تاريخ اليهود في المدينة المنورة
سكن اليهود منذ القدم العديد من المناطق المختلفة في الجزيرة العربية والتي من بينها
المدينة المنورة
أو يثرب كما كان يطلق عليها في القدم، وعندما هاجر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إليها بعد أن خرج من
مكة المكرمة
وجد بالمدينة بعض من القبائل اليهودية، من بينهم يهود بين قريظة وبنو قينقاع وبنو النضير وقد كان هناك علاقة بين
اليهود
وبين أهل المدينة خلال تلك الفترة وقد تعامل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قدوم اليهود إلى المدينة
يذكر أن السبب الرئيسي في مجيء اليهود إلى المدينة المنورة بأراضي الحجاز بوجه عام كان لانتظار النبي القادم خاتم الأنبياء والرسل، والتي تحدثت عن التوراة حيث أن جميع
الكتب السماوية
قد تحدثت عن نبي آخر الزمان الذي سيظهر في تلك المنطقة وقد أستقر نسبة كبيرة من اليهود في يثرب وقد أصبحوا من سادات المنطقة وقد عملوا في صناعة الذهب والفضة كما كانوا يحتكرون الكثير من التجارات والصناعات ويعملون بالربا في ذلك الوقت.
وقد كات علاقة اليهود مع النبي ومن معه في بداية الدخول إلى يثرب جيدة حتى أن دعاهم النبي إلى الدين الإسلامي وعمل المعاهدة معهم فقد تغير الأمر بشكل كبير ووصل إلى حد الخيانة.
تعامل الرسول مع اليهود
عندما هاجر
رسول الله
صلى الله عليه وسلم ووصل إلى المدينة المنورة عمل على وضع قواعد الدولة الإسلامية داخل المدينة في تلك الفترة ومن بين تلك القواعد أن يتم تنظيم العلاقة بين المسلمين واليهود في تلك المنطقة ما تم إقامة المزيد من العود بينهم وبين اليهود وقد أمر المسلمين بضرورة الوفاء بتلك العهود وعدم نكث تلك العهود وأن يعملوا بما أنزل الله عليهم من قرآن كريم يلزم الإنسان بضرورة أن يفي بالوعد.
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا) [النحل:91].
وقد كان رسول الله يجلس مع اليهود ويوجد بينهم وبين المسلمين تعامل حيث أن أسواق المسلمين كان يوجد بها الكثير من اليهود، ومن بين البنود الخاصة بالمعاهدة التي وضعها الرسول مع اليهود ما يلي.
1- الحرية الدينية حيث لم يفرض عليهم الرسول الدخول إلى
الدين الإسلامي
مؤكدا أن اليهودي لديه دين والمسلم لديه دين كل منهم حر في الدين الخاص به ولم يذكر أن الرسول قد فرض على شخص دخول الدين الإسلامي قط.
2- الحرية أيضا في الإنفاق فكل منهم النفقات الخاصة بهم ولا يقوم الرسول بفرض النفقات الخاصة بهم ولم يعتمد عليه قط.
3- التعاون في الحرب على من يحارب أهل الصحيفة وهي من بين أطراف المعاهدة.
4- أن ينصر
المظلوم
مع أختلاف دينهم.
5- أن يتم تقديم النصائح بدون إثم.
حرب الرسول مع اليهود في المدينة
على الرغم من المعاهدة بين المسلمين واليهود خلال فترة تواجد الرسول الكريم في المدينة إلا أن الأمر لم يخلو من الحروب نتيجة لنقض تلك المعاهدة من قبل القبائل اليهودية ومن بين الحروب التي تمت بين المسلمين وبين اليهود ما يلي.
يهود بنو قينقاع
حيث يعد يهود بنو قينقاع أول من نقض العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قد أقدموا على الاعتداء على شرف واحدة من السيدات المسلمين خلال التواجد في أسواقهم، ومن ثم التجمع على الرجل الذي حاول أن ينقذ تلك المراة من بينهم
ومن هنا عمل الرسول على طرد بنو قينقاع من المدينة على الرغم من قدرة الجيش الإسلامي على حربهم لنقض العهد ولكن الرسول قد فضل أن يخرجوا من المدينة على تلك الفعلة بدلا من الحرب معهم.
بنو النضير
كان رسول الله ومن معه من المسلمين قادرين على إجلاء جميع اليهود من المدينة نظرا لما أقدم عليه بنو قينقاع إلا انه لم يقم بطرد سوى يهود بنو قينقاع من المدينة فقط خلال تلك الفترة ولكن
بنو النضير
قد قابلوا ذلك الإحسان من رسول الله بالإساءه ولم يأخذوا عبرة من ما فعل بنو قينقاع وقد حاول يهود بنو النضير في تلك المرة قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متواجد معهم.
حيث حاول واحد منهم إلقاء صخرة على الرسول لولا حفظ الله عز وجل له وبالمثل أقدم الرسول على إجلائهم من المدينة فقط بدون الحاجة إلى الحرب معهم على الرغم من تمكين الله منهم والقدرة على محاربتهم.
بنو
قريظة
كانوا يهود بنو قريظة هم آخر من نقدوا العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد عمل اليهود على مراسلة الأحزاب عند الاجتماع حول المدينة لمقاتلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عملوا على معاونة الأحزاب على رسول الله والمسلمين والغدر بهم، وقد كان من الممكن أن تؤدى تلك الخيانة إلى هزيمة المسلمين أمام الأحزاب لذا أقدم الجيش على محاربة يهود
بنو قريظة
وقد تم قتل الرجال وسبي النساء.