سبب تسمية مدينة تبوك بهذا الاسم

مدينة تبوك هي واحدة من أهم المدن الموجودة في المملكة ، و هي تُعرف من قديم الزمان باسم تباوا ، و قد جرت فيها العديد من المعارك من أشهرها

غزوة تبوك

المعروفة باسم غزوة العسرة .


نبذة عن مدينة تبوك

– قد عُرفت

مدينة تبوك

منذ القدم و قبل ظهور الإسلام ، و ازدادت شهرة هذه المدينة بعد انتصار الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزوة التي حدثت فيها ، و التي عُرفت بغزوة تبوك ، و عند انتشار الإسلام و ذهاب الناس إلى الحج كانت تبوك من أهم المناطق التي يمرون بها ، و تتميز مدينة تبوك بالمباني المصممة على

الطراز التركي

، و يوجد بها قلعة تبوك و المسجد ، كما كان فيها قلعة طينية تقع بين المسجد الأثري المعروف بمسجد التوبة و السوق العام ، إلا أنها تم إزالتها في العهد السعودي .

– كما يوجد بها بعض المناطق الأثرية ، مثل السوق القديم الذي يُسمى بـ “جادة الأمير فهد بن سلطان” ، و المنشية القديمة التي تقع شمال السوق ، و مسجد الملك سعود ، و مستشفى تبوك ، و حي الخالدية ؛ و قد سمي بذلك لأن

الأمير خالد السديري

أمير تبوك في الفترة 1367-1375هـ قد خطط لبناء الحي و وزعه مجاناً على سكانه ، و قد حاول توطين البادية ، و هناك أيضًا حي العزيزية .


تسمية مدينة تبوك

– جاء اسم تبوك في التاريخ اليوناني القديم ، فقد كانت تسمى تباوا ، و في ذلك الوقت كانت عاصمة الأيكة ، و فيها قلعة تبوك الحالية ، و لم يذكر التاريخ من قام ببناء هذه القلعة ، إلا أنه قد ذُكر بأنه تم ترميمها ؛ و هذا يؤكد على قدمها ، و قيل أنها بئر صالح عليه السلام ، و التي يُطلق عليها تبوكا أو تابوكا أو تبوق ؛ و جميع هذه الكلمات تم أخذها من البوك أي التحريك ؛ و هذا يُشير إلى ارتباطها بالعين الجارية في تبوك .


مساحة مدينة تبوك و موقعها

– تقع مدينة تبوك في الجزء الشمالي الغربي من المملكة ، و تصل مساحتها إلى نحو 136.000كم² ، و يحدها من الغرب البحر الأحمر و خليج العقبة ، و يحدها من الجنوب و أجزاء من الجنوب الشرقي

المدينة المنورة

، و من الشرق منطقتي حائل و الجوف ، و من الشمال ، و الشمال الغربي تتشارك حدودها مع المملكة الأردنية الهاشمية ، و يتم تقسيم محافظات تبوك إلى محافظات من الفئة أ ، و محافظات من الفئة ب ، أما الفئة أ فتشمل الوجه ، و ضبا ، و تيماء و أملج ، و الفئة ب تشمل حقل و البدع .


سبب تسمية غزوة تبوك بغزوة العسرة

– سمى الله تعالى غزوة تبوك في

القرآن الكريم

بساعة العسرة ، حيث قال تعالى :(لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) ، و قد جاءت تسميتها بساعة العسرة لعدة أسباب و من أهمها : بعد المدينة عن المدينة المنورة ، و قلة الماء بها ، و صعوبة الطريق .

– و قد وصف قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرحلة إلى تبوك في قوله : (خرجنا إلى تبوك في قيظٍ شديدٍ، فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطش حتى ظننا أنّ رقابنا ستتقطّع، حتى إنّ الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى نظنّ أن رقبته ستنقطع، حتى إنّ الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده) .

– كما كان بها قلة زاد ، و قد روى

أبو هريرة

-رضي الله عنه- أنه كان مع

رسول الله

في تلك الغزوة، فلمّا نفد ما عند الناس من طعام ، أرادوا أن يذبحوا الإبل التي تحملهم، ولكنّ

عمر بن الخطاب

-رضي الله عنه- اقترح على النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أن يجمع ما بقي مع الناس من الطعام ، ثم يدعو رسول الله عليه بالبركة بدلاً من ذبح الإبل المخصصة للركوب ، فدعا رسول الله على ذلك الطعام بالبركة ، فبارك الله تعالى فيه، حتى ملأ الناس أوعيتهم من ذلك الطعام .

– كان العشرة من المسلمين يخرجون على بعير يتعقبونه بينهم ، و كان زادهم التمر المتسوس و الشعير المتغير ، والإهالة المنتنة، وكان النفر يخرجون وما معهم إلا التمرات بينهم ، وأنزل الله تعالى فيهم قوله: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ) .