كيف عالج الإسلام الفقر
في حين أصبح العالم ككل أكثر ازدهارًا في السنوات الأخيرة فقد ازداد التفاوت في الدخل بين الافراد كثيرا، وحول العالم يعيش الكثير من الناس في فقر مدقع، و
الاسلام
له استراتيجي خاصة في محاربة الفقر وضمان
التكافل الاجتماعي
بين جميع افراد المجتمع المسلم الفقراء منهم والأغنياء.
مشكلة الفقر والانسانية
الفقر هو واحد من أهم وأكبر المشكلات الاجتماعية في العصر الحديث، ولسوء الحظ فإن عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر يتزايد يوما بعد يوم بمعدل ينذر بالخطر، والفقر هو سبب رئيسي في زيادة المشكلات الأخرى مثل
البطالة
والجريمة، ويتسبب في زيادة معدلات
الاكتئاب
ويعتبر حلم كل مجتمع هو التخلص من الفقر والأزمات المرافقة له، فالفقر والحرمان الاقتصادي هما سبب الفوضى وعدم الاستقرار في كثير من دول العالم.
الفقر ظاهرة معقدة تحدث نتيجة لنقص النمو وعدم المساواة، وهو ظاهرة اقتصادية متعددة الأبعاد لها تداعيات سياسية واجتماعية، وهو موجود عبر الأجيال والمجتمعات بغض النظر عن الانتماءات الثقافية والجغرافية، وعلى الرغم من أن طبيعة الفقر قد تختلف من مجتمع إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى فإن الفقر منتشر في كل من المناطق الريفية والحضرية على حد سواء، وكذلك في الاقتصادات المتقدمة والنامية على حد سواء.
المنهج الاسلامي في علاج الفقر
ينطوي المنهج الإسلامي على ثلاث مجموعات متميزة من التدابير التي تهدف للتخفيف من حدة
الفقر
والسعي نحو تحقيق توازن بين طبقات المجتمع وتقليل الفجوات بين الطبقات وضمان توزيع الثروة بشكل عادل بين جميع افراد المجتمع، وهذه التدابير هي فرض الزكاة على المسلمين، والدعوة إلى الاحسان وانفاق الصدقات، وكان
النبي صلى الله عله وسلم
يدعو الله قائلا: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ”.
ويقول الله عز وجل في
سورة الحديد
: ” آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ”، فالله تعالى يأمر المؤمنين بالانفاق من اموالهم ويعد أولئك الذين استجابوا بأن لهم أجر كبير عند الله عز وجل، وفي وجهة نظر الاسلام يكون المال الذي يمتكل الفرد ليس له بل هو عطية من الله عز وجل، فيقول رب العزة في سورة النور: ” وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ”.
كما يشجع الاسلام المسلمين على انفاق اموالهم على الفقراء والمساكين والمحتاجين، فالمال الذي تشتري به الطعام والشراب والملبس هو مال زائل، بينما المال الذي يخرج في الصدقات هو يخرج لله ويتضاعف اجر المتصدق بفعل صدقته.
الزكاة في الاسلام
الزكاة
في الاسلام هي جزء من النظام الاسلامي لمواجهة الفقر وضمان وحدة المجتمع ككل، وقد فرض الاسلام الزكاة على المسلمين بشروط معينة اذا توفرت في الفرد المسلم فغإنه يخرج من ماله الزكاة بنصاب معين، فالزكاة هي نصاب الفقراء من اموال الاغنياء وهي حق لهم، وعقاب من يمتنع عن الزكاة عند الله كبير، وقد امر الله ان تكون اموال الزكاة لها مصارف معينة كما وضح في
سورة التوبة
: ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، والفقير هو شخص محتاج للمساعدة ولكنه يتعفف أن يسأل الناس، بينما المسكين هو شخص محتاج ويسأل الناس ويطلب مساعدتهم له وابن السبيل هو الشخص المسافر الذي يمر بالبلاد ويحتاج من يؤويه ويطعمه، اما المؤلفة قلوبهم فهم من دخلوا الاسلام حديثا وهؤلاء غالبا يواجهون صعوبات في بداية دخولهم
الدين الاسلامي
.