تقرير عن منتزه جواثا بالاحساء
تقع مدينة جواثا السعودية في محافظة
الاحساء
شرق المملكة على بُعد 17 كم من الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الهفوف، حيث تتواجد شمال شرق قرية الكلابية، وتم تأسيس مدينة جواثا في 11 فبراير 2014، تضم مدينة جواثا ثلاث بلدات رئيسية وهم الكلابية والمقدام وحليلة، حيث تمتد إلى حدود بلدية الجرن وبلدية مخطط الصفا، وصولاُ إلى الواحة الخضراء في الجهة الجنوبية منها.
بدأ تأسيس مدينة جواثا السعودية بعد اعتماد مخطط تنظيمي لها والعمل على بناء مبنى خاصة للبلدية يلبي كافة الاحتياجات للمدينة وتكلف هذا المبنى وقتها 15 مليون ريال، وبعدها تم البدء في إنشاء الحدائق والوحداث السكنية، دون أن يتم طمس هويتها التاريخية، حيث أن أرض جواثا من أقدم المواقع وهي موقعاً غنياً تعاقبت عليه العديد من الأمم التي تركت المزيد من الآثار التاريخية.
تعتبر مدينة جواثا كنزاً تاريخياً للمملكة، لأنها كانت في القدم عبارة عن قصر أو حصن يستخدمه عبد القيس بالبحرين، وذكرت في كتاب صفة جزيرة العرب، وصفها الهمداني بأنها مدينة في البحرين، ودلّل على ذلك بالآثار وكسر الفخار والأدوات الحجرية التي عرفت بأنها تواجدت في العصر الحجري، واستقرت بها الأمم لغزارة العيون فيها وخصوبة تربتها الزراعية، وكانت جواثا محطة تجارية تمر بها القوافل المحملة
بالبخور
والعطور والسلع الثمينة، فهي تقع بعد ميناء العقير على
الخليج العربي
، ولها أهمية كبيرة قبل الإسلام وبعد الإسلام.
وتتميز مدينة الاحساء التي يتواجد بها منتزه جواثا الأثري بالطقس المعتدل، وأوضح الكثير من الزائرين للمدينة أن أفضل الأوقات لزيارتها تكون في الفترة ما بين شهر نوفمبر وحتى شهر مارس، ذلك لأن المدينة تتميز بالمناخ المعتدل الجيد وأن درجة الحرارة بها لا تتجاوز 25 درجة مئوية، ولكن هذا لا يعني أن هناك الكثير من الفعاليات في فصل الصيف تجعل الزائرين يستمتعون بها صيفاً وشتاءاً.
منتزه جواثا بالاحساء
يعتبر منتزه جواثا بالاحساء أجمل منطقة مصيف طبيعية في الاحساء بالمملكة، حيث أن تلك منطقة آثرية وكانت عاصمة الاحساء قديماً، تشتهر بوجود مسجد عبد القيس ومسجد جواثا الذي أقيمت فيه ثاني جمعة في الإسلام بعد مسجد الرسول صلَّ الله عليه وسلم، ومنتزه جواثا من المعالم الآثرية التاريخية القيمة بالمملكة يقع في شمال شرق مدينة
الهفوف
وشمال قريتي المقدام والكلابية، يتواجد على مساحة 2.000.000 متر مربع، وزرع بحوالي 20.000 شجرة متنوعة، كما أن مساحة الموقع المطروحة للاستثمار تبلغ 1.870.000 متر مربع، ويشتهر بكثرة وجود أشجار الأراك به.
ومنتره جواثا من أروع منتزهات الاحساء ويضم أكثر من 20 ألف شجرة بجانب المسطحات الخضراء، كما يضم بحيرة كبيرة تُمكن أفراد العائلة والأصدقاء من الاستمتاع بأخذ جولة بها عن طريق القوارب، ويحتوي المنتزه أيضا على ملاعب رياضية مجهزة بأقوى التجهيزات ومنطقة خاصة
بألعاب الأطفال
، وأهم ما يميزه وجود مسجد جواثا المسجد الآثري الذي أقيمت به ثاني صلاة جمعة في الإسلام، يعمل منتزه جواثا طوال أيام الأسبوع من السبت إلى الأربعاء منذ الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة الثانية عشر منتصف الليل، أما يومي الخميس والجمعة فيعمل على مدار 24 ساعة لإعطاء الفرصة للجميع بالاستمتاع بالعطلة وقضاء أوقات مميزة.
يحتوي منتزه جواثا السياحي على العديد من
المطاعم
والمقاهي المتنوعة والأكشاك، حيث يتميز بالطابع التراثي والثقافي الذي تظهر في كافة المناطق بداخلها، ويستمتع الزائرين به بقضاء الوقت في متابعة الأنشطة المختلفة والألعاب الرياضية المتنوعة، بالإضافة إلى وجود مناطق خاصة ومراكز للرياضات المتنوعة كالطيران الشراعي وركوب القوارب، ووجود مساحات مخصصة للتخييم الشتوي، ولعاشقي الصور و
التصوير
يستطيعون التقاط أروع الصور لروعة المناظر والمناطق بتلك المدينة الاثرية الرائعة.
مسجد جواثا
من المعالم الاثرية التاريخية التي تتواجد في مدينة جواثا في محافظة الاحساء بالمملكة، بني في عهد الرسول محمد صلَّ الله عليه وسلم وتشرف ببنائه سكان بلاد البحرين، حيث أنهم بادروا بالإسلام طوعاً وليس كرهاً، وتشرفوا بمدح النبي عليه الصلاة والسلام لهم، وجاء اسم المسجد من أصل كلمة جأث الرجل، وهذا يعني وجود حصن بالموقع يجعلهم يلجأون إليه عند الفزع، ويعتبر موقع جواثا الآن موقع كثبان رملية تظهر به الكثير من المنخفضات التي تدل على الإقامة في تلك المنطقة منذ قديم الزمان، وتوجد بالموقع أيضا مجموعة كبيرة من التلال الأثرية التي تغطيها الرمال وتنتشر فوقها أصناف عديدة من الأشغال الفخارية والخزفية، وكسر الزجاج الملون والأبيض الشفاف.
وظهرت أهمية مسجد جواثا في صمود المدينة في وجه المرتدين في السنة العاشرة للهجرة بعد وفاة النبي صلّ الله عليه وسلم، وتم اكتشاف هذا المسجد بالمصادفة تحت أساسات المسجد العلوي، ويقع في منتصف منتزه جواثا الأثري، استخدم في بناء المسجد الطوب اللبن، ويضم المسجد المتواجد حالياً رواق القبلة تحمله ثلاثة أروقة مدببة ورواق شرقي يضم ثلاثة أعمدة تحمل رواقين، ويتميز بالكوة المستطيلة التي توضع عليها المصاحف.
عين جواثا
وهي من المناطق الآثرية المتواجدة في جواثا يطلق عليها أهل جواثا اسم عين الجثي، والبعض يطلق عليها اسم عين أبي هريرة، وهي عبارة عن بئر محفورة في الصخور، يبلغ محيطها أربعة أمتار ونصف، وتحتوي اليوم على حجارة من الداخل.