصارى .
– علاج الأمراض الإجتماعية والنفسية .
– شرح أهمية الزكاة باعتبارها ركن من أركان الإسلام ، وخطورة عدم تطبيقها بطريقة تتوافق مع النصب الإسلامية .
– يمكن ن يكون الخطاب الديني وسيلة لنشر تعاليم الإسلام في زمن الفتن .
– كذلك ممكن للخطب أن تحتوي على مفاهيم للصداقة والأخوة ، والمحبة في الله ، أو عن
الزواج
، أو عن الفوز ، والتقدم العلمي للتأكيد على دور الإسلام في دعم كل معالم حياة البشر .
نماذج لخطب محفلية قصيرة
خطبة عن المحبة في الله
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن أسباب بناء جسور المحبة بين قلوب الناس ، لين الكلام ، والبسمة في وجه أخيك ، والمصافحة ، والملاطفة ، ففي البخاري (قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ
عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – “الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ “
وفي سنن الترمذي (عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا )
وفي المعجم للطبراني (عن أنس قال كان أصحاب النبي : (إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا )
أيها المؤمنون
وننهي حديثنا بما بدأنا به ، كما أورده مسلم في صحيحه
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
)لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ )
-خطبة محفلية عن الصداقة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي كرم الإنسان وفضله
وصلى الله على رسوله المعلم الجليل والمربي الكريم.
أما بعد . أيها الحفل الكريم :
في لحظة من لحظات النعيم ، في زمن من أزمنة الألفة
نلتقي هذا اليوم
لنعيش لحظات تكريم الطلاب المتفوقين .
أيها الحضور الكريم :
إن العلم والمعرفة هما السلاح
الفاعل الأمثل لمواجهة مصاعب الحياة ، أيها المربون
تلمسوا الجرح وضمدوه وصفوا الدواء وتابعوه .
أيها الأب الفاضل ارسم لابنك القدوة الحسنة في العبادة
والحياة . أيها التلميذ النجيب أنت المشعل المنير الذي
ينير المجتمع ، فلتكن نموذجاً رائعاً للابن البار والطالب
المثالي .
لنكن جميعاً – آباء وأبناء و معلمين – مشاعل هدى
وصلاح للمجتمع كله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خطبة محفلية عن بر الوالدين
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين،وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد عباد الله: فبرُّ الدين لا ينقطع بموتهما -ولله الحمد- بل هو متصل بعد الموت، وذلك بالدعاء لهما، و
الصدقة
عنهما، وصلة رحمهما، والإحسان إلى صديقهما، فقد أخرج الإمام أحمد من حديث مالك بن ربيعة الأسلمي قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: هل بقي عليّ من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به؟! قال: “نعم، خصالٌ أربع:
الصلاة
عليهما، و
الاستغفار
لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، و
صلة الرحم
التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهذا الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما”.
وأخرج مسلم في صحيحه أن ابن عمر -رضي الله عنهما- لَقِيَهُ رجل بطريق مكة فسلم عليه عبد الله وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه، قال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك الله، إنهم الأعراب، وإنهم يرضون باليسير، فقال عبد الله: إن أبا هذا كان ودًّا ل
عمر بن الخطاب
، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إن أبرّ البر صلةُ الرجل أهل ود أبيه”.
ولعلَّ اجتهادك في برهما بعد موتهما يمحو تقصيرك في حقهما حال حياتهما، فعَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ الْعَبْدَ لَيَمُوتُ وَالِدَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا، وَإِنَّهُ لَهُمَا لَعَاقٌّ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو لَهُمَا، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى يَكْتُبَهُ اللهُ بَارًّا ” أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.
فعلى العبد أن يشرك والديه في دعائه، ولا يغفل عن الصدقة عنهما بعد موتهما، وصلة أرحامهما وأحبابهما، لعلَّ الله أن يتجاوز عن تقصيره في حقِّهما في حياتهما.
ربنا ارحم والدينا كما ربونا صغاراً.
عباد الله صلوا وسلموا…