قصة زحلف الشجاع

من قصص الأطفال التي تعلم

الطفل

قيمة الإحسان لمن أساءوا إليه وتعلم الطفل عدم الظن السيئ بالغير وكذلك عدم الإساءة للآخرين وقبول الآخرين المختلفين في الشكل والملامح .

أهمية قراءة القصص بالنسبة للأطفال

يرى كثير من الباحثون أن قراءة القصص للأطفال أمر هام للغاية ، فالقراءة لها عدد من الفوائد الهامة للأطفال أولها أنها تقوي الروابط بين الوالد والطفل فهي فرصة لجيدة تتيح للآباء قضاء وقت مع أبنائهم وهو ما يعتبر أمر صعب هذه الأيام ، كما أنها تتيح إقامة حوار بين الوالد وطفله ، حيث أن الطفل عادة ما يستغل تلك الفرصة حتى يسأل عدد من الأسئلة حول القصة التي يقرأها له والده ، وهذه تعبر فرصة جيدة للوالدين لتعليم أبنائهم دروس أخلاقية وحياتية بصورة خفية ، من خلال أحداث القصة ومن خلال الإجابة على أسئلة الطفل .

كما أن القراءة تساعد في توسيع الخيال وهو أمر مهم جدًا للأطفال ، وأيضًا هي تمنح الطفل حصيلة لغوية كبيرة يمكن أن تساعده في دراسته فيما بعد ، والأهم من ذلك فإن

القراءة

وسيلة جيدة لتسلية الطفل بعيدًا عن الشاشات والألعاب الإلكترونية التي يقي أطفال اليوم معظم أوقاتهم أمامها والتي قد تسبب لهم أضرار كثيرة .

قصة زحلف الشجاع

قصة زحلف الشجاع هي قصة قصيرة ولكن بها عبرة وفائدة كبيرة وتصلح للأطفال في الأعمار الصغيرة :

يحكى أنه في يوم من الأيام ، كانت هناك مجموعة من الطيور تعيش معًا في وادي البط ، وبالطبع فإن الوادي مليء بالطيور التي تتميز جميعًا بأنها تمتلك ريش ، وبعضها كان قادر على الطيران مثل العصافير ، والبعض الأخر يستطيع السباحة في البحيرة بمهارة مثل البط والإوز ، وكان جميع سكان وادي البط يعرفون بعضهم البعض لأنهم جميعًا من الطيور .

كان وادي البط يقع بين قمة جبلين ، وفي أحد الأيام تدحرجت بيض كبيرة من أعلى الجبل ، وظلت تتدحرج حتى استقرت داخل وادي البط ، وكانت الإوزة كوكو في ذلك قد جهزت عشها الصغير لتضع فيه بيضها وترقد عليه حتى يفقس ويخرج منها أطفالها البطات الصغار .

لاحظت كوكو وجود

البيضة

الكبيرة التي سقطت من الجبل بجوار عشها وقد لاحظت أيضًا أنها مختلفة عن باقي البيض في العش ، ولكن كوكو كانت إوزة طيبة وحنونة ، لذلك لم ترغب في ترك البيضة في العراء وأخذتها ووضعتها مع باقي البيض الموجود في العش ورقدت فوق جميع البيض ، وقد حرصت كوكو على تدفئة جميع البيضات بنفس القدر حتى يفقسن في نفس الوقت ، ولم تفرق بين بيضها والبيضة أخرى التي وجدتها .

بعد فترة ليست بطويلة شعرت كوكو أن هناك حركة أسفلها ، ففرحت كثيرًا لأن أطفالها على وشك الخروج من البيض حتى تراهن وتستمتع باللعب معهن ، وبدأت الإوزات الصغيرة تخرج من البيض واحدة تلو الأخرى ، وفي نفس الوقت بدأت البيضة الغريبة تتحرك أيضًا ، ثم خرج منها كائن صغير لم يكن يشبه الإوز إطلاقًا .

في الواقع فإن البيضة كانت تخص سلحفاة تعيش فوق الجبل ، وقد خرج منها زحلف الصغير ، وبدأ يتحرك وسط الإوزات الصغيرات ، فأخذته كوكو الطيبة ووضعته وسط صغارها ، وبدأت تطعمه مثلما تطعمهم تمامًا .

وبعد عدة أيام كان على كوكو الطيبة أن تصطحب صغارها إلى البحيرة لتعلمهم السباحة ، فسارت وسار خلفها الصغار ومعهم زحلف ، وفي نفس الوقت كانت جميع الإوزات تصطحب صغارها إلى البحيرة ، وقد لاحظن أن زحلف يسير وسط الإوز ، ولأنه كان غريب عن وادي البط ولا يملك ريش مش باقي سكانه ، أخذت جميع الإوزات يهمسن لبعضهن عن هذا المخلوق غريب الشكل الذي يسير خلف كوكو .

كما لاحظ صغار الإوز أيضًا وجود زحلف الذي لا يشبههن ، فقالوا لبعضهن ، لماذا لا يشبهنا هذا الكائن إنه لا يملك ريش وأخذ يضحكن عليه ، وقد لاحظ زحلف أن الجميع ينظر إليه ويتهامس ويضحك فشعر بالحزن ، كما لاحظت كوكو الطيبة أيضًا فذهبت إليه وربتت عليه وقالت له هيا صغيري لننزل إلى البحيرة .

وظل زحلف يعيش وسط وادي البط وكان يرى جميع الإوزات الصغار يلعبن مع بعضهن ، وحينما حاول يلعب معهن وجدهم يسخرون منه ويرفضون اللعب معه ، حزن زحلف حزنًا شديدًا وظل طوال الوقت وحيدًا ، وكان يجلس بمفرده على شاطئ البحيرة وهو وحيد .

وفي أحد الأيام بينما هو جالس يتأمل في مياه البحيرة ، وجد أوزة صغيرة تنزل إلى البحيرة ، ولكنها لم تكن تتعلم السباحة بعد فكانت على وشك الغرق ، وبدأت تصرخ .

أسرع زحلف نحو البحيرة وغطس داخلها وحمل الإوزة الصغيرة على ظهره قبل أن تغرق ووضعها على الشاطئ ، واجتمعت جميع الطيور الموجودة في وادي البط حوله ، وبعد أن اطمئنوا جميعًا أن الإوزة الصغيرة بخير ، نظروا نحو زحلف ، وشكروه جميعًا على شجاعته ففرح كثيرًا ، وبعد ذلك أطلق جميع سكان الإوز اسم زحلف الشجاع على زحلف وشعرن بأنهن أخطأن في حقه في السابق ، أما صغار الطيور فأصبحن يحاولن التقرب من زحلف وطلبوا منه أن يصبح صديقهم ويلعب معهم .