جبال هقار بدولة الجزائر
جبال هقار، هي سلسلة من الجبال البركانية الشهيرة تقع أقصى الجنوب الشرقي ل
دولة الجزائر
وبالتحديد بولاية تمنراست، وتبلغ مساحتها نحو خمس مساحة الجزائر أي ما يقرب من 450000كم مربع وارتفاعها 2.908م، وهي من الجبال ذات التاريخ الطويل ويدل عليها الجداريات الصخرية القديمة.
جبال هقار وشهرتها العالمية
تحظى منطقة جبال الهقار باهتمام عالمي لما تحويه من مناظر بديعة وسحر يجذب النظر والذي ساعد على وجود الجمال الطبيعي هو الطبيعة الموجود عليها الجبال فهي
صخور بركانية
تأخذ شكل التآكل كلما تحرك البركان أو نشط، علاوة على الارتفاع الحاد للجبال بسبب المواد التي تنصهر ثم تتجمد من الماغما والبازلت.
وتعد مزار سياحي لوجود أعلى قمة جبال بالجزائر وهى قمة جبل تاهارت اتاكور وارتفاعه 3013م، ويوجد ممر الأسكرام أجمل الممرات بالعالم بشاهدة
اليونسكو
ومنه يرى المشاهد أجمل منظر لشروق و
غروب الشمس
.
ويشتهر الهقار بالمناخ الحر خلال فصل الصيف ولكن في فصل الشتاء تصل درجة الحرارة إلى ما دون الصفر أثناء الليل، وتوجد الأمطار بصورة متفرقة ومحدودة.
الجداريات الصخرية والآثار بجبال هقار
تعود الإنسان القديم تسجيل الأنشطة والأعمال اليومية التي يقوم بها على الجدران من خلال النقوش والرسومات، وكما تحدثنا هذه الرسومات عن النشاطات اليومية للإنسان القديم تحدثنا عن البحار والأنهار التي وجدت بهذه الصحراء والدليل عليها ما وجده العلماء من هياكل الأسماك ومعدات الصيد، مما يدل على وجود الحياة بالمنطقة منذ ملايين السنين.
ويوجد بالهقار المتحفين الأكبر على مستوى العالم للنقوش الصخرية والرسومات وهذا ما ذكرته منظمة اليونسكو.
جبل الأسكرام
يعد جبل الأسكرام من أشهر جبال الهقار ويبعد عن ولاية تمنراست بحوالي 80 كم، ومن من الأماكن السياحية الشهيرة ليصل السائح إليها بعد ثلاثة ساعات بطريق غير ممهد ليستمتع بمشاهدة قمة الجبل التي تعلو عن مستوى سطح البحر بنحو 2800م، وتصل درجة الحرارة عليها 12 درجة تحت الصفر على مدار العام وعليه يرى الزائر أجمل منظر للشروق والغروب.
حيوانات ونباتات جبال الهقار
توجد بالهقار العديد من
الحيوانات الثديية
والتي تصل نحو 36حيوان لذلك تعد من الحظائر الهامة والتي يحافظ عليها العلماء من الانقراض وخاصة بعد انقراض البقر، ومن أهم الحيوانات بالهقار الفهد الأهقاري ( أماياس ) والذي يتغذى على صيد الغزلان البرية وخاصة غزال دوركاس المعروف باسم تاهنكط.
كما يوجد حيوان الأفناك وهي الثعالب الموجودة بالصحراء التي تخرج في الليل لصيد الفريسة وهذا ما يعرضه للمخاطر بسبب وجود الإنسان بالمنطقة، ويوجد الأروي وهو شبيه بالماعز ويتسلق الجبال ويعيش بها حيث النتوءات والتجويفات الحجرية ويأكل الأوراق وقرون الشجر وخاصة شجر الأكاسيا ويغطي جسده الوبر ويعد من الحيوانات الثديية.
ونجد بالمنطقة العديد من النباتات والأشجار الضخمة وبعضها متحجر بفعل درجات الحرارة المنخفضة ويرى
علماء الجغرافيا
أنها من المناطق التي كان يغطيها النباتات الكثيفة والغابات الضخمة.
والحظيرة التي تضم كل الحيوانات تقع أقصى جنوب الجزائر وتم الاعتراف بالحظيرة كمحمية وطنية من خلال الديوان الوطني الجزائري عام 1987م بموجب مرسوم من الرياسة، وبالفعل يقوم الجهاز المكون من مديريات ثلاثة هما تمنراست وعين صالح وأدلس بحماية المكان لكونه إرث حضاري ومكان يحتاج إلى العناية.
وكل الحيوانات الموجودة بالهقار تتميز بالتأقلم مع الظروف الصعبة والطبيعة القاسية فلا مياه جوفية ولا أمطار والطقس شديد البرودة، ويحاول الاتحاد الأوربي جاهداً للحفاظ على هذه الحيوانات من الانقراض ووضعتها على القائمة الحمراء ضمن قوائم الحيوانات المهددة بالانقراض.
مطار تمنراست وأهميته
يعرف مطار تمنراست باسم باي أخاموك هو أحد أمناء العقال بالجزائر والطوارق وهو المطار الذي يقدم خدمة نقل السياح الأجانب والمحليين من مطار هواري بومدين للاستمتاع بالمكان السياحي العالمي، ولأن المنطقة تبعد عن المطارات الدولية فقد تستغرق الرحلة من مطار هواري إلى مطار تمنراست حوالي الساعتين حيث يجد الزائر فندق تاهات الشهير.
ومنه ينطلق الزائر إلى الرحلة والمغامرة لأنه يشعر منذ اللحظة الأولى وكأنه بكوكب ثاني حيث اللون الذهبي الممتد والسكون والهيبة الممزوجة بالخوف عند مشاهدة الرمال ذات الألوان النادرة بأي مكان بالعالم.
يقوم منظمي الرحلات السياحية بعمل بعض المخيمات للاستمتاع بالليل ومشاهدة الشمس وقت الشروق والغروب واختبار الصحراء لمن يحب السفاري.
الطوارق سكان الهقار
هم من عاشوا بأرض الهقار بالقرب من تمنراست من الأجداد ويطلق عليهم الرجال الملثمون أو رجال الرزق، ويوجد قبر الأم الحاكمة تين هينان في واحة أباليسا وهذا ما تشير إليه الأساطير.
وإلى اليوم يحكم الطوارق النظام القديم من العادات والتقاليد الموروثة من الأجداد إلى جانب الميراث من علم الفلك والأدب والعلوم وبعض العلوم الطبية مثل العلاج بالأعشاب وإجراء بعض العمليات الجراحية والحرق بالنار، ويقومون بتحضير
الشاي
( التاي ) على الحطب وهو أما حلو أو متوسط أو مر.
النساء يقمن بالعزف على آلة إمزاد وهى تشبه آلة الكمان ولكنها بوتر واحد، ويذكر التاريخ أن النساء قمن بصناعتها عندما كان الرجال يتقاتلون احتجاجاً منهن على القتال وبالفعل ترك الرجال أسلحتهم عند سماع الصوت العذب المنبعث من الآلة الموسيقية