من هي أم البنين

هي فاطمة بنت حزام ، بن خالد ، بن ربيعة ، بن عامر ، بن كلاب ، بن ربيعة ، بن عامر ، بن صعصعة الكلابيّة ، وهي من عائلة عريقة معروف عنها العروبة و

الشجاعة

، وقد ذكر عنها على لسان عقيل بن أبي طالب : ” ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس ” .


نشأة أم البنين

نشأت أم البنين بقبيلة كانت تعد من أشرف

القبائل العربية

وأكرمها وأشجعها ، حيث اتصف آباؤها بالسيادة والفصاحة ، كما تميزت عائلتها بالكرم والشجاعة ، وكان أبواها شريفين ، وعُرف عنهما الأدب والنباهة ، لذلك كانت أم البنين تتحلى بالصفات النبيلة والطهارة والعفة ، كما أنها تميز بالعقل الرشيد والذكاء الباهر


زواج أم البنين

تزوجت أم البنين

سيدنا علي ابن أبي طالب

رضي الله عنه وذلك بإشاره من أخيه عقيل بن أبي طالب ، فقد كان عارفًا بأخبار العرب وأنسابهم لذلك طلب منه علي رضي الله عنه أن ينتقي له امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لكي يتزوج بها ويرزق منها بغلام فارس ، فوقع اختيار عقيل على فاطمة .

قال

الطبري

: ” ثم تزوّج ـ أي علي ( عليه السَّلام ) بعد فاطمة ( عليها السلام ) ـ أم البنين بنت حزام ، و هو ـ أي حزام ـ أبو المجل بن خالد ، بن ربيعة ، بن الوحيد ، بن كعب ، بن عامر ، بن كلاب ، فولدها لها منه : العباس و جعفر و عبد الله و عثمان ، قتلوا مع الحسين ( عليه السلام ) بكربلاء ، و لا بقية لهم غير العباس ” .

عُرف عن أم البنين شدة وفائها لزوجها علي بن ابي طالب رضي الله عنه حتى بعد أن وافته المنية ، فقد رفضت الزواج على الرغم من تقدم الكثير من أجل خطبتها من بينهم أبو الهياج بن أبي سفيان الحارث ، وقد عاشت ما تبقى من حياتها على ذكرى زوجها كرم الله وجهه .


تسميتها بأم البنين


السبب الأول :

قام والدها بتسميتها بأم البنين نسبة إلى جدتها ليلى بنت عمرو بن صعصعة ، فقد كان لها من الأبناء خمسة بنين .


السبب الثاني :

قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتسميتها أم البنين بناءًا على طلبها ، وذلك لكي لا يتذكر

الحسن والحسين

أمهما فاطمة إذا تم مناداتها باسمها ، فيشعرون بالحزن عليها ، وكذلك تفاؤلاً منها بالبنين بعد ولادتها .


أم البنين والشعر

لم تحضر أم البنين واقعة الطف ، ولكنها قامت بمواساة أهل البيت ، و ضحت في سبيل الدفاع عن

الدين الإسلامي

، فقد قدمت أولادها الأربعة فداءًا للحسين عليه السلام ، كذلك فقد استمرت في جهادها بعد

مقتل الحسين

ووصول أهل البيت إلى

المدينة المنورة

، حيث كانت تخرج بعد مقتل الحسين عليه السلام وأولادها الأربعة كل يوم إلى البقيع ويصطحبها عبيد الله ولد ولدها العباس ، فتندب أولادها ، وكان الناس يجتمعون ليستمعوا إلى بكاءها وندبتها ، ومن جملة رثائها :

يا مَن رأى العباسَ كَرَّ *** على جمـاهيرِ النَقد

و وراه مِن أبناءِ حيدر *** كـلّ لـيثٍ ذي لبـد

أُنبئتُ أنّ ابني اُصيبَب *** برأسـهِ مـقطوع يد

ويلي على شبلي آمالَ *** برأسه ضَـربُ العَمد

لو كان سيفُكَ في يدك *** لمـا دنـا منك أحـد

ومن مراثيها أيضا :

لا تَدعـونِّي ويـكِ اُم ّ البنين *** تُـذكّرينـي بليـوث العَرين

كانت بنـون لـي اُدعى بهم *** و اليوم أصبحتُ و لا من بنين

أربعـةُ مـثل نسـور الرُبـى *** قد واصلوا الموت بقطع الوتين

تُنـازع الخرصـان 2 أشـلاءَ‌هم *** فكلُّهـم أمـسى صريعاً طعين

يـا ليت شعـري أ كما أخبروا *** بـأن عبّـاساً قطيـع اليميـن


وفاة أم البنين

توفت أم بنين في الثالث عشر من جمادي الآخرة عام 64هـ ، وقد تم دفنها في منطقة

البقيع

بالمدينة المنورة ، وذلك بعد أن قضت عمرها في تقوى الله عز و جل ، وفي الطهارة والعفة والأحزان على فراق أبنائها الأربعة خلال وقت واحد .