ما هو اليم

اليم، في اللغة بفتح الياء وتشديد الميم تعني البحر وهو الواضح بالقرآن الكريم، واليم ماؤه مالح وقد يكون عذب في بعض الأحيان عندما تتخلله تيارات عذبة ولكنها مفصولة عنه ولها علاقة بالتكوين والجريان والكثافة ويعد هذا التعريف هو التعريف الحديث لليم، وعند العربي القديم تم تسمية

البحر

باليم والعكس وكذلك أطلقوا اليم على البحيرات وهو السبب في قولهم أن مياه اليم قد تكون مالحة وقد تكون عذبة.

الفرق بين اليم والبحر في القرآن


القرآن الكريم

تحدث عن البحار وعن

الأنهار

بالمصطلح والمعنى المتعارف عليه وأوضع المولى عز وجل معنى الكلمتان في مواضع عديدة ولا يوجد أي اختلاف بينهم، والبحر في هذه المواضع يستخدم بكامله وبكيانه وحجمه ومواصفاته ومكوناته، ومن أمثلة ذلك:-

يقول المولى عز وجل ” أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم “، ويقول ” وجاوزنا ببني إسرائيل البحر “، وقال ” وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار “، ويقول سبحانه وتعالى ” وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون “.

ومن خلال هذه المواضع وغيرها نرى أنه لا يمكن استخدام كلمة الماء مكان كلمة البحر لأن هذا يؤدي إلى خلل في المعنى، ولكن عند النظر إلى كلمة اليم فنجد أنها تقترب من كلمة ( مايم ) باللغات القديمة وهى بمعنى الماء كما تم ذكره في القبطية والنبطية والمصرية الهيروغليفية و

العبرية

ومن هذا نلاحظ أن كلمة ( مايم ) تتكون من كلمتان هما ( ماء، يم ) والمولى عز وجل اختصر الكلمتين في كلمة واحدة وهى ( يم ) وهو ما يدل على إطلاق اسم الكل على الجزء.

مواضع كلمة اليم بالقرآن الكريم

من الواضح أن كلمة اليم ذكرت في القرآن الكريم ستة مرات فقط وفيها جميعاً المقصود باليم هو ماء البحر أو مياه البحر والنهر بكل مواصفاته وإمكاناتها والأثر الناتج منه، ولكن هذا الفهم العام لكلمة اليم المذكورة بالكتاب لا يخل بالمعنى ولكنه يبتعد قليلاً عن

البلاغة

القرآنية.

فيقول المولى عز وجل في كتابه العزيز ” فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين “، ” فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين “، ” فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم “، ونتفهم من الآيات الكريمة أن الماء هو سبب الغرق.

وفي سياق أخر يقول الله سبحانه وتعالى ” أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لى وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتضع على عيني “، ” وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ” ونتفهم من الآيات الكريمة أن المقصود باليم هنا هو ماء البحر أو النهر وليس المقصود البحر أو النهر، وهو المأمور بإلقائه بالساحل.

وفي سياق ثالث يقول الله سبحانه وتعالى ” فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ” والمعنى أن ماء البحر هو الذي غشيهم وليس البحر بأكمله، وإذا حذفنا كلمة اليم في المواضع الستة ووضعنا كلمة الماء لا يختلف المعنى كثيراً ولكن الحكمة الربانية هي التي فرقت بين اليم والماء من أجل الدقة والتفريق بين الماء العادي وما بين ماء البحر والنهر.

الفرق بين البحر واليم والنهر

في الفقرات السابقة تم توضيح الفرق بين اليم والبحر وهنا سنوضح معنى النهر بشيء من التفصيل لوضوح الفرق بين الثلاثة.

يقول المولى عز وجل ” وأما السائل فلا تنهر ” والمعنى أن النهر هو الماء المتدفق وهو السريع والشديد والقوي، ويقول ” إن المتقين في جنات ونهر “، ” تجري من تحتها الأنهار ” أي أن البحر دائما متدفق وسريع ويجري وليس كما يعتقد البعض أن ماؤه مالح فقط.

والدليل على ذلك قوله تعالى ” وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج “، ” مثل

الجن

التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات “، وما أريد أن أوضحه هنا أن أنهار الدنيا ليست كأنها الجنة لأن كل أنها الدنيا مالحة ولا يجوز تناول مائها بعكس

أنهار الجنة

المتنوعة والصالحة للتناول.

وإذا نظرنا إلى الآية القرآنية التي تقول ” وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً “، ” وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً وسبلا لعلكم تهتدون ” نرى أن الأنهار لها علاقة وثيقة باستقرار الأرض وثباتها وهو الشيء الشبيه بالجبال.