حكم المتنبي


المتنبي

يعتبر من أعظم الشعراء العرب، وله تاريخ كبير في الشعر العربي، حيث ترك الكثير من القصائد في كافة ربوع الشعر، منها الفخر والغزل والمديح والرثاء، كما كان له العديد من

قصائد الهجاء

، التي تعتبر ايقونة شعرية مهمة جدا، وقد تقرب المتنبي من الملوك والامراء، وبات يمدحهم في كل مواقفهم

كما كان له الكثير من الحكم العربية، والتي يضرب بها المثل الان في المواقف المشابهه لها، والتي قد سردها من خلال قصائده، فأصبحت من أهم

الحكم العربية

على الاطلاق، والتي نوردها في هذا المقال.

حكم المتنبي

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته

وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا

أبيني أبيناً نحن أهل منازل

أبداً غراب البين فيها ينعق

وإذا كانت النّفوس كبارا

تعبت في مرادها الأجسام

ما كلّ ما يتمنّاه المرء يدركه

تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن

ومن صحب الدّنيا طويلاً تقلّبت

على عينه حتّى يرى صدقها كذبا

فحبّ الجبان نفسه أورده البقا

وحبّ الشجاع الحرب أورده الحربا

حسن الحضارة مجلوب بتطريةٍ

وفي البداوة حسن غير مجلوب

شرّ البلاد مكانٌ لا صديق به

و شرّ ما يكسب الإنسان ما يصم

وأتعب خلق الله من زاد همّه

وقصّر عما تشتهي النفس وجدّه ودّه

ومن يهن يسهل الهوان عليه

ما لجرحٍ بميت إيلام

وفي تعب من يحسد الشّمس نورها

ويجهد أن يأتي لها بضريب

ما الخلّ إلّا من أودّ بقلبه

وأرى بطرف لا يرى بسوانه

فالموت أعذر لي والصّبر أجمل بي

والبرّ أوسع والدّنيا لمن غلبا

كثير حياة المرء مثل قليلها

يزول وباقي عيشه مثل ذاهب

ولست أبالي بعد إدراكي العلا

أكان تراثاً ما تناولت أم كسبا

وكم ذنب مولده دلال

و كم بعد مولده اقتراب

و ما

الخيل

إلّا كالصديق قليلة

وإن كثرت في عين من لا يجرّب

وكلّ امرئ يولي

الجميل

محبّب

وكلّ مكان ينبت العزّ طيّب

وأظلم أهل الظلم من بات حاسد

لمن بات في نعمائه يتقلّب

أعزّ مكان في الدّنى سرجٌ سابح

و خير جليس في الزّمان كتاب

ومن جهلت نفسه قدره

رأى غيره منه ما لا يرى

عش عزيزا أو مت وأنت كريم

بين طعن القنا وخفق البنود

فاطلب العزّ في لظى ودع الذلّ

ولو كان في جنان الخلود

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي

وبنفسي فخرت لا بجود ودّي

صغرت عن

المديح

فقلت أهجي

كأنّك ما صغرت عن الهجاء

ما الخلّ إلّا من أود بقلبه

وأرى بطرف لا يرى بسوائه

أظمتني الدنيا فلما جئتها

مستسقياً مطرت عليّ مصائبا

وقد فارق النّاس الأحبّة قبلنا

وأعيا دواء الموت كلّ طبيب

وإن تكن تغلب الغلباء عنصرها

فإنّ في الخمر معنى ليس في العنب

وما الصارم الهندي لا كغيره

إذا لم يفارقه النّجاد وغمده

و إذا الحلم لم يكن طباع

لم يكن عن تقادم الميلاد

وكاتم الحبّ يوم البين منهتك

وصاحب الدّمع لا تخفى سرائره

إنّي لأعلم واللبيب خبير

أنّ الحياة وإن حرصت غرور

وقنعت باللقيا وأوّل نظرة

إنّ القليل من الحبيب كثير

إذا الفضل لم يرفعك عن شكر ناقص

على هبة فالفضل فيمن له

الشكر

ومن ينفق الساعات في جمع ماله

مخافة فقر فالّذي يفعل الفقر

وإنّي رأيت الضرّ أحسن منظرا

وأهون من مرأى صغير به كبر

وما في سطوة الأرباب عيب

ولا في ذلّة العبدان عار

وقد يتزيّا بالهوى غير أهله

ويستصحب الإنسان من لا يلائمه

و ما انتفاع أخي الدّنيا بناظره

إذا استوت عنده الأنوار و

الظلم

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وما كلّ بمعذور ببخل

و لا كلّ على بخل يلام

ذلّ من يغبط الذليل بعيش

ربّ عيش أخف منه الحمام

كلّ حلم أتى بغير اقتدار

حجّة لا جيء إليها اللئام

إذا غامرت في شرفٍ مروم

فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمرٍ صغير

كطعم الموت في أمرٍ عظيم

يرى الجبناء أن العجز عقل

وتلك خديعة الطبع اللئيم

وكلّ شجاعة في المرء تغني

ولا مثل الشجاعة في الحكيم

وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً

وافته من الفهم السقيم

والهمّ يخترم الجسيم نحافة

ويشيب ناصية الصبيّ ويهرم

ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله

و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم

لا يخدعنّك من عدوٍّ دمعه

وارحم شبابك من عدوٍّ ترحم

وإذا أتتك مذمّتي من ناقص

فهي الشّهادة لي بأنّي كامل

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى

حتى يراق على جوانبه الدم

إذا رأيت نيوب الليث بارزة

فلا تظنّ بأنّ الليث يبتسم

و لم أر عيوب الناس عيباً

كنقص القادرين على الكمال

و إذا لم يكن من

الموت

بدٌّ

فمن العجز أن تموت جباناً

لا خيل عندك تهديها ولا مال

فليسعد المنطق إن لم يسعد الحال

يهون علينا أن تصاب جسومنا

وتسلم أعراض لنا وعقول

وإنّي من قوم كأنّ نفوسهم

بها أنف أن تسكن اللحم والعظما

لا تشتري العبد إلّا والعصا معه

إنّ العبيد لأنجاسٌ مناكيد

وما التأنيث لاسم

الشّمس

عيب

ولا التّذكير فخرٌ للهلال

مصائب قوم عند قوم فوائد

أنا الغريق فما خوفي منالبلل