سبب تسمية ” حي الغسالة ” بهذا الاسم
الجميزة، الكنكارية، المتكأ، الطندباوي، الملاوي، جرول، الششة، محبس الجن، المسفلة، بير الغنم، كلها أسماء مناطق قريبة من
مكة المكرمة
أو هي واقعيا بداخل تلك المدينة المقدسة، هذا غير أسماء الشوارع والأحياء التي تغيرت مسمياتها، بعد عمليات التطوير التي لحقت بها، لكن أهلها ومن يعرف اسمها القديم لا يتعامل مع الاسم الجديد بسهولة حيث ما يزال الاسم القديم هو المتداول، ومن هذه الأسماء اسم حي الغسالة الذي تغير إلى حي العدل، لكن ما الاسم القديم مستعملا وبكثافة كأنه لم يشهد أي تغيير، فما سبب تسمية حي الغسالة بهذا الاسم.
حي الغسالة العريق
عبر مداخل ومخارج ضيقة جدا، لكنها عديدة يمكن لأي شخص دخول حي الغسالة و حتى لا يغضب بعض ساكنيه حي العدل، ليس هناك شك في أن تسمية هذا الحي يكتنفها شيئا من الغموض والتضارب، رغم أنه من الأحياء التي عاش ونشأ فيها العديد من نجوم الثقافة والأدب وكرة القدم في المملكة، ورهط كبير من المثقفين ، ذلك الحي العريق بأزقته الضيقة التي تضم بيوت شعبية، تحول إلى حي مركزي بفضل قربه من العديد من الأماكن المقدسة التي لا يفصله عنها سوى جبل.
يمكن للحاج الذي يسكن بحي الغسالة أن يذهب ل
مشعر منى
سيرا على الأقدام، وكذلك تبدو
ساعة مكة
ظاهرة بوضوح لأي شخص يقف في أي مكان بالحي، كما يطل الحي على جبل النور موضع غار حراء، حيث يمكن رؤية قمة جبل النور من أي موقع بالحي، كل هذا ويبدو أن سكان حي الغسالة لا يهتمون بالتغيرات التي لحقت بحيهم طوال السنوات الأربع الماضية، و لا حتى بوضعية الحي القريبة من المشاعر المقدسة والشديدة القدسية الدينية عند كل مسلمي العالم.
سبب تسمية الحي باسم حي الغسالة
1 – أطلق على الحي في السابق حي الغسالة، بسبب توافد الناس الذين كانوا يعيشون فيه أو القريبين منه، من أجل الاغتسال بمياه البئر التي توجد في هذا الحي، الذي تغير اسمه إلى اسم آخر فبات يطلق عليه حي العدل.
2- يعد حي العدل أحد أحياء مكة المكرمة الـ24 ، وهو ضمن النطاق الإداري والجغرافي لبلدية المعابدة الـ11، ويطل الحي من جهته الشرقية على
المسجد الحرام
كما يبعد عنه مسافة 10 كليو مترات تقريبا، ويحد الحي من الشمال طريقا المعيصم والسيل، فيما يقع جنوبه حي الشيشة والروضة، ومن الشرق جبل ذربان، فيما يقع غربا منه جبل النور، كما أن مباني الجهات الحكومية قريبة منه، حيث لا يفصل الحي عن مبنى الإمارة، ومبنى أمانة مكة المكرمة، ومبنى مجمع وزارة المالية، ومبنى شرطة العاصمة المقدسة سوى أثنين كليو متر، كما أن الحي يعتبر ملاصقا لجسر الجمرات.
3- يرى باحثون أن مسمى حي الغسالة الذي كان يطلق على الحي، ومازال يطلق حاليا رغم تسمية الحي باسم حي العدل، أن مسمى حي الغسالة مسمى حديث، ولا توجد أصول تاريخية يستند عليها، إنما جاءت التسمية بعد توحيد المملكة وبعد استقلال هذه البلاد على يد مؤسسها
الملك عبدالعزيز
طيب الله ثراه، حينما بدأت القبائل بدأت تتوافد في موسم الحجيج إلى هذا الحي، وكانوا يبحثون عن توفر الماء، فوجدوا سدا ممتلئًا بالمياه، فوضعوا خيامهم بالقرب منه، وكانوا بالطبع يشربون ويغسلون ملابسهم فسميت المنطقة بالغسالة.
4- ويشكك باحثون أخرون في تلك التسمية، ويرون أن تداول اسم الغسالة منذ ذلك الحين وحتى اليوم، غير صحيح، حيث يطلق على المنطقة حي العدل ، بسبب أن وادي إبراهيم الذي يأتي من الشمال الشرقي لمكة المكرمة متجهاً إلى المسجد الحرام ينحرف إلى جهة الغرب، فيعتدل سيل وادي إبراهيم ثم يتجه إلى الأبطح أو البطحاء متجهاً إلى جنوب مكة.
مطالب بالتأكيد على الاسم القديم
ويطالب العديد من سكان الحي والمثقفين أمانة العاصمة المقدسة بالتأكيد على تسمية الحي باسم حي العدل كما هو وارد تاريخيا في التاريخ، إضافة إلى أن حجاج بيت الله الحرام يأتون إلى الحج وفي أذهانهم المسميات القديمة التي يعرفونها من
كتب السيرة النبوية
، لكنهم يجدوا كل وادٍ وكل شعبٍ وكل سهل وجبل تمت تسميته بمسميات حديثة.
ويعتبر العديد من كبار السن والشيوخ من أهالي الحي أن الحي من أقدم أحياء المعابدة، وأن تسميته بـ حي العدل تعود إلى ما يقرب من مائة سنة مضت، وأن الحي شهد تطورا وازدهارا بسبب كونه أحد مداخل مكة المكرمة من الجهة الشرقية، وكان الحجيج يحصلون على قسطا من الراحة في ذلك المكان القريب من المعلم الديني جبل النور، إذ يقع على مرتفع مقابل لجبل النور شرق المسجد الحرام.