العالم سكنر

يشتهر عالم النفس الأمريكي بورهوس فريدريك سكينر بتطوير نظرية السلوكية للتعلم ، وروايته الخيالية والدن تو لعام 1948 ، وقد تم تصنيفه بأنه الأخصائي الأكثر تأثيرًا في علم النفس في

القرن العشرين

.


الحياة المبكرة لسكنر

ولد بورهوس فريدريك سكنر في 20 مارس عام 1904 ، في بلدة سسكويهانا الصغيرة بـ

ولاية بنسلفانيا

، حيث نشأ بها أيضًا ، وكان والده محامياً وبقيت أمه في البيت لرعاية سكنر وأخيه الأصغر ، وقد أظهر سكنر في سن مبكرة اهتمامًا ببناء الآلات الصغيرة والأدوات غريبة الشكل .

أصبح سكنر شغوفًا بالكتابة أثناء دراسته في كلية هاملتون ، وحاول أن يصبح كاتبا محترفا بعد تخرجه في عام 1926 ، ولكن دون نجاح يذكر ، وبعد عامين ، قرر سكنر اتباع اتجاه جديد بحياته ، فالتحق بـ

جامعة هارفارد

لدراسة علم النفس .


صندوق سكنر والنظرية السلوكية

بحث سكنر أثناء وجوده بجامعة هارفارد عن طريقة أكثر موضوعية لدراسة السلوك ، وقد طور ما سماه جهاز تكييف فعال للقيام بذلك ، والذي أصبح معروفا أكثر باسم صندوق سكنر ، وباستخدام هذا الجهاز ، يستطيع سكنر دراسة حيوان يتفاعل مع بيئته ، وقد قام أولاً بدراسة الجرذان في تجاربه ، ورأى كيف اكتشفت القوارض واعتادت على مستوى في الصندوق الذي كان يزودهم بالطعام على فترات متباينة .

في وقت لاحق ، فحص سكنر أنماط السلوك التي تطورت في الحمام باستخدام الصندوق ، فكان ينقر الحمام على قرص للوصول إلى الطعام ، ومن هذه الدراسات ، توصل سكنر إلى استنتاج مفاده أن بعض أشكال التعزيز كانت حاسمة في تعلم

السلوكيات

الجديدة .


بعد إنهاء دراسته للحصول على درجة الدكتوراه والعمل كباحث في جامعة هارفارد ، نشر سكنر نتائج تجاربه في تكييف سلوكيات الكائنات الحية عام 1938 ، وقد تم وضع عمله في مقارنات مع أعمال العالم

إيفان بافلوف

، لكن عمل سكنر كان يتضمن استجابات تم تعلمها أكثر من استجابات غير طوعية للمؤثرات .


أبرز أعمال سكنر اللاحقة

بينما كان يدرس سكنر في جامعة مينيسوتا ، حاول تدريب الحمام ليكونوا بمثابة مرشدين للقصف أثناء

الحرب العالمية الثانية

، ولكن تم إلغاء هذا المشروع ، إلا أنه تمكن من تعليمهم كيفية لعب كرة الطاولة ، وبدأ سكنر يهتم أكثر بالأشياء المحلية أثناء الحرب ، ففي عام 1943 قام ببناء نوع جديد من سرير الأطفال لابنته الثانية ديبورا بناءً على طلب زوجته .

وكان هذا السرير مكون من صندوق شفاف يتم تسخينه بحيث لم يجعل الطفله بحاجة إلى بطانيات ، ولم يكن هناك شرائح في الجانبين أيضا ، مما منع من الإصابة المحتملة للطفلة ، وفي عام 1945 أصبح سكنر رئيس قسم علم النفس في

جامعة إنديانا

، لكنه غادر بعد عامين للعودة إلى هارفارد كمحاضر .

حصل سكينر على استاذية في عام 1948 وبقى بها لبقية حياته المهنية ، ومع مرور الزمن ، أصبح مهتمًا أكثر بالتعليم ، فطور سكنر آلة تعليمية لدراسة التعلم لدى الأطفال ، وفي وقت لاحق قام بتأليف كتاب تكنولوجيا التعليم عام 1968 .

قدم سكينر تفسيراً خيالياً لبعض وجهات نظره في رواية “والدن تو” لعام 1948 ، التي اقترحت نوعاً من المجتمع المثالي ، فقد صار الشعوب في المجتمعات مواطنين صالحين من خلال تعديل السلوك ( نظام من المكافآت والعقوبات ) ، وفي أواخر الستينات وأوائل السبعينات ، كتب سكنر العديد من الأعمال التي تطبق نظرياته السلوكية على المجتمع ، بما في ذلك ما وراء الحرية والكرامة عام 1971 ، كما قال أن البشر ليس لديهم إرادة حرة أو وعي فردي .


السنوات الأخيرة من حياة سكنر

قام سكنر في سنواته الأخيره بتأريخ حياته ، كما واصل نشاطه في مجال

علم النفس السلوكي

وهو مجال ساعد على تعميمه ، وفي عام 1989 ، تم تشخيص سكينر باللوكيميا ، وقد استسلم للمرض في العام التالي ، ومات في منزله في كامبريدج في

ولاية ماساتشوستس

بالولايات المتحدة الامريكية في 18 أغسطس عام 1990 .

في حين أن العديد من نظرياته السلوكية لم يعد يتم العمل بها ، إلا أن نظرية التعزيز تبقى اكتشافًا حاسمًا يُنسب إليه ، فقد أعرب عن اعتقاده بأن التعزيز الإيجابي هو أداة عظيمة لتشكيل السلوك ، وهي فكرة لا تزال تُقدّر في العديد من الظروف بما في ذلك المدارس اليوم ، ولا تزال معتقدات سكنر تروج من قبل مؤسسة بي. في. سكينر التي ترأسها ابنته جولي س. فارغاس .