حوار بين شخصين عن العلم والجهل

حوار بين شخصين عن

العلم

والجهل، يستمر الإنسان طوال مراحل حياته في اكتساب المعرفة والسعي وراء الحصول على أكبر قدر من المعلومات حول مختلف العلوم، فمنذ بداية البشرية وإلى الآن مازال الوعي في تطور، فيسعى البشر جميعا إلى تطوير قدراتهم المعرفية والعلمية، والجميع يعلمون أن العلم لا يتوقف عند مرحلة معينة ولا ينتهي مهما حدث، حيث أن العلم لا حدود له، وكثيرا ما يجهل الأفراد ويخسرون عندما يظنون أن الشهادة الجامعية هي نهاية مرحلة التعليم.

الجهل ظلام وعواقبه كثيرة سواء كانت تلك العواقب على مستوى الفرد نفسه أو على مستوى المجتمع والعالم ككله، فانتشار الجهل في منطقة ما يزيد من انتشار الأمراض المجتمعية بها التي تؤثر على المجتمع وأفراده، وهذا يؤدي إلى إلحاق الأضرار التي تحتاج إلى المزيد من الوقت حتى تختفي، وهذا ما يجعل العلم نور والجهل ظلام، فلابد أن يتعلم الإنسان ليمحي الظلام من حياته، فيظل الإنسان منذ ولادته إلى وفاته في حاجة إلى العلم واكتساب

المعرفة

.

حوار بين شخصين عن العلم والجهل

العلم والجهل كلمتان متضادتان، حيث يساعد العلم على تطوير الأوضاع الاقتصادية في المجتمعات ويؤدي إلى انخفاض نسبة الجرائم ومعدلات الفقر المرتفعة، وأيضا تقليل نسبة

البطالة

، بينما الجهل يؤدي إلى انتشار الأمراض وزيادة نسبة البطالة، ويجعل المجتمع بيئة خصبة لنمو الأحزاب، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ضياع المجتمعات وتدهورها، ونظرا لأهمية العلم سوف نقدم لكم حوار بين شخصين عن العلم والجهل لتوضيح الفروق المتواجدة بينهم وأثر وجود العلم في المجتمع وخطورة انتشار الجهل.

مازن : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف أخبارك عادل.

عادل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بخير الحمد لله.

مازن : لقد قرأت اليوم عن زيادة نسبة الجهل في العديد من المجتمعات وتفشي الأمراض الناتجة عن هذا الجهل، هل سبق لك وقرأت عن هذا الموضوع.

عادل : نعم لقد قرأت عن هذا الموضوع كثيرا، وعلمت أن هناك الكثير من الأفراد بداخل المجتمعات هم من يساعدون على تفشي الجهل وانتشار الآثار السلبية له.

مازن : بالطبع، ولكن كيف ينتشر الجهل في مجتمع به الكثير من المتعلمين وخريجي الجامعات.

عادل : العلم لا ينتهي على مدى معين، فلا يعني وجود مجتمع به نسبة كبيرة من المتعلمين وخريجي الجامعات أن المجتمع لا يعاني من الجهل، فالخطأ الذي يرتكبه الكثيرين من يظنون أن نهاية التعليم هو الحصول على الشهادة الجامعية، وهذا بالطبع خطأ كبير.

مازن : ولكن يا عادل ليس من السهل أن يتعلم الأفراد بعد الحصول على

الشهادة الجامعية

.

عادل : التعليم يبقى دائما وأبدا وفيه كل وقت، فالإنسان يحتاج في كل لحظة إلى تعلم خبرات جديدة واكتساب معارف جديدة ومعلومات تساعده على التطور والتقدم، ليفيد غيره ويفيد مجتمعه.

مازن : بالطبع العلم يؤكد على أن الناس متساويين لا فرق بينهم، ويضع الجميع على أرضية واحدة، ويخلق العلم أيضا أرضية للمفاضلة بين الأفراد بناء على الأخلاق الرفيعة ومدى الاندماج في المجتمعات.

عادل : أكيد التعلم دائما ينور الطريق لصاحبه ولمجتمعه، ويساعده على النهوض بنفسه وبمن حوله، ولكن

الجهل

يصعب من قدرة الإنسان على مسايرة أمور حياته، فالعلم يسهل حياة الفرد والجهل يعرقل مسيرة حياته.

مازن : ترى ما هو الدليل على أهمية العلم بالنسبة للمجتمعات؟.

عادل : العلم يساعد الفرد على استغلال كافة الثروات الطبيعية وكافة الإمكانيات المتاحة له من أجل توظيفها في عملية التقدم والتطور، وأكبر دليل على ذلك هو حجم المخترعات الكثيرة التي أخترعها الأفراد، والتي أصبحت متواجدة الآن بين أيدي كافة الأفراد لانخفاض أسعارها وفعاليتها في حياة الإنسان اليومية، والتي كانت في البداية مجرد فكرة بسيطة ركز عليها أحد الأفراد وقام بتطويرها بالعلم والدراسة والمعرفة.

مازن : نعم كلامك صحيح، فمن قاموا بالكثير من

الاختراعات

ما هم إلا أشخاص عاديين انتهزوا الفرصة المتواجدة أمامهم والإمكانيات التي لديهم وعملوا على تطوير ذاتهم لإفادة نفسهم ومجتمعهم، فلو أهمل هؤلاء

المخترعين

العلم لما استطاعوا القيام بأي شيء.

عادل : بالطبع، الجهل يجعل الإنسان غير قادر على القيام بأي شيء، يقف على ما هو عليه دون أن يسعى أو يفكر في التغيير، لا يسعى لتحرير نفسه من الأوهام والأفكار السلبية ويعيش دائما في ظل العبودية للأفكار السيئة، فالجهل يجعل الفكر تابع للآخرين ليس لديه أي إرادة تسيطر عليه الأوهام غير واعي للمميزات التي تتواجد داخله.

مازن : بالطبع يا أخي الجهل يعمي الإنسان عن الأمل و

الضوء

الذي يبعث له الحياة، وقد يصل به إلى سوء الأوضاع الصحية، فالعلم يساعد على النهوض بالحالة الصحية وزيادة معدلات الأعمار، بينما الجهل يؤدي إلى تفشي الأمراض لقلة الوعي.

عادل : مهما تحدثنا عن فوائد العلم لن نستطيع أن نحصيها ففوائده لا تنتهي، وعلينا أن ننمي حب العلم في نفوسنا ونفوس أبنائنا، فنعلمهم منذ الصغر أن العلم هو منارة الحياة وهو النور الذي لا ينقطع نهائيا، وعلينا دائما أن نعزز حبهم للعلم فهم جيل المستقبل، بإن نخبرهم في كل لحظة أن العلم هو الذي يجعل الشخص قادر على التطور والرفعة والسمو بالحياة، وأن الجهل شيء مضر للشخص ولغيره ولمجتمعه.

مازن : أحسنت أخي لابد أن نزيد التوعية دائما لنعزز أهمية العلم وكره الجهل في نفوس أبنائنا.