حكم السباحة في رمضان
شهر رمضان هو من أفضل شهور العام ، و قد فرض الله سبحانه و تعالى فيه الصيام على كل مسلم قادر ، و هناك بعض الممارسات التي قد تُفقد للشخص صيامه ، و قد تسائل الكثيرون هل ممارسة
السباحة
من مفقدات الصيام أم لا .
تعريف الصيام
الصيام
في اللغة فإننا نجد أنه من مصدر صام يصوم صياماً و صوماً ، و هو يعني الإمساك و الامتناع ، و يُستخدم في أغلب الأحيان للتعبير عن امتناع المسلم عن الأكل و الشرب في
شهر رمضان
و غيره من أيام الطاعات .
ممارسة السباحة في الإسلام
– في الحديث الصحيح من رواية بكر بن عبدالله بن سعيد الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عَلموا بنيكُمُ السباحةَ والرميَ ولَنعمَ لهوُ المرأةِ مغزلُها وإذا دعاكَ أبوكَ وأمُّكَ فأجبْ أمُّكَ) ، فقد شرع الإسلام للمسلين بأن يمارسوا جميع الهوايات التي فيها منفعة للعقل و البدن و لا تهدر الوقت و ليس بها أي ضرر للإنسان أو مجتمعه .
– ينبغي على المسلم السعي لتحصيل الدراية التامة بجميع أنواع الرياضات التي توافق الشريعة و لا تخالفها ، و يجب أن يكون فيها حرام صريح ، أما بالنسبة إلى السباحة في رمضان للصائم فلا تخرج عن كونها عملية جسدية رياضية .
السباحة في رمضان
– يرتبط حكم السباحة في رمضان للصائم بأمرين ، و هما : إما أن يتأكد الصائم أثناء السباحة ألا يدخل شيء من ماء السباحة إلى جوفه ، و إما ألا يضمن ذلك ، و فيما يلي سوف نوضح كلا الأمرين :
الحالة الأولى
– إذا تيقن الصائم أن الماء لن تدخل في جوفه أثناء السباحة عن طريق أنفه أو فمه ، بحيث كان يُتقن السباحة ويضمن الحفاظ على صيامه، فصيامه صحيحٌ ولا بأس في السباحة له، بشرط أن يواظب ويحافظ على عدم دخول الماء إلى جوفه ما أمكن ، و سيكون حكمه في هذا كحكم
الاغتسال
في نهار رمضان ، و قد أجاز العلماء الاغتسال للصائم في نهار رمضان ، و لو كان القصد من اغتساله التبرد فقط .
– قَالَ الْحَسَنُ البصري: (لا بَأْسَ بِالْمَضْمَضَةِ وَالتَّبَرُّدِ لِلصَّائِم)، وَقَالَ أَنَس: (إِنَّ لِي أَبْزَنَ أَتَقَحَّمُ فِيهِ وَأَنَا صَائِمٌ) ، و معنى الأبزن هو حجرٌ محفورٌ يُشبه الحوض، يُملأ ماءً ثم يغتسل فيه ، و هو يشبه البانيو في عصرنا الحالي ، و من هنا أكد الفقهاء على أنه ينبغي على الذي يريد السباحة أثناء الصيام أن يراعي عدم دخول الماء إلى جوفه حتى لا يفسد صيامه، إذ إنّ دخول الماء إلى الجوف أثناء الصيام يُفسده حتماً .
الحالة الثانية
– لكن في حالة إن غلب الظن على الصائم بأنه قد يدخل في جوفه
الماء
، ففي هذه الحالة لا تجوز له السباحة أثناء الصيام تحرُّزاً من ذلك لكي لا يفسد صيامه ، و الدليل على ذلك ما رواه لَقِيْطٍ بنِ صَبِرَة رَضِيَ اللَهُ عَنْهُ أنّه قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ الْوُضُوءِ؟ قَالَ: أَسْبِغْ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ، إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) .
– و قد أشار
جمهور العلماء
من الحنفية و المالكية و الشافعية أن الصائم في هذه الحالة يبطل صومه حتى لو غلب على ظنه أنه لن يدخل شيءٌ من الماء إلى جوفه ، كما ذهب بعض العلماء كالحنابلة و بعض فقهاء التابعين إلى عدم بطلان صيام الذي يسبح في نهار رمضان ، ثم يدخل شيء من الماء إلى جوفه .