صفات الملك فيصل رحمه الله

كان الملك فيصل بن عبد العزيز بن سعود (1904-1975) أحد أبرز القادة العرب في أوائل السبعينيات ، وقد شارك لأكثر من نصف قرن في إنشاء المملكة العربية السعودية الحديثة ، وكذلك فقد عرف

الملك فيصل

بسياساته الإسلامية المحافظة ومعارضته القوية للشيوعية .


صفات الملك فيصل

امتلك الملك فيصل شخصية فريدة ابهرت العالم ، لما تمتع به من نزاهة وزهد وتواضع ، وقد عرف عن الملك فيصل احترامه للمواعيد وتقديره للوقت ، حيث أكد

سمو الأمير تركي الفيصل

على مدى اهتمام والده بالوقت ، فقد كان يقوم بتخصيص أغلب ساعاته في العمل ، ووقت آخر لأسرته ، كذلك فقد اتسم الملك فيصل بحبه الكبير للقراءة وتحديدًا قراءة كتب التاريخ .

وقد كان كثيرًا ما يستشهد بالأحداث التاريخية والشعر والأدب ، ودائمًا ما يصطحب معه الصحف والمجلات والكتب في كل مكان ، سواء في مجلسه أو في الطائرة أثناء رحلاته ، وقد تميز بأنه كان يولي غيره اهتمامًا وينصت إلى أحاديث الآخرين في مجلسه بدون أن يقاطعهم .


نشأة الملك فيصل

ولد الملك فيصل في الرياض عام 1904 ، وهو ابن

الملك عبد العزيز بن سعود

، مؤسس المملكة العربية السعودية ، وقد توفيت والدته ، طرفة ، وهي عضوة في الأسرة الدينية الرائدة في آل الشيخ ، عندما كان صغيرا جدا ، وترعرع من قبل جده والد أمه ، الذي علمه القرآن ومبادئ الدين الإسلامي ، واستطاع أن يترك أثراً على ما تبقى من حياته.

تولى فيصل تدريجيا مسؤوليات الدولة ، ابتداءًا من سن 13 عاما كجندي في جيش والده ، وفي سن 18 أصبح قائد الجيش السعودي في عسير (جنوب غرب الجزيرة العربية) ، وقاد بنجاح الحملات العسكرية للمملكة التي جلبت

الحجاز

إلى المملكة (1925).

اختاره والده في سن مبكرة عندما كان يبلغ 15 عاماً ليذهب بالبعثات الدبلوماسية في الخارج ، وبعد ذلك أصبح أول وزير خارجية سعودي في عام 1930 ، وفي عام 1935 منح الملك بن سعود أبنائه الواعدين أكثر مناصب دائمة في الدولة ، حيث أصبح الأمير سعود ، الذي كان أكبر من فيصل بعمر سنتين ، نائب الملك في نجد بوسط المملكة ، وأصبح فيصل نائب الملك في الحجاز على

البحر الأحمر

.


بداية حكم الملك فيصل

عندما تولى الملك فيصل منصبه، كانت المملكة تواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة ، على الصعيد الخارجي فقد أجبرت العلاقة العدائية مع مصر تحت حكم جمال عبد الناصر والحرب الأهلية في اليمن المجاورة أن تبتعد المملكة عن عزلتها التقليدية ، في عام 1962 أزال انقلاب عسكري الملك في شمال

اليمن

، الذي أعلن الجمهورية ، وكانت المملكة تدعم الملك بينما دعمت مصر النظام الجمهوري .

أما على الصعيد الداخلي فقد واصل الملك فيصل سياسة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ، التي كان قد بدأها بالفعل كرئيس للوزراء ، وقدم إدارة مالية سليمة وسياسة التقشف لمواجهة الإسراف والفساد، وكانت إصلاحاته الاجتماعية مهمة بنفس القدر ، ففي عام 1962 ألغى العبودية ، و قدم مشاريع تنموية مهمة في الزراعة والصناعة وتحسين البنية التحتية للبلاد .


أهم إنجازات الملك فيصل

– قاد الملك فيصل وفد المملكة إلى مؤتمر لندن عام 1939 حول

القضية الفلسطينية

، والمعروف باسم مؤتمر المائدة المستديرة .

– بصفته رئيساً لوفد المملكة ، قام بتمثيلها أيضاً عند توقيع ميثاق الأمم المتحدة في

سان فرانسيسكو

في عام 1945 (1364 هـ).

– على الصعيد المحلي ، قاد الملك فيصل القوات السعودية لتهدئة الوضع المتوتر في عسير عام 1922 (1341 هـ) ، كما شارك في الحرب اليمنية السعودية عام 1934.

– شغل الملك فيصل عددا من المناصب الرفيعة خلال فترة حكم والده الملك عبد العزيز آل سعود ، حيث عين نائباً للحجاز في عام 1926 (1344 هـ) ، ورئيس مجلس الشورى عام 1927 (1345 هـ) وأول وزير للخارجية في عام 1930 (1348 هـ) .

– أولى الملك فيصل اهتمامًا بالغًا بالمجالات الاقتصادية والمالية والصناعية والزراعية ، تشمل المشاريع الزراعية مشروع الري والصرف ومشروع الرمال في الأحساء ، في المنطقة الشرقية للمملكة .

– خلال عهد الملك فيصل ، ازدادت مساحة الأراضي الزراعية باطراد وتم تشجيع البحث عن مصادر المياه ، وكجزء من تنقيب الدولة عن المعادن في جميع أنحاء المملكة ، تم تأسيس المؤسسة العامة للبترول والمعادن .

– استندت سياسة الملك فيصل إلى عدد من الثوابت وهي : حماية استقلال وهوية البلاد ، والحفاظ على ميثاق الجامعة العربية ، والدعوة بنشاط إلى التضامن الإسلامي ، والدعوة إلى إنشاء رابطة العالم الإسلامي ، مع زيارة العديد من الدول الإسلامية لشرح الفكرة .


اهتمام الملك فيصل بالتعليم

قام الملك فيصل بتوسيع التعليم العام و

التعليم العالي

، مع إعطاء اهتمام خاص لتعليم الفتيات السعوديات ، وقد قدمت زوجته عفت مساهمة كبيرة في تعليم المرأة ، وشجع الملك التعليم العام من خلال الصحافة والراديو والتلفزيون ، كذلك فقد عمل الملك على زيادة عدد الكليات والجامعات وتطويرها .

وقد زاد عدد الطلاب الذين تم إرسالهم في المنح الدراسية الجامعية والدراسات العليا بشكل كبير ، وقدمت الدولة أيضا مساعدة مالية للطلاب ، وقامت توزيع الكتب المدرسية مجانا .