مفهوم الحصانة الفكرية
أن الحصانة الفكرية في مفهومها ليست وصاية على التفكير بل إنها بمثابة حصانة للتفكير ومناعة له من الأمراض التي تنتشر من حوله من أفكار غريبة على المجتمع الفطرة التي خلقنا عليها الله عز وجل، والمسؤولية الفكرية اليوم توجب على الجميع أن يقوم بتوعية الأبناء والأفكار التي تحوم من حولهم، حتى يتمكنوا من رؤية الكون كما خلقة الله عز وجل بدون زيف والمحافظة على الصورة التي طبعت في الأذهان بدون كما وردت في كتاب الله عز وجل و
سنة الرسول
عليه الصلاة والسلام.
معلومات عن الحصانة الفكرية
الفكر من الأشياء التي من الصعب السيطرة عليها إلا من خلال تحصينها جيد من الأفكار الغريبة أو المعتقدات السيئة التي أصبحنا نراها اليوم، فالفكر مثل إنسان لو وضعته في
الصحراء
وقلت له أنت حر لن يتمكن من معرفة الطريق الصحيح للعودة أو ما هي الحدود الخاصة به والكثير من الأمور الأخرى، أما إذا وضعت له بعض العلامات التي من الممكن أن يستدل بها في الطريق فهذا الأمر سوف يقيه من إنحرافات الطريقة ويؤمن له الطريق الجيد للعودة مرة أخرى.
ومما لا شك به أن المجتمعات اليوم قد أصبحت تعاني من الكثير من المشاكل الفكرية خاصة لدى الشباب الصغار، الأمر الذي يحتم على المجتمع مواجهة تلك الأفكار من خلال دعم وتربية
الامن الفكري
لدى هؤلاء الشباب ليقفوا على الطريق الصحيح، فمن وضع تلك الأفكار الصحيحة هو الله عز وجل لذا لابد على العباد أن يمتثلوا إلى أوامر الله عز وجل في الحياة الدنيا كما يفعل الصالحين.
ومن الممكن أن نستنتج بعض المصطلحات الهامة من الحصانة الفكرية والتي من بينها استمداد القوة الفكرية والتي يستمدها بنو آدم من الله عز وجل وذلك من خلال كثرة
الدعاء
والتذلل إلى الله عز وجل كي يطلعك الله على الأمور الصحيحة وينور لك البصيرة في رؤية الأمور من الطريق الأصح لها، وقد جعل الله الفهم الأكبر للحياة والتفكير في الأمور من خلال آيات القرآن الكريم وقد رحمنا الله عز وجل من التيه والضياع من خلال الكتب والرسل السماوية والأنبياء والرسل في هداية الناس للحق.
ومن ثم يأتي مصطلح أو مفهوم آخر وهو مفهوم الرفق واللين حيث أن الرفق واللين من بوابات الخير وفقا لما ورد عن
رسول الله
صلى الله عليه وسلم نَّ الرِّفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى المرء أن يتبع أسلوب الفكر من خلال اللين وليس الشدة والعناد فهي من المواصفات الغير مرغوب بها، ولابد من معرفة الفئات العمرية التي تتخاطب معها كي تتمكن من توصيل المعلومة بالطريقة الصحيحة لهم.
ونشر أسلوب الوسطية من الأمور الهامة التي لها دور كبير في الحصانة الفكرية خاصة عند التحدث مع الفئات العمرية الأقل منك ولابد أيضا من توضيح الحكمة من المعاناة والظلم في الحياة فهي عبارة عن تكفير للذنوب ورفعة للمؤمن وعلى المرء أن يعى تماما أن تلك الحياة قد خلقت لعبادة الله عز وجل والكد والتعب في الأرض حتى تحصل على رزقك المكتوب لك.
كيفية تنفيذ الحصانة الفكرية
يتم تنفيذ الحصانة الفكرية خاصة عند الفئات العمرية الصغيرة حتى يخرج جيل لديه حصانة من الأفكار الغريبة عن الفطرة التي خلقنا عليها الله عز وجل، وهنا يتوجب الاهتمام بالعواطف الخاصة بالشباب الصغار وما الأشياء التي يميلون لها والإصغار جيدا إلى كافة الأفكار والمقترحات التي تصدر عنهم ومتابعة كل الأمور التي تلفت إنتباه الشباب وما يحب وما يكره الشباب والعمل على توجيههم للصواب والعمل على تنفيذ الأمر من خلال المحاورة المنطقية والتعرف على مفاهيم المغالطات وكيف تخرج منها بسلاسة.
حتى لا تقع مع الشباب في تلك المجادلة التي لا جدوى منها وإنما تزيد تلك الفئة العمرية في عنادهم، وأهم ما يجب توضيحه إلى فئة الشباب أو الفئة الصغيرة من العمر هو منهج الله عز وجل الذي وضعه في
القرآن الكريم
عملا على الموازنة بين الفكر والعمل وأن الهدف الأساسي من التعليم والوصول إلى أعلى مراتب العلم هو العمل بذلك العلم، وأيضا التأكيد على أهمية الأعمال الخيرية حتى تنهض المجتمعات.
فيؤكد الكثير من الأساتذة أن المجتمع الذي يقوم على مبدأ المصلحة كفيل أن يهدم ولكن لابد وأن يقوم ذلك المجتمع على مفاهيم عدة والتي من أهمها الأعمال الخيرية وتوطيد العلاقة بين أفراد المجتمع بما يحقق التكاتف بين بعضهم البعض، كما ان المجتمعات التي تقوم على
الإيثار
وحب الخير للآخرين هي تلك المجتمعات الناجحة، حيث يمثل كل من
التعاطف
والتكاتف الحركة الأساسية في المجتمعات الإنسانية.
ومن هنا من الممكن الاستنتاج أن الحصانة الفكرية تقوم في الأساس على منهج الاستمداد الصحيح للأفكار ومن ثم تقوية سلوك المجتمع لذا لابد من فحص الأفكار جيدا قبل أن يكون محلها القلب ومن ثم تتحول إلى سلوك يتبع.