شعر عن السيف
السيف هو أحد أدوات المبارزة ، و قد اهتم به العرب كثيرا و كان من أهم ما كتبوا عنه ، حتى أنه كان جزء من شرفهم ، و قد تبين ذلك من الإرث الأدبي الخاص بهم ، فقد ظهر ذلك في العديد من
القصائد الشعرية
الرائعة ، و من بينها ما نسرده في هذا المقال.
قصائد عن السيف
ايها السيف
أيُّهَا السَّيْفُ الذي ظلَّ المدى
بَيْنَ أسياف ذَوِيهِ سيِّدَا
وله الغِمْدُ الذي أبصرتُهُ
ورآه الناسُ قبْلي عَسْجدا
وله القبْضة كانت فضَّةً
صاغَها الصانعُ حُسْنًا مُفْرَدا
ما الذي تشْكوه فالشَّكْوى وَنَى
وهْيَ للسَّيْف حرامٌ أبدا
أنت من لا يشتكي قَطُّ ولو
غَشِيَ الْهَوْلُ الذي يسقي الرَّدى
عزَّةُ النفس تَقِيهِ المُشْتكى
راضيًا أو عاتبًا أو حَرَدا
كيف تشكو؟! أنت من نَعْهَدُهُ
مِنْ خُطوب الدَّهر يبقى أصْلدا
ولقد كنت الذي أنباؤه
جزنُ آفاقِ الدُّنَا والْفَرْقدا
ولها في مشرق الناس رضًا
ولها في مغرب الناس صدى
وهْي في هامته أوْسِمةٌ
رَاعَتِ الخُلْدَ جلالاً وهدى
أطربته فدعاها ضاربًا
لِعُلاها في عُلاه موْعدا
ترْفُدُ المجد بما يعشقه
من غواليه فيغدو أمجدا
يومُه يسبق أمسًا ماجدًا
وأجلُّ السَّبْقِ ما يأتي غدا
قال لي والدمعُ فيه جائلٌ
وبقايا الكِبْرِ صارت بدَدا
أنا من ضيَّعه أصحابُه
حينما صاروا من العجز سُدى
أودعوني الغِمْدَ لما استمرؤوا
وَهْنَهم والذلُّ يغري الأعْبُدا
طال في الغمد مقامي فغدا
ليَ لحدًا واعترى حدْيَ الصدا
لا تلم شكواي مثلي مجده
حين يجتثُّ – ولم يبغ – العِدا
وهْو في قبضة حرٍّ فارس
طبْعُه الإقدام والداعي الغدا
يده تخْطف أبصار الورى
فيقولون لها طبت يدا
فتح عموريّة
السّيف أصدق إنباءً من الكتب
في حده الحدّ بين الجدّ واللّعب
بيض الصّفائح لا سود الصّحائف
في متونهنّ جلاء الشّك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعة ً
بين الخميسين لافي السّبعة
الشّهب أين الرواية بل أين النّجوم وما
صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
تخرّصاً وأحاديثاً ملفّقة ً
ليست بنبع إذا عدّت
ولاغرب عجائباً زعموا الأيّام مجفلة ً
عنهنّ في صفر الأصفار أو رجب
وخوّفوا الناس من دهياء مظلمة
إذا بدا الكوكب الغربيّ ذو الذّنب
وصيّروا الأبرج العليا مرتّبة ً
ما كان منقلباً أو غير منقلب
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة
ما دار في فلك منها وفي قطب
لو بيّنت قطّ أمراً قبل موقعه
لم تخف ماحلّ بالأوثان والصلب
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به
نظم من الشعر أو نثر من الخطب
فتح تفتّح أبواب السّماء له وتبرز الأرض
في أثوابها القشب يا يوم وقعة
عمّوريّة انصرفت منك المنى
حفّلاً معسولة الحلب أبقيت جدّ
بني الإسلام في صعد
والمشركين ودار الشرك في صبب
أمّ لهم لو رجوا أن تفتدى
جعلوا فداءها كلّ أمّ منهم وأب
وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها كسرى
وصدّت صدوداً عن أبي كرب بكر
فما افترعتها كفّ حادثة
ولا ترقّت إليها همّة النّوب
من عهد إسكندر أو قبل ذلك
قد شابت نواصي اللّيالي
وهي لم تشب حتّى إذا مخّض
اللّه السنين لها مخض البخيلة
كانت زبدة الحقب أتتهم الكربة
السّوداء سادرة ً منها وكان
اسمها فرّاجة الكرب جرى
لها الفال برحاً يوم أنقرة إذ غودرت وحشة
الساحات والرّحب لمّا رأت أختها
بالأمس قد خربت كان الخراب لها
أعدى من الجرب كم بين حيطانها
من فارس بطل قاني الذّوائب
من آني دم سرب بسنّة
السّيف والخطيّ من دمه
لا سنّة الدين والإسلام مختضب
لقد تركت أمير المؤمنين بها للنّار يوماً
ذليل الصّخر والخشب غادرت فيها
بهيم اللّيل وهو ضحى ً يشلّه
وسطها صبح من اللّهب
حتّى كأنّ جلابيب الدّجى
رغبت عن لونها وكأنّ الشّمس
لم تغب ضوء من النّار
والظّلماء عاكفة وظلمة
من دخان في ضحى ً شحب