حقوق الجار في الاسلام

يشار لكلمة الجار بالألفاظ ودلالات شتى فالجار هو المجاور في السكن والجمع جيران، أو الجار وهو الشريك التجاري أو الشريك في العقار ، والجيران هم أقرب الناس سكنًا فبسبب ظروف القرب يعرف الجيران ظروف بعضهم البعض ويكون أقرب الناس ولذلك للجار أهمية عظيمة وفضل ، فمن أسباب سعادة الإنسان وجود جيران ذو خلق فهي سبب الراحة والأمان لبعضهم البعض وكان العرب

قبل الإسلام

يتفاخرون بحسن الجوار وكان يتفاخرون بإكرام جيرانهم والإحسان إلى بعضهم البعض ، والقيام بواجب الجار تجاه جاره كان من الفضائل العظيمة .

ولما جاء الإسلام حرص على استمرار تلك الفضائل الحميدة وتضمنت آيات

القرآن الكريم

الإحسان للجار ومنها أوجب الله تعالى الإحسان للجار سواء كان قريبًا أو بعيدًا حتى من غير المسلمين من دون التميز ولذلك فالجار مكانتة واحترامه .

حق الجار في الإسلام

مفهوم حق الجار ، الحق يعني في اللغة حق الأمر حقًا والحقوق تعني الصدق والثبت  وقد تناولت

الشريعة الإسلامية

حقوق الجار وفصلتها فالجار في الإسلام حقوق كثيرة جدًا ومن أهم هذه الحقوق ، ستر عورته ، وزيارته في الظروف الطبيعية ، ومواساته في مصائبه وأحزانه ومشاركته في أفراحه ، حمايته وتأمينه ، والإحسان إليه بالقول والفعل ، وحفظ أسراره ، وزيارته في المرض ، وتلبية دعوته إذا احتاج إليك ، وتلبية حاجاته وتفقده ، ومنع الأذى عنه بكل صوره وأشكاله ، ومساعدته في مشاكله ، والصبر على أذى الجار وعدم رد الأذى ، والمبادرة بالسلام ، وتشييع جنازته عند موته ، ورد الغيبة عنه في عدم وجوده ، والإحسان إليه وعدم الظن به ، ومصاحبته في المسجد ، والسعي للإصلاح بين الجيران المتخاصمين ، وتعليمه العلوم الشرعية ، وإقراضه المال ، ومساعدته وقت الشدائد .

فضل الإحسان إلى الجيران

للإحسان إلى الجيران فضل عظيم يثاب المرء على ذلك فقد أمرنا دينا الحنيف بمراعاة حق الجيران بل أن الله تعالى قرن الإحسان بالجار مع الإحسان للولدين لما له من فضل عظيم فقال تعالى في

سورة النساء

(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) الآية 36.

وقد أخرج الإمام البخاري بسنده في الصحيح عن أمنا

عائشة

رضي الله عنها أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال : (ما زالَ يوصيني جبريلُ بالجارِ حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ) ، وأيضًا أخرج الإمام البخاري بسنده في الصحيح أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال : واللَّه لا يؤمِنُ، واللَّه لا يؤمنُ ، واللَّه لا يؤمنُ ، قيلَ : ومن يا رسولَ اللَّه ؟ فقالَ: الَّذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه .

الجار في الشريعة الإسلامية

يصنف الجار في الشريعة الإسلامية لثلاثة أصناف : الصنف الأول الجار الذي له حق واحد هو حق الجوار وهذا ينطبق على الجار غير المسلم والذي لا ترتبط معه بصلة قربى ، والصنف الثاني الجار الذي له حقان وهذا ينطبق على الجار المسلم والذي لا ترتبط معه بصلة قربى فله حق الجوار وحق الإسلام ، والصنف الثالث الجار صاحب الثلاث حقوق وهو

الجار

المسلم القريب الذي تربطه بك صلة رحم ، فيكون له حق الجوار وحق الإسلام وحق

صلة الرحم

.

وفي الحديث المرفوع الذي رواه عبدالله بن جابر عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم أنه قال : “الْجِيرَانُ ثَلاثَةٌ : جَارٌ لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ وَهُوَ أَدْنَى الْجِيرَانِ حَقًّا ، وَجَارٌ لَهُ حَقَّانِ ، وَجَارٌ لَهُ ثَلاثَةُ حُقُوقٍ وَهُوَ أَفْضَلُ الْجِيرَانِ حَقًّا ، فَأَمَّا الْجَارُ الَّذِي لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ ، فَالْجَارُ الْمُشْرِكُ لا رَحِمَ لَهُ وَلَهُ حَقُّ الْجِوَارِ ، وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقَّانِ فَالْجَارُ الْمُسْلِمُ لا رَحِمَ لَهُ ، وَلَهُ حَقُّ الإِسْلامِ ، وَحَقُّ الْجِوَارِ ، وَأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلاثَةُ حُقُوقٍ ، فَجَارَ مُسْلِمٌ ذُو رَحِمٍ لَهُ حَقُّ الإِسْلامِ وَحَقُّ الْجِوَارِ وَحَقُّ الرَّحِمِ وَأَدْنَى حَقِّ الْجِوَارِ أَنْ لا تُؤْذِي جَارَكَ بِقُتَارِ قِدْرِكَ إِلا أَنْ تَقْدَحَ لَهُ مِنْهَا ” ، غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، لَمْ نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ” كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم .

أنواع الجيران وكيفية التعامل معهم

تتعدد الجيران من حيث الديانة ومستوى الطاعة ومن هذه الأنواع التالي :

-مرتكب الكبيرة ، المرتكب لها الذي لا يجاهر بها ويغلق بابه عليه ، حق الجار على جاره أن ينصحه ويحفظ سره ويعظه بالسر ، وأما إن كان الجار مجاهر بالمعصية فعلى الجار أن يأمره وينهاه عن المنكر وفي حال الاستمرار يهجره هجرًا جميلًا .

-الجار قليل الغيرة ، أي من كان أهل بيته على غير الطريق الصحيح ، لابد من اعتزاله  وقطع الود معه ، وإن لم الديوث فيترك المنزل برفق ولين .

-الجار النصراني أو اليهودي ، على

الجار

المسلم الإحسان إليه وعدم إيذاءه ، والبدء بالسلام معه .