ما هو الصويا صوص وكيفية تصنيعه
يبحث الأشخاص عن مطيبات الطعام للحصول على نكهات المختلفة، وذلك لأنها تمنح الطعام المذاق الشهي، وتضفي عليه طعما مميزا، كما تجعله محببا ومفضلا لدى العديد من الناس، وتختلف هذه المطيبات عن بعضها من ناحية المكونات المصنعة لها ، وطريقة التحضير والتصنيع ، بالإضافة إلى اختلافها في الطعم الذي تضفيه على الوصفات المختلفة، ومن هذه أشهر المطيبات التي يستخدمها الناس لإضفاء المذاق اللذيذ الرائع على وصفاتهم ”
الصويا صوص
.”
يعد الصويا صوص أحد أهم التوابل في الدول الآسيوية، حيث يوجد بصورة دائمة على المائدة بصفته نوعاً من أنواع البهارات وملونات الطعام، ويتميز بلونه البني المحمر المائل للأسود ومذاقه اللاذع والمالح في نفس الوقت ، و يختلف الصويا صوص في كثافته أيضا ؛ فيتم غلي حبوب الصويا وهرسها وتخميرها مدة طويلة من الزمن، ثم يتم استخلاص السائل المتراكم الناتج من عملية التخمر بعد ذلك ، والذي يعرف باسم الصويا صوص.
ونجد أن المواد الخام المستخدمة في صناعة الصويا صوص تؤثر بشكل أساسي في جودتها، من حيث النكهة وسلامة المنتج بشكل خاص، كما أنه ومع تطور الاقتصاد في المجتمعات ازداد اهتمام البشر بالتغذية والرعاية الصحية، مما أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات العضوية والتي تشمل الصويا صوص .
تاريخ الصويا صوص
لقد بدأ إنتاج الصويا صوص مع نهاية القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وتم استخدامه كنوع من
البهارات
لتعزيز نكهة المأكولات الصينية في تلك الحقبة، ولم يقتصر انتشارها على الصين فقط بل امتدت شهرتها حتى وصلت إلى اليابان مما سهل الطريق لظهور الصويا صوص اليابانية. وحاليا يتم إنتاج الصويا صوص في كل من الفلبين وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا بالإضافة إلى اليابان التي تحتوي على أكبر مصنع للصويا صوص ، ويشكل إنتاج الصين من الصويا صوص 55% من الإنتاج العالمي بما يعادل خمسة ملايين طن سنويا .
صناعة الصويا صوص
يتم تصنيع الصويا صوص بطريقتين
:
الطريقة الأولى هي عملية التخمير، وتشمل وجود كائنات دقيقة كالعفن (نوع من أنواع الفطريات)، والخميرة و
البكتيريا
، وتستغرق هذه الطريقة 6-9 أشهر إلى عام كامل. ويتم تطبيق عملية التخمير بالطريقتين الحديثة والتقليدية ؛ حيث تتضمن الطريقة التقليدية الزراعة الجافة على أطباق من
شجر البامبو
، والتخمير باستخدام محلول ملحي داخل آنية خزفية وتترك في الشمس ضمن وسط مفتوح.
أما في الطريقة الحديثة فتتم بواسطة الزراعة الجافة في مباني مخصصة داخل غرف زراعية، ويمكن التحكم في درجة رطوبتها، وتتم عملية التخمير فيها داخل خزانات كبيرة. أما الطريقة الثانية فتعتمد على التحلل الحمضي ل
فول الصويا
، والذي تنتج عنه مضاعفات ثانوية تؤدي إلى تكون عناصر غير مرغوبة النكهة لا توجد عادة في الصويا صوص المصنوعة بالتخمير .
فوائد الصويا صوص
هناك العديد من الفوائد الغذائية للصويا صوص تزود بها جسم الإنسان، ومنها
– تعتبر الصويا صوص مفيدة للجهاز الهضمي وذلك نتيجة عملية التخمير التي يحدث فيها إنتاج نوع مميز من
الكربوهيدرات
التي تسمى بالسكريات قليلة التعدد والذي يدعم نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء الغليظة.
– تعدحبوب الصويا واحدة من الأطعمة الثمانية الأكثر ارتباطا بالحساسية الغذائية، لكن البحوث الجديدة تشير إلى أن الصويا صوص قد تكون أقل تسبباً بالحساسية من فول الصويا الذي يوفر الدعم للأنظمة المناعية والالتهابية، والتي تساهم في الاستجابة للحساسية، ويرجع ذلك لعاملين رئيسيين؛ الأول هو تكسر البروتينات الأساسية المثيرة للحساسية في فول الصويا خلال عملية التخمير، والثاني هو الفوائد المقدمة من قبل السكريات المتعددة التي توجد في الصويا صوص لنظام
المناعة
والالتهابات، فوجود هذا النوع من جزيئات الكربوهيدرات يساهم في التقليل من نشاط إنزيم هيالورونيداز ، حيث إن فرط نشاط هذا الإنزيم يساعد على زيادة الالتهابات، كما أنه يسبب زيادة ردود الأفعال التحسسية، وبخفض نشاطه ،وتقلل الصويا صوص من فرص الإصابة بالحساسية.
– تتركب الصويا صوص من مزيج غني من العناصر الغذائية التي لا توجد عادة بمثل هذا التركيز في الأطعمة الأخرى، كما تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة المختلفة ، حيث أنها مصدر جيد للمنغنيز المضاد للأكسدة المعدنية، بالإضافة إلى ما تحتوي عليه من أحماض فينولية مضادة للأكسدة منها: حمض فانيليك ، وحمض الفيرليك ، يتم تصنيف الصويا صوص في نظام المواد الغذائية كمصدر جيد للبروتين، فهو يحتل المرتبة التاسعة من حيث كثافة البروتين من بين جميع الأطعمة الصحية ؛ حيث إن كثافة الصويا صوص أكبر من كثافة البروتين الموجود في لحوم الحيوانات؛ مثل لحم العجل، ولحوم الأسماك
السلمون
أو حتى حبوب الصويا نفسها.
– كما يعد الصويا صوص من الأطعمة المالحة؛ حيث تحتوي الملعقة الصغيرة من الصويا صوص على 1000ملغم من الصوديوم ، وعلى الرغم من أن هذه الكمية قد تكون كبيرة إلا أنها في الواقع نصف المقدار الموصى به في اليوم الواحد. وقد تعد الصويا صوص مساهمة في زيادة خطر أمراض القلب، و
الأوعية الدموية
، وضغط الدم المرتفع، باعتبارها غنية بالأملاح.
لكن الدراسات الحديثة اقترحت احتمال أن تكون الصويا صوص مختلفة عن غيرها من الأطعمة، وذلك لأن عملية التخمير التقليدية التي يتم حدوثها للصويا صوص تساعد في تحطيم البروتينات إلى جزيئات صغيرة، ويطلق عليها الببتيدات يعمل بعضها على إحباط عمل الإنزيم المحول للأنجوتنسين والذي يسمى (ACE) وهو المسؤول عن انقباض الأوعية الدموية. حيث يحدث
ارتفاع ضغط الدم
نتيجة لتقلص الأوعية الدموية، مما يؤدي لأن تصبح هناك مساحة أقل لسريان الدم، ومن خلال خفض نشاط (ACE) تساهم الببتيدات الموجودة في الصويا صوص في منع حدوث ذلك.