ما حكم من افطر عمدا في رمضان

شهر رمضان من الشهور المباركة و قد كُتب على المسلمين فيه الصيام ، فيغفر الله تعالى الذنوب لمن صامه و أدى كافة الفرائض المطلوبة منه ، و لا يجوز للمسلم أن يتهاون في صيام

شهر رمضان

.


تعريف الصيام

الصيام في اللغة هو الإمساك ، أما شرعًا فهو الإمساك عن كل مفطر على وجه مخصوص ، حيث يمسك المكلف بالصيام عن الطعام و الشراب و ارتكاب

المعاصي

، و يبدأ الإمساك من طلوع الفجر الصادق من يوم

الصيام

و حتى غروب الشمس في ذلك اليوم ، و قد عرف الفقهاء الصيام بأنه امساك الصائم عن شهوتي البطن و الفرج ، و الصيام تشريع فرضه رب العالمين ، و قد عرفه أهل الكتاب من الأمم السابقة ، و هو عبادة مشروعة ، و استقر في الإسلام ، و كان فرضه بالتدريج على مراحل كما في كثير من التشريعات الأخرى .


الإفطار عمدا في شهر رمضان

لقد جاء على لسان عامة الفقهاء أنه من أفطر في شهر رمضان و لو يومًا واحدًا بلا عذر ؛ فإنه بذلك اقترف كبيرة من

كبائر الذنوب

، كما أنه جعل نفسه عُرضة لعقاب الله و غضبه ، و من ثم فإنه يلزمه التوبة الصادقة إلى الله ، و يجب على المسلم أن يقوم بقضاء ما أفطره ، في حين أن من أفطر في رمضان متعمدًا مستحلًا لذلك فقد كفر ، لأنه يكون قد أخل بركن من

أركان الإسلام الخمس

، و من ثم فإنه يستتاب ، و يقتل إن لم يتب ، أما من جهر في الفطر فللإمام أن يعزره و يعاقبه بما يردعه و يردع غيره .


كفارة الافطار العمد

أكد الفقهاء على أنه من أفطر في شهر رمضان مُتعمداً دون عذر شرعي له يتوجب عليه التوبة إلى الله تعالى ، و الإكثار من

النوافل

، و أعمال الخير ، و الكفارة عند الجمهور على الترتيب تبدأ بعتق رقبة ، فإن لم يستطع فعليه صيام شهرين متتاليين ، و من ثم إطعام ستين مسكيناً ، أما فقهاء المالكية فيقولون بالتخيير ، و الأفضل عندهم الإطعام .


وجوب صوم شهر رمضان

– إن صيام شهر رمضان فرض ، و قد أجمع الفقهاء و كافة المسلمين عليه إجماعًا قطعيًا ، و هو أحد أركان الإسلام الخمس و معلوم صومه بالضرورة ، و من ينكر وجوب صيامه فإنه كافر ، و يستتاب ، أي يجب عليه أن يتوب ، فإن لم يرجع و يتوب و يقر بوجوبه فإنه مرتد كافر للحاكم أن يقتله ، و صيام شهر رمضان واجب و فريضة على الشخص الذي اجتمعت فيه الشروط التالية :
1- أن يكون مسلمًا ، حيث لا يُلزم الكافر بالصيام ، و حتى إن فعله لا يصح منه ، فالإسلام شرط لصحة العمل .
2- البلوغ ، حيث لا تجب التكاليف الشرعية إلا بعد أن يصل الإنسان إلى

سن البلوغ

.

3- العقل ، فالصيام ليس بواجب على المجنون ، و إن فعله لا يصح منه ، و لكن يجب أن يكون الشخص في كامل قواه العقلية ليصوم .
4- القدرة ، فمن عجز عن الصيام عجزًا دائمًا ، مثل الشخص المسن الذي لا يقدر عليه ، أو المريض مرضًا مزمنًا فلا يجب عليه .


حكم إفطار شهر رمضان بعذر

لا إثم على من أفطر في شهر رمضان بعذر شرعي ، و لكن يتوجب عليه قضاء ما فاته من أيام في الوقت الذي يناسبه ، و لا يُشترط أن يصوم ما فاته من أيام في تتابع و لكن يمكن أن يصوم على التراخي ، لكن دون تأخير القضاء لرمضان التالي ، و إن جاء رمضان التالي دون أن يكون قد قضاه فعليه أولاً

صيام رمضان

، و بعد الانتهاء من رمضان قضاء الأيام التي أفطرها في رمضان السابق ، و يطعم مسكيناً كفارة عن كل يوم ، و يُقدر إطعام المسكين بنصف كيلو من الرز ، أو القمح .