مطويات عن النظام والترتيب
تعد قيمة النظام هي إحدى القيم السلوكية التي تحرص عليها المجتمعات ، وتعمل جاهدة من أجل غرسها في نفوس الأفراد ، وتربية النشئ الجديد عليها خاصةً أن كافة
الأديان السماوية
حثت عليها ، فالنظام ثمرات لن يشعر بها إلا المجتمع المنظم ، ولعل أبرزها ثمرة النجاح والرقي لهذا تهتم العديد من المؤسسات التعليمية والاجتماعية بتنمية تلك القيم من خلال القيام بالحملات الدعائية ، وعمل مطويات عن
النظام
والترتيب وغيرها من الأساليب التي ترسخ تلك القيمة العظيمة.
مطويات عن النظام والترتيب
المطوية هي عبارة عن إحدى المطبوعات غير الدورية ، التي تعتمد على الصور والعناوين بشكل أساسي ، وهي ورقة واحدة يتم طيها عدة طيات لتسهيل احتفاظ الأشخاص بها ، وغالبًا ما تكون
المطوية
عن منتج معين أو قيمة معينة ، والغرض من المطوية هو تعريف الفرد بالقيمة أو المنتج. فعلى سبيل المثال مطويات عن النظام والترتيب يمكن أن تحتوي على بعض العناوين الرئيسية عن تعريف النظام أهمية الترتيب وفوائده ، كيفية العمل بنظام وبعض الطرق التي يمكن إتباعها كما هو موضح بالأسفل.
يتضح من كل ما سبق أن قيمة النظام والترتيب إحدى القيم الضرورية في الحياة ؛ لبناء مجتمع ناجح وأشخاص نافعين ، لأن سلوك النظام والترتيب يخلق لدى النشء الثقة بالنفس ، ويجعل لديهم القدرة على الارتقاء بالذات واكتساب المهارات الاجتماعية كحل المشكلات والقدرة على الانجاز وإدارة الوقت وتحقيق معايير الأداء ، لأن كل هذه القيم وجهان لعملة واحدة هي عملة النظام والترتيب.
النظام والترتيب في الكون
لقد خلق الله سبحانه وتعالى
الكون
يسير وفق منظومة دقيقة ومحددة، فكل شيء في الكون لا يحدث عبثًا فحين نتأمل خلق الله سبحانه وتعالى سنجد أيات كثيرة توضح مدى النظام والترتيب ، فمثلًا فيتعاقب الليل والنهار نظام دقيق لا يختل ، في دوران الكواكب والشمس والقمر والنجوم نظام لا يختل وذلك وفقًا لقوله سبحانه وتعالى : {وَآيَةٌ لَّهُمُ الليْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ* وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرجُونِ الْقَدِيمِ* لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الليْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (سورة يس، الآيات 37/40) ، حتى العبادات التي شرعها الله تسير وفق نظام وقواعد ، فالصلوات لها عدد ومواقيت ونظام ، والحج له أركان وخطوات تسير وفق نظام مرتب ، وكذلك الصيام والزكاة.
النظام والترتيب في حياة المخلوقات
إذا تأملنا حياة البشر سنجد أن أجسادنا بها الكثير من آيات النظام والترتيب ، فالعقل يسير وفق ترتيب وتنظيم معين ، وأجهزة الجسم والحواس كلٍ منها يسير وفق قواعد ، وإن حادت عنها فيكون هذا نتيجة لخلل معين ، إن لم يتم علاجه يتأثر الجسد وقد يفنى ، وبالطبع لا يقتصر النظام على حياة البشر فحسب ، فهناك أيضًا مخلوقات أخرى أكثر نظامًا وترتيبًا ، ومن أشهرها النمل.
فتلك المخلوقات الضئيلة التي تبدو لنا للوهلة الأولى من أضعف المخلوقات ، تمتلك منظومة حياتيه رائعة فهي تسير في جماعات مرتبه ، وتنظم عملها فيما بينها ولا عجب أن الله سبحانه وتعالى اختصهم بالذكر في كتابه المجيد حين قال: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (سورة النمل ، الأيات 17/19).
فالنمل من أنشط الحشرات في التنظيم والترتيب فهو دائم العمل في بناء المستعمرات ؛ التي تسكنها من 15: 30 مليون نملة لكلٍ منها مهام متنوعة تختلف ما بين تخزين الطعام وتمهيد الطرق ورفع جثث الموتى والحماية وغيرهم من المهام الموجودة في أي مجتمع.
والغريب في حياة
النمل
هو ذلك الترتيب والتنظيم العجيب ، فالنمل يعمل في الصيف ويقم بتخزين ما يكفيه حتى انقضاء أيام الشتاء، ومن عجيب فطنته أن يقسم حبة البذور الواحدة قبل تخزينها حتى لا تنبت ويفسد طعامه، لهذا يعد النمل من أكثر الأمثلة على أن النظام هو سبيل النجاح في الحياة.
أهمية النظام في حياة البشر
لا يمكن أن تسير
الحياة
بوتيرة طبيعية دون إرساء قواعد النظام في حياة البشر ، حتى يستطيع كل فرد أن يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات ، فيفعل ما عليه وبالتالي يتقدم المجتمع. كما أن النظام يخلق المساواة و
العدل
بين الجميع وبالتالي لا يكون هناك مجال للضغائن بين الأفراد ، ويساعد الترتيب والنظام على سرعة الانجاز والفهم الصحيح للأمور. جدير بالذكر أيضًا أن النظام هو أحد الوسائل التي تبني شخصية الفرد وتجعله مؤهل للقيادة أو التأثير في الجماعة. فالنظام هو مقود السيارة الذي يصل بالمجتمع لبر الأمان.