بحث عن ابن بطوطة

ابن بطوطة، هو شيخ الرحالين محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف اللوائي الطنجي نسبة إلى مدينة طنجة التي ولد فيها عام 1304م، وينتمي

ابن بطوطة

لقبيلة لواتة البربرية والتي تسكن على طول

البحر المتوسط

بداية من دول المغرب العربي وحتى مصر، ويعود نسبه إلى عائلة مرموقة حيث عمل العديد منهم بالعلوم الشرعية والقضاء، وتوفى عام 1377م.


خروج ابن بطوطة للحج


أراد ابن بطوطة منذ طفولته الخروج لأداء فريضة الحج وهذا ما جعله يترك دراسة العلوم الشرعية التي درسها معظم أفراد عائلته، وخرج في سن 21 من بيته لأول مرة متجهاً إلى

مكة المكرمة

تاركاً وراءه أحبابه وأقاربه، وربما تأثر كثيراً لترك والده الذي يحبه ولكن هان كل شيء في سبيل حبه وشغفه لمعرفة الناس وعادتهم في مختلف البلاد.

عندما بدأ ابن بطوطة بدراسة العلوم الشرعية اعتمد في دراسته المذهب المالكي واشتهر بالتشدد حيث جمع بين التصوف والأمور التشريعية ووازى بينهما، وقدم خلال حياته التي قضى نحو 30 عام منها في السفر والجوال صورة واضحة عن ذاته وأوقاته دون الدخول في أي فلسفة عميقة، وعلى الرغم من هذا عرف بأنه أعظم رحالة مسلم في العصور الوسطى.

تجول ابن بطوطة في العديد من البلاد التي شملت بلاد ما وراء

البحرين

والبحرين وتركستان واليمن والعراق وفارس والحجاز والشام ومصر وبلاد المغرب ووسط أفريقيا والهند والصين وجاوة وبلاد التتار، وقد ذكر كل أسفاره ورحلاته ومغامراته في الكتاب الشهير ( تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ) والذي ترجم إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية.


رحلات ابن بطوطة


طاب الرحالة والمؤرخ ابن بطوطة العديد من البلاد وكتب في الملوك والأمراء الشعر الذي يمدحهم فيه مقابل المال والهدايا التي استعان بها على استكمال رحلاته وحيداً دون رفيق،  والتي بدأت عام 1324م متجهاً إلى مكة المكرمة للحج ومنها إلى الجزائر وتونس ومصر وفلسطين وأخيراً

تونس

ومكث فيها شهرين ومن بعدها خرج للحج مرة أخرى حباً لبيت الله و

قبر رسول الله

صلى الله عليه وسلم.

عام 1326م خرج لبلاد فارس والعراق والتي خرج إليه من المدينة المنورة مصاحباً قافلة من الحجاج العراقيين وعند وصوله للعراق انفصل عن القافلة لزيارة قبر

علي بن أبي طالب

كرم الله وجه، وذهب إلى العديد من الأماكن بالعراق مثل دجلة والنجف والبصرة وأصفهان وشيراز وأخيراً بغداد، وعاد إلى مكة لتكون الحجة الثانية وأقام فيها بسبب مرضه بالإسهال الشديد مما جعل قواه تخور وتضعف.

من مدينة جدة السعودية ركب سفينة بـ

البحر الأحمر

ليتجه جنوباً إلى اليمن وزار مدنها عدن وصنعاء، ومنها إلى الصومال عبر البحر أيضاً وزار الساحل الجنوبي لها ومقديشو والقرن الإفريقي، وفي رحلته وصل إلى بلاد الزنج ثم جزيرة مومباسا ومنها عاد إلى الجزيرة العربية من خلال مضيق هرمز، وبدأ شعائر الحجة الثالثة عام 1332م ومكث بالأرضي الحجازية عام.


رحلة بن بطوطة إلى الهند


عند وجود ابن بطوطة بالهند طلب منه السلطان محمد بن توغلوك حاكم دلهي ( عمل ابن بطوطة قاضي للمذهب المالكي بمدينة دلهي لمدة عامين ) في ذلك الوقت أن يرافقه لدرايته بالطرق وليترجم له، وبالفعل ركبا الرفيقان البحر لأن السلطان أراد أن يتعرف على ممالك السلاجقة بالأناضول ووصلا إلى ميناء اللاذقية بالدولة السورية ومنها إلى ساحل

البحر الأسود

فجزيرة القرم وبعدها بولغار، وهى أخر منطقة وصلها ابن بطوطة شمالاً خلال مجمل رحلاته.

وعاد من هذه الرحلة إلى القسطنطينية مع قافلة كانت تنقل إحدى زوجات أوزبك خان لتلد في بيتها، ومن الهند زار أيا صوفيا وبخاري وسمرقند وأفغانستان وحدود الهند.


قيمة الرحالة ابن بطوطة


ابن بطوطة أو كما أطلق عليه سائح الإسلام الذي قطع مسافة 120000كم خلال رحلاته التي شملت البلاد الإسلامية وعدد من البلاد الغير إسلامية وبلغ مجموع الدول التي زارها حوالي 44 دولة حديثة، وجاءت قيمة رحلاته الجغرافية والتاريخية لأنه تحدث في كتابه ( رحلة ابن بطوطة ) أخبار البلاد والحالة الاجتماعية والتاريخية والثقافية والسياسية لديهم، وتحدث عن مقابلة نحو 60 حاكم والكثير من الوزراء والشخصيات الهامة، لذا يعد كتابه وثيقة تاريخية وموسوعة يعود إليها الدارسين وخاصة الجزء الذي تحدث فيه عن

المالديف

والهند وشرق أفريقيا وغربها ودول أسيا الصغرى.


ابن بطوطة وماركو بولو


عند عقد مقارنة بين كل من رحلات ابن بطوطة ورحلات ماركو بولو نجد أن الأول عالماً مثقفاً اجتماعياً لا يخاف الصعاب رجلاً قضى عمره بحثاُ عن الثقافة الإسلامية المألوفة، تعلم من كل البلاد وممن قابلهم وتحدث عن ذاته والوظائف التي شغلها ومن أجمل ما قال عن نفسه ( بلغت بحمد الله مرادي في الدنيا وهو السياحة في الأرض، وبلغت من ذلك ما لم يبلغه غيري فيما أعلمه، وبقيت الأخرى، الرجاء قوي في رحمة الله وتجاوزه وبلوغ المرام من دخول الجنة ).

بينما ماركو بولو غير متعلم يعد من التجار وسافر إلى البلاد الغريبة والغير مألوفة ولم يتعلم من رحلاته سوى طرق ارتداء الملابس والتصرف والتحدث، وتطرق إلى الحديث معلومات دقيقة لاحظها أثناء تنقله.