من هو ” مانع المريدي “
ساهمت العائلة المالكة آل سعود في استمرار انتقال الحكم في أطول نظام ملكي مستقر بالعالم العربي، وقد أقامت هذه العائلة ثلاث دول أولها
الدولة السعودية الأولى
، وثانياً
الدولة السعودية الثانية
وحالياً المملكة العربية السعودية، وينحدر آل سعود من عشيرة المردة من بني حنيفة من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
ويعد مانع المريدي الجد الأعلى للأسرة السعودية المالكة الكريمة، كما تلتقي معها أسر أخري في هذا الرجل، ويعود نسب هذا الزعيم الملهم إلى قبيلة بني حنيفة من بكر بن وائل الربعية العدنانية والتي كانت عاصمتها الإدارية والاقتصادية حجر اليمامة منذ عصر ما قبل الإسلام.
بدايات مانع المريدي
1 –
انتقل مانع المريدي من حجر اليمامة إلى الهفوف بقرب
الإحساء
في شرق الجزيرة العربية، وظل بها مدة من الزمن، ولم تنقطع في تلك المدة المراسلات بين هذا الزعيم وبين ابن عمه ابن درع أمير حجر اليمامة الأمير عبد المحسن بن سعيد الدرعي الحنفي ممدوح الشاعر جعيثن اليزيدى الحنفي أمير بلدة الجزعة.
2- عاد هذا الزعيم مانع المريدي إلى منطقة حجر اليمامة مرة أخرى، وأقطعه ابن عمه الأمير ابن درع محلتي المليبيد وغصيبة، فعمرها مانع المريدي وأبنائه و نسله، وكانت الأماكن التي تقع فوق المليبيد وغصيبة تتبع لـلساكنين بقربهم وأبناء عمومتهم آل يزيد من بني حنيفة.
3- تاريخيا شكلتا تلك القريتان المليبيد وغصيبة الأساس التاريخي للدولة التي أقامها أل سعود، حيث قامت على أنقاض المليبيد وغصيبة، بلدة الدرعية ويرى مؤرخون أنه منذ تاريخ قدوم عائلة مانع المريدي يؤرخ لتأسيس
الدرعية
عام 1446م عاصمة الدولة السعودية الأولى.
4- تقع الدرعية التاريخية في الشمال الغربي من الرياض على بعد 25 كيلومتر على ضفة وادي حنيفة، واليوم نتيجة للتوسع العمراني تلتصق بالرياض، وعرفت الدرعية قديما باسم الضيق وغبيراء، وسميت الدرعية وتنطق الدرعية بكسر الدال، وإسكان الراء، وكسر العين، فياء مشددة مكسورة، فهاء – نسبة إلى الدروع، وهم قبيلة استوطنت وادي حنيفة وحكمت حجر اليمامة والجزعة.
الدرعية رمزا وطنيا
باتت الدرعية بمثابة رمزا وطنيا بارزاً في تاريخ المملكة ، إذ كان لها دورا حيويا وفعالا في ظهور ونشأة الدولة السعودية الأولى، وللدلالة على مكانتها تم اتخاذها عاصمة للدولة السعودية الأولى، وقد شكلت محطة تاريخية مهمة في تاريخ الجزيرة العربية، حيث ناصر محمد بن سعود الأفكار الدينية التي نادى بها محمد بن عبد الوهاب عام 1744م، وقد فرض هذا الظرف التاريخي أن تكون الدرعية قاعدة الدولة ومقر الحكم ، واستمرت كذلك إلى أن اختار تركي بن عبد الله
مدينة الرياض
مقراً جديداً للحكم وذلك عام 1824م.
استمرت الدرعية طوال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين المدينة الأشهر في كل الجزيرة العربية، وظلت تحتفظ بتلك الشهرة حتى بعد أن دمرتها جيوش
الدولة العثمانية
سنة 1818.
وفاة الأمير مانع المريدي
إثر وفاة الأمير والزعيم مانع المريدي تولى ابنه ربيعة بن مانع الإمارة، وبدأت الأسرة في النمو والتوسع واتسعت معها ونمت عمارة بلدة الدرعية وبنيانها وخاصة في عهد حفيد مانع المريدي موسى بن ربيعة بن مانع ، وفي عهد ابنه إبراهيم الذي كان يقوم بتأمين حجاج بيت الله الحرام وحماية طرقهم، إذ كانت له صلات مع الدولة العثمانية قبيل عام 981ه.
تربعت عائلة المريدي على حكم الدرعية وبات زمام الأمور في يدها، وفكر ربيعة ربيعة توسعة رقعة الدرعية، لكنه لم يحقق ما أراد، حتي أصبح الأمر بيد ابنه موسى الذي نجح في ضم قريتا النعمية والوصيل.
حكم إبراهيم بن موسى بن ربيعة الدرعية لحق بها من بلدان تم ضمها إلى الدرعية، وهكذا تداولت الإمارة على الدرعية في أسرة مانع المريدي، حيث أصبحت الإمارة في يد مرخان بن إبراهيم، وتأمر بالاشتراك في الإمارة من بعده ابناه ربيعة ومقرن ، وأصبحت الإمارة بعدهما في يد ابناهما وطبان بن ربيعة بن مرخان، ومرخان بن مقرن بن مرخان، ثم ناصر بن محمد بن وطبان، فمحمد بن مقرن، فإبراهيم بن وطبان، فإدريس بن وطبان.
تولى سعود الأول بن محمد بن مقرن، الإمارة خلفا لـ موسى بن ربيعة بن وطبان الذي خلعه أهل الدرعية سنة 1132 هـ ، وبعد وفاة سعود الأول سنة 1137 هـ خلفه أكبر رجال الأسرة سناً، زيد بن مرخان بن وطبان ، ثم تولى بعده محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، والذي أصبح فيما بعد أول أئمة الدولة السعودية الأولى في عام 1157هـ .
ويسجل التاريخ أن في ربوع هذا المكان، وفي أحضان هذا الموقع الذي أتخذه المؤسس الأول الجد الأكبر للأسرة المريدية مانع المريدي، قامت دولة قوية ذات جذور ممتدة وراسخة هي الدولة السعودية الأولى على يد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب .
ثم اتخذ منشئ الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبد الله الرياض عاصمة للدولة بدلاً من الدرعية في عام 1240هـ .